الاستاذ صلاح بدرالدين
- انتظرت سنين وشهور لأكتب لك هذه الرسالة لك ياسيدي رغم إحساسي ومن منذ بعيد بالتناقضات الفكرية و السياسية في شخصك و أنك الابعد من أي إمكانية لربط معادلة القول بالفعل و كنت دائماً أبدأ كتابة هذه الرسالة بجملة أو جملتين و أقف لأنني كنت أرغب دائماً في الحفاظ على الصورة المرسومة و لعشرات السنين عنك في أرشيفي الحسي , كنت أرغب في الحفاظ على القيمة المعنوية لي في الدعوة التي وجهتها لي بزيارتك أنا و أصدقائي من وفد كتاب و مثقفي كورد سوريا quot; دلاور زنكي , آزاد علي , المرحوم الشاعر رزو , نذير جزماتي quot; أثناء زيارة رسمية لنا و بدعوة من اتحاد كتاب هولير و الاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني بزعامة الاخ و الصديق غفور مخموري , دَعوتُك لنا لزيارتك رفضها كل الاصدقاء تلبيتها لأسباب تتعلق بالرأي السلبي لكل واحد منهم بشخصك , لن أدخل في تفاصيل آرائهم بك رغم دفاعي عنك. إلا إنني صممت اللقاء بك وحيداً لأنك كنت معلمنا الحزبي / و الذي كان السبب الاول في إنشقاقه...!!!! / و لأنك بعد ذلك تنحيت بطريقة ديمقراطيةعن قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا و أتذكر أني كتبت وقتئذ رأي و نشرته. و أتينا أنا والاستاذ كمال غمباري مدير مكتبك في ذاك الوقت كما أشرت إلى مكتبك في رابطة كاوا.

- بلغ السيل الزبى
لن أتحدث عن أكبر صدمة صدمت بها عندما أصبحت فجأة الناظق الرسمي للبارزانيين و أنت من افهمتنا و أوصلت القائد ملا مصطفى البارزاني بوصفك له إلى مرحلة الخيانة و أنه رمز الرجعية الكوردية و الدينية المتخلفة يوم كنا مؤيدين و رفاق لحزب الاتحاد الشعبي الكوردي , نعم كنت أرغب بالحفاظ على الحفاوة و الكرم الذي ابديتموه تجاهي و تلك المائدة العامرة التي اجمعتنا عليها في 2001 و معنا الاخ العزيز سه رو قادر و برزان خالد و آخرون لا أذكرهم في منزلك الراقي في سه رشه / منتزه صلاح الدين / و طلبت مني وقتها أن نشكل مجموعة أنا و الأخ محمد حمو لتقف أمام الحركة السياسية الكوردية و تعريها و أنك ستدعمنا مادياً و معنوياً بالتنسيق مع أحد المقربين منك هناك لكني رفضت الفكرة و أخبرت الاخوة في التحالف الديمقراطي الكوردي آنذاك , نعم رغبت بالكتابة لك مرتين أولاً عام 2002 على ما أتصور عندما تحادثت معك بشأن محمد حمو صاحب مكتبة بدرخان في حلب الذي كانت تلاحقه أجهزة المخابرات السورية و طلبت منك الاهتمام به و قد وعدتني بذلك و قد غادر الاخ محمد سورية بناءً على وعدك لي بمساعدته لكن للأسف حصل العكس تماماً و لم تستقبله...!!! و ثانياً في العام 2006 لدى تأسيسك مع عبدالحليم خدام جبهة الخلاص الوطني في سوريا و وضعت اسمي في اللجنة التحضيرية للمجلس دون أخذ رأي أو علمي quot; الاخ كاوا رشيد اتصل بي و قال ذلك / و للاسف علمت المخابرات السورية به قبل أن أعلم quot; الخبر quot; و اعتقل أخ لي في سوريا بسبب ذلك و مع ذلك لم أكتب لك هذه الرسالة وقتها لكن أيها المحترم و الآن قد بلغ السيل الذبى...!!!

وبعد أن اطلعت بنفسي على بعض التقارير السرية و الصادرة من جهات أوربية أقول جهات أوربية و ليس جهات كوردية , و هي في معظمها معتمدة على أفواه كوردية نتنة بسبب حقد شخصي و سياسي و ثقافة مريضة تشي و تريد أن تستحوذ على كل شيء , تقارير صُعِقتُ بها و بالاشخاص التي أعرفها منذ سنوات و هي مستعدة أن تغامر بكورديتها و بشعبها لتنهي الـ ب ي د لا بل تنفي و جوده و المعيب أن جهة اقليمية هي من أوصلت هذه التقارير إلى الجهات الدولية و كانت قد واصفة اياه quot; التقاريرquot; بالقاءات بين الطرفين quot; شخصيات و أحزاب quot; و بالمناسبة أؤكد للتك الشخصيات و الاطراف و عهداً أمام الشعب و التاريخ أنني لن أعطي هذه المعلومات لا للـ ب ك ك و لا لغير الـ ب ك ك و مهما بلغ من الثمن.

- إن الافواه الكوردية النتنه لم تستطع أن تقدم دليلا واحدا على تعامل الـ ب ي د أو الـ ب ك ك على الاقل من عمر الثورة السورية عبر تقاريرها و التي وصفها بالهامة و للاسف إن هذه التقارير سيدي تشير إلى الدور السلبي الواضح لك و لشخصين آخرين و أتباع لهما سأوجه لهم رسائل أخرى إن وصف الحركة السياسية الكوردية في سورية عامة بالمتهالكة و بالمرتبطة بأجندة كوردستانية و حزب الـ ب ي د لا بل و صفها بالمعادية لسوريا الوطن والمؤيدة لتقسيم سوريا باسم الفيدرالية و الادارة الذاتية , و أن الحركة السياسية الكوردية عامة لا تمثل 10% من الشعب الكوردي و ستسقط قريباً تحت ضغط شباب الثورة الذين يؤيدونك وأن الايهام بعودتك ثانية إلى الحياة السياسية عبر الشباب و الكتائب المزمع تشكيلها بات ضرورة ملحة لقيادة الشعب الكوردي في سوريا لأنك الوحيد كما تدعي في إحدى لقاءاتك مع جهات اقليمية القادر على إقناع الشعب الكوردي بقبولهم بالمواطنة السورية فقط في إطار سورية ديمقراطية لابل و تزيد على ذلك اتهام حزب كوردي بتأييده للدولة العلوية المزمع تأسيسها بعد سقوط نظام الاسد و أن البنى الايديولوجية له هي نفس بنية حزب الله و هو الذي التزم الماركسية في تأسيسه!

- الامر المدهش بالنسبة لي و الذي لا أستطيع استيعابه أيها المحترم هو أن تقايض أعداءً تاريخيين لشعبك الكوردي بأخوة لك يختلفون معك فقط في السياسة أقصد هنا بالدرجة الاولى الاخوة في الـ ب ي د و آخرون كثر تعاديهم حسب متابعتي لخطابك و آرائك التي تنشرها و حسب تلك التقارير ومنها الهيئة الكوردية العليا التي باتت تمثل النسبة العظمى من الشعب الكوردي في سوريا و بمبررات و حجج لا منطق فيها و لا عقل , بأي منطق تقبل بان تحارب أخوة لك و تجر مناطقك الكوردية إلى اقتتال داخلي كوردي ndash; كوردي مقابل أن تثبت للآخرين صدق وطنيتك و ثوريتك و حرصك على اسقاط النظام أكثر من الاخرين في حين أن الآخرين يعيشون المأساة الوطنية أكثر منك و يناضلون على أرض الواقع أكثر منك و أعطوا الشهداء من أجل تحرير سوريا من النظام القمعي في سوريا بينما لم تزر سوريا لأكثر من 20 عاماً حسب قولك..!!! أم أن في الامر شيء آخر لا أتمناه منك...؟؟؟

- إنما الاكثر دهشة هو محاولاتك خلق قوى تعادي الاخوة في الـ ب ي د و الهيئة معا سيما و أن من تود محاربتهم و تشحن الرأي العالمي و العربي ضدهم أصبحوا الآن جزءاً من الهيئة الكوردية العليا تحاربهم عسكرياً قبل أن تحارب النظام السوري و هذا الحلم الاعداء و أقول ذلك لأنك الاعلم بأن وجود قوتين مختلفتين على الارض الواحدة معناه الاقتتال فيما بينهما و مع ذلك تعمل و تنشط أنت و غيرك من الاخوة الذين تختلفون في كل شيء و تتوحدون فقط في معاداة الـ ب ي د , لماذا لا تدعوا هذه الكتائب أنت و من يدعمها للإلتحاق بوحدات الحماية الشعبية الكوردية الموجودة أصلاً في مناطقنا الكوردية خاصة و أنها أصبحت كما ذكرت سابقاً جزءاً من الهيئة الكوردية العليا و تأتمر بأمرها عبر لجنة أمنية تم تشكيلها في وقت سابق.

- إن عناصر وحدات الحماية الشعبية الكوردية هم أبنائنا و من قرانا و مدننا ولكل منا قريب أو أخ أو صديق فيها و هي قوة جماهيرية غايتها الحفاظ على الامن و السلم في مناطقنا في ظل الحرب المدمرة التي يشنها النظام على الشعب السوري و يدمر مدنهم وقراهم.

- كل ما ذكرته سابقاً شيء و مثابرتك و اصرارك على اتهام حزب الاتحاد الديمقراطي بالتعامل مع النظام السوري شيء آخر سيما و أنت السياسي الحذق و المجرب للسياسة لأكثر 50 عاماً و بذرائع و مبرارات قد تنطلي على آخرين سذج و مراهقين في السياسة أم أنت , فيبدو لي أن الامر ليس في قناعتك بالمبررات و الحجج إنما بأمور أخرى ستكشفها الايام.

- سيدي المحترم إن النظام السوري نظام ديكتاتوري وقمعي و لا إيمان لديه بأن آخر يمكن أن يستلم السلطة منه , و أنه مستعد أن يحرق المنطقة مقابل بقائه في السلطة و ما عدا ذلك من المقاومة و الممناعة و الجولان و اسرئيل أو الاكراد أو الـ ب ي د و حتى الـ ب ك ك لا أهمية لديه , و النظام السوري يعرف تماماً أن الكورد في سوريا لا طموح لهم في كرسي السلطة و موضوع استلام و تسليم المناطق الكوردية بين النظام و الـ ب ي د التي تروجون لها تأتي في سياق ذلك , لماذا لايقصف النظام عامودا و هي أول مدينة على مستوى سوريا أزالت تماثيل العائلة الحاكمة و داست بأرجلها على رؤوسهم..؟؟؟ لماذا النظام لم يقصف سويداء مثلاً رغم وجود معارضة قوية هناك لأن الدروز لا يمكن أن يكونوا رؤوساء لسوريا...؟؟؟ و لماذا تصرون على أن يدفع الكورد ألاف الشهداء من أجل تغيير النظام سيما و أن القادم لن يكون بالمستوى المطلوب لحل قضيتنا الكوردية في سوريا كما تبين معطيات القادم الجديد...!!!!!! إن المهم بالنسبة للنظام سيدي ليس الكورد و مناطقهم بل المهم هو ادلب و حمص و حماه وحلب لأنهم يطالبون برأس النظام و هذا حق لست ضده...!! ثم هل مسألة انسحاب الجيش السوري من مناطق عديدة في ادلب و دمشق و حمص كان تسليم و استلام بين النظام و الثوار هناك...؟؟\


- إن الحركة السياسية الكوردية رغم اختلافي معها في الكثير من الامور تعتبرالموروث التاريخي و السياسي لشعبنا الكوردي و أنك أنت شخصياً نتاج تلك الحركة رغم دورك السلبي المباشر في الكثير من الانشقاقات التي كنتَ أول شخص كوردي شق أول حزب كوردي 1965 بمبررات اليسار و اليمين و الماركسية و الامبريالية في الوقت الذي لم يكن لليمين أو اليسار موقع ليس فقط في الفكر الكوردي بل في معظم الفكر الشرقي , و كنت مساهماً في الشق عام 1970 و عاودت العملية عام 1979 في اليسار الكوردي و أيضاً في 1991.

- الـ ب ي د لا علاقة تنطيمية مع حزب العمل الكوردستاني و أنا أؤكد لك ذلك و أنه لا يؤتمر بأمره على أرض الواقع , و تعاطفهم مع هذا الحزب لا يعني الارتباط التنظيمي معهم و إلا كل الاحزاب الكوردية السورية ستكون مرتبطة تنظيمياً مع الاحزاب الكوردستانية و تأتمر بأمرها و أولهم أنت كشخص , لا يا سيدي لا تفعلوها.... فالتاريخ و الشعب أقوى من الجميع.