السفير السوري في الأردن لا يفكر في الانشقاق عن النظام لأنه جزء لا يتجزأ من آلة القتل الأسدية في سوريا لذا البديل الوحيد هو طرده من عمان واغلاق السفارة.

تاريخ دامي وأيدي ملطخة بدماء

قبل عدة اسابيع طالب سياسيون ومثقفون وإعلاميون وأكاديميون ونشطاء أردنيون السلطات الأردنية بطرد السفير السوري من عمان واستدعاء السفير الأردني من دمشق احتجاجا على ما وصفوه بأنه جرائم يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين السوريين.

واستهجن بيان وقعته 100 شخصية ldquo;صمت الحكومة الأردنية عما يجري على حدودها الشمالية، حيث لم يصدر عنها أي بيان يدين تلك المجازر وينتصر لعذابات الضحايا والمشردينrdquo;.

وطالب الموقعون على البيان الحكومة بطرد السفير السوري الشبيح بهجت سليمان من عمان وإعادة السفير الأردني من دمشق وعدم إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين وإفساح المجال لهم للدخول إلى الأردن هربا من القتل والملاحقة والاعتقال.

وبرر الموقعون طلبهم بما قالوا إنه ldquo;مضي النظام السوري في قتل المزيد من أبناء الشعب المطالبين بالحرية والكرامة والعدالةrdquo;.

قتل النظام أكثر من 18 الف سوري منذ اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام عصابة دمشق اواسط مارس آذار 2011. ناهيك عن تشريد مئات الآلاف وارتكاب المجازر. السفير السوري بهجت سليمان كان أحد أعمدة نظام البطش والقمع منذ الثمانينات وساهم في مجازر النظام وفي تسهيل دخول القاعدة الى العراق لمحاربة الأميركان والذي حدث ان ارهاب القاعدة قتل من العراقيين أكثر مما قتل الأميركيون بعشرات المرات. ولا يزال هذا السفير يتآمر على الأردن وأمن الأردن ويسهل دخول المندسين والعملاء للأردن لخلق البلبلة وزعزعة أمن الأردن.

لعب بهجت سليمان ادوارا قمعية مختلفة منها رئيس فرع الأمن الداخلي وشارك في أعمال البطش أيام الأسد الأب واستمر ايضا بعد ان ورث بشار منصب ابيه. لاحظوا كيف أن نظام جمهوري ثوري اصبح بقدرة قادر نظام وراثي فاسد. كان بهجت سليمان يفتخر بقدراته على البطش وتعذيب المناوئين له خاصة من الاخوان المسلمين. والآن يلعب الشبيح بهجت سليمان دور الجاسوس حيث حول السفارة السورية في عمان الى وكر للتجسس على المعارضين السوريين والمؤيدين للثورة وحتى الاعلاميين الأردنيين الداعمين للثورة السورية.



وكر للتجسس على النشطاء

وحسب مواقع سورية معارضة quot;يزرع بهجت سليمان الجواسيس الجدد من المخابرات السورية ويسهل دخولهم للأردن بأسماء وجوازات مستعارة لمتابعة ناشطي الثورة والمنشقين واللاجئين والنازحين ونقل اخبارهم. وهذا ما حذا بالأمن الاردني للتدقيق في اسماء وجوازات السوريين القادمين من سورية للإقامة او لدخول الاردن بصورة مؤقتة ولا عتب على السلطات الاردنية بإعادتهم عند الشك بهم مع عائلاتهم، وكان هو السبب في اعادة الاعداد الكبيرة من السوريين.quot;

واستطاع السفير بهجت سليمان أن يقوم بتجنيد ما يستطيع من ضعاف النفوس من القوميين واليساريين الأردنيين وحتى من السياسيين المؤيدين للنظام السوري وخاصة البعثيين منهم والاعلاميين والصحفيين اصحاب الاقلام التي تدافع عن نظام المجازر وتبرر القمع والذبح بحجة ان الثورة السورية هي مؤامرة صهيونية امبريالية. ويقوم السفير بتسهيل ارسالهم لسورية بدعوة رسمية يُفرش لهم السجاد الاحمر ويُستقبلوا في فنادق الخمسة نجوم وتُكب عليهم الهدايا والرشاوي للظهور على الفضائيات السورية ndash; بتكرار ممل ndash; لكيل السباب والشتائم لحكام قطر والسعودية على رأس القائمة ثم للتحريض على العصابات المسلحة الارهابية التي تفتك بالشعب السوري على حد زعم النظام واجهزته الامنية.



أكذوبة الممانعة والمقاومة

طبعا لا يصدق أحد أكذوبة الارهابيين المسلحة سوى الساذجين والبسطاء الذين يتمتعون بدرجة عالية من الغباء والولاء لحزب البعث الشعاراتي. ورغم المجازر والمذابح لا يزال هناك مجموعات من بقايا اليسار والبعث الأردني تؤيد عصابة دمشق وتصفق وتطبل وتزمر للشبيح بهجت سليمان. هؤلاء القوميون الذين غسلت ادمغتهم بشعارات المقاومة التي لا تقاوم والممانعة التي لا تمانع والتحرير التى لم تحرر شبرا مربعا واحدا من الجولان لا تزال تصدق شعارات الكذب والدجل. ونعرف منهم بالتحديد 675 شخصية أردنية وقعت وثيقة مؤخرا تدافع فيها عن عصابة دمشق وتعلن الولاء لبشار الأسد ووليد المعلم ولبثينة شعبان الصحاف. فمنذ هروب الجيش السوري من الجولان قبل اربعة عقود ونيف لم يطلق الجيش السوري رصاصة واحدة على تلك الجبهة. ورغم الترسانة العسكرية الهائلة مني هذا الجيش الجرار بالهزائم ضد اسرائيل وحتى ضد الأردن في ايلول عام 1970. نسي القوميون المؤيدون للمجرم بشار الأسد وسفيره الشبيح بهجت سليمان ان الجيش السوري يتشاطر فقط على اللبنانين والفلسطينيين وعلى الشعب السوري ولكنه يرتعد خوفا من اسرائيل. قتل هذا الجيش من اللبنانيين والفلسطينيين أكثر مما قتلت اسرائيل منذ 1967.



ما هو مطلوب من الأردن


وأقدر أن هناك اعتبارات دبلوماسية حساسة تمنع الحكومة الأردنية من أخذ اجراء حاسم ضد السفيرالشبيح.

ولكن لا يستطيع الأردن الاستمرار في دور الحياد الحذر والرمادية وبدأنا الآن نرى مواقف أكثر حزما تجاه الحالة السورية وهذا تطور ايجابي حيث سيساهم في ايقاف المجازر واسقاط عصابة دمشق.

في هذه اللحظات التاريخية الهامة على الأردن ان يقف مع الشعب السوري ضد الدكتاتورية بدون تحفظ وتردد. والمطلوب الأن اتخاذ خطوتين هامتين الأولى: تزويد الجيش السوري الحر باسلحة مضادة للدبابات والمروحيات.
والخطوة الثانية المطلوبة هي ان يطرد الأردن بهجت سليمان ويعيده الى قلب العروبة المتهالك والفاسد في دمشق ويتم اغلاق وكر التجسس والتخريب.


اعلامي عربي - لندن