الثورة السورية كشفت كل الوجوه من حولها، وفيها، تسعة عشر شهرا، شعب ثائر من أجل حريته وكرامته، تشعة عشر شهرا، وشلالات من الدم على مذبح حريته، إنها حدث القرن الحادي والعشرين.

حتى اللحظة من عمر البشرية في هذا القرن، الذي شهد العالم خلاله تحولات ديمقراطية عميقة في أكثر من دول من دول العالم..وانفتاحا نسبيا على القيم العالمية للحرية، وكرامات البشر..كل ثورات الارض وجدت دوما من يدعمها، حتى الثورة السورية هذه، لكن هذا الدعم للثورة السورية..جاء أغلبه على شكل مساعدات انسانية لمحاولة التخفيف من حدة التواطئ الدولي، وكي يخفف حملا عن ضمير عالمي وصل إلى ثورة شعبنا وتوقف، سنحاول ان نبتعد عن لغة التحليل ونتحدث بالوقائع...

إحصائيات الثورة حتى تاريخ 28.08.2012
ضحايا الثورة تجاوزت: 28،998
ضحايا الثورة من الأطفال: 2،211
ضحايا الثورة من الإناث 2،493
ضحايا الثورة من العساكر: 2،493
ضحايا الثورة الذين ماتوا تحت التعذيب: 974
المفقودون: +76،000
المعتقلون حالياً حوالي: +216،000
اللاجئون السوريون منذ بداية الثورة: +211،741
اللاجئون السوريون في تركيا: +78،409
اللاجئون السوريون في لبنان: +53،038
اللاجئون السوريون في الأردن: +64،396
اللاجئون السوريون في العراق: +15،898

هذا عدا عن تدمير مئات القرى والمدن والاحياء في دمشق وحلب وحماة وحمص ودير الزور وادلب ودرعا...تدمير همجي..
العصابة الأسدية تمتلك جيشا قوامه أكثر من 400 ألف عسكري ورجل امني وشبيح.. ويستخدم واستخدم كافة انواع الاسلحة من دبابات وطائرات ومدافع من أجل قتل الثورة..
حدثت في هذا الجيش انشقاقات تقدر اعدادها بحوالي 40 ألف منشق بين ضباط وافراد..تقاتل العصابة الأسدية باسلحة خفيفة..قبل ان تستطيع الاستيلاء على أسلحة متوسطة من تلك المعارك مع جيش العصابة.. الكتلة الاساسية في جيش العصابة الأسدية هي كتلة طائفية..

الموقف الاقليمي والدولي:
روسيا وإيران والصين تدعم العصابة الأسدية ومشاركة في القتل عبر عدة طرق، سواء باستمرار تدفق الاسلحة والخبراء والمقاتلين احيانا..وتعتبر أن قتل السوريين دفاعا عن المقاومة ضد إسرائيل!! ودفاعا عن مصالح روسيا والصين!! لهذا تمنع روسيا والصين صدور اي قرار أممي يوقف القتل...

الموقف الغربي..داعم لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة ولكنه ليس متشجعا على نجاح الثورة، ولاسباب تتعلق بالموقف الاسرائيلي الداعم لتدمير البلد على يد العصابة الأسدية، وسواء بقيت هذه العصابة في الحكم أم رحلت لايهم..الموقف الغربي باتت حججه واهية تارة يتحدث عن اسلاميين متشددين وتارة يتحدث عن وحدة المعارضة..لكن جوهر الموقف الغربي يبقى في حيز اعطاء الوقت ومزيد من الوقت للعصابة الأسدية في القتل.. وهذا لا يتعلق بالنوايا بل يتعلق بانعكاس هذا الموقف الغربي على موازين القوى على الارض..لهذا العصابة الأسدية تعرف ومعها إيران وروسيا والصين أن عدم التدخل الغربي لحماية شعبنا سببه رفض إسرائيل لهذا المطلب الشعبي في سورية؟؟ ويتصرف هؤلاء بناء على هذا المعطى..

موقف الحكومة العراقية يتراوح بين التواطؤ الأمريكي والدعم الايراني فهي تدعم العصابة الأسدية..ما عدا قيادة البرزاني التي تقف مع الثورة السورية.
الموقف اللبناني منقسم كعادة لبنان، الموقف العربي عموما موقف متخاذل ماعدا مواقف قطر والسعودية والكويت والامارات..

ضمن هذه اللوحة السريعة نجد أن الثورة السورية مكشوفة الظهر، وهذا كلف شعبنا دما وخرابا..لكن بالمقابل كشفت ثورة شعبنا الجميع ووضعتهم على طاولة شفافة...لا أحد يجرؤ على القول أنه دعم فعلا الشعب السوري في ثورته من أجل حريته..كشفت الثورة حجم الدعم الاسرائيلي للعصابة الأسدية ولمحور المقاومة والممانعة.. كشفت المعطى الغربي بكونه معطى إسرائيلي فيما يتعلق بالدول المحيطة بإسرائيل..وهو معطى يريد إما استمرار العصابة الأسدية أو ذهاب سورية نحو الخراب الكلي...

كل المبادرات الاممية والعربية بدء من الدابي وانتهاء بالابراهيمي مرورا بكوفي عنان كانت من أجل إعطاء مزيد من الوقت للعصابة الأسدية من أجل قتل مزيدا من شعبنا..بغض النظر أيضا عن النوايا..

الشعب السوري وحيدا في مواجهة المافيا الدولية...إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الادبية والاخلاقية والقانونية عما تقوم به العصابة الأسدية من جرائم... وهذا ما كشفته الثورة السورية حيث اعتقد الغرب وبعض العرب أن بإمكان العصابة الأسدية القضاء على الثورة فيما لو اعطيت وقتا للقتل.. لكن شعبنا لم يعد لديه ما يخسره من أجل وقف ثورته...

ثورة شعبنا كشفت كم هو طائفي حزب الله...وكم هو حزب عميل وصغير لإيران...وكشفت حجم الثقافة التي تدعو لقتل الأكثرية السنية في سوريةحفاظا على المصالح الأسدية ومن يقف معها..

كل الأقليات في سورية حدث فيها ما يشبه انقساما عموديا مع الثورة وضدها يختلف حجمه من طائفة لأخرى.. إلا الطائفة العلوية...
الاكراد في سورية جماعة اوجلان مع استمرار العصابة الأسدية...وما تبقى مع الثورة ويختلف الامر من حزب لآخر..اما الشعب الكردي فقد اثبت انه مع الثورة...والمجلس الوطني الكردي يحاول الاستفادة من هذا الانقسام على طريقة قياداته التاريخية في العمل داخل الساحة السورية...
المعارضة كأداء كانت كعب آخيل الثورة..لأن الثورة بكل عظمتها لم تستطع ان تجعل هذه المعارضة تتخلى عن افقها الايديولوجي والشخصاني الضيق...لا استثني نفسي..
يبقى ان نتوجه بالشكر لقناتي الجزيرة والعربية على تغطيتهما للثورة...لأنهما تستحقانه فعلا..
الاعلام الغربي عموما كان ولايزال متواطئا..فتغطيته لاحداث الثورة هزيلة وتميل مع التواطئ الغربي..
شعبنا انتصر على كل هذه المواقف...وسيسقط هذه العصابة..