موجة التشرد الجديدة التي دخلتها آلاف مؤلفة جديدة من العراقيين الذين إختاروا سوريا كوطن بديل أو مؤقت ريثما تنجلي الأوضاع في العراق عن وضع مستقر قد أضافت للمشهد العراقي المعقد أصلا أبعاد سوريالية مغرقة في الكوميديا السوداء، فالرياح الطائفية النتنة التي هبت على الشرق من جديد في موجة مغولية ساحقة رسمت و أحيت كل معالم عصر الفتنة الكبرى قد ساهمت الأحزاب الإيرانية في العراق بتكريس دلالاتها السوداء، وحفرت أخاديد عميقة من الكراهية البغيضة بين نفوس الشعوب في الشرق القديم، وليت الأمر قد توقف عند حدود التشريد بل وصلت ألأمور لحد التصفية الجسدية وعلى الهوية ضد العديد من العراقيين و الأبرياء منهم الذين يدفعون فاتورة حسابات صراعات إقليمية لاعلاقة لهم بها و لكن حكومتهم العاجزة و الناقصة و البتراء هي التي ورطتهم و أدخلتهم في معمعة نزاع وصراع ليس لهم فيه لا ناقة و لا جمل و لا حتى حمار ؟.. عمليات قتل العراقيين في بلاد الشام خلال أحداث الثورة السورية المستعرة منذ أكثر من عام و نصف هي مجرد صورة واضحة واحدة من صور الحملات الدموية المروعة و الجرائم الفظيعة التي يقترفها النظام الإرهابي السوري ضد شعبه و ما يتخللها أيضا من أحابيل و خطط إستخبارية تحاول خلط الأوراق و تشويه صورة و مسيرة الثورة و الثوار في سوريا الذين يرسمون اليوم بدمائهم تاريخا جديدا للمجد و الحرية و الكرامة.. الشعب العراقي بغالبيته المطلقة و بمختلف أصنافه و مذاهبه لايمكن إلا أن يكون مع الثورة السورية، والشعب العراقي لايمكن له أن يخون التاريخ و الدماء و المصالح المشتركة و ينحاز للقتلة و المجرمين، فالعراقيون قد عانوا من الحكم الفاشي، و العراقيون هم أعرف الناس بطبيعة الأنظمة الشمولية الإجرامية الإرهابية وهم بالتالي لا يمكن لهم أن يكونوا في صف أعداء الثورة، ولكن هنالك تيارات شعوبية معينة و معروفة تحاول تشويه المواقف الشعبية العراقية و تعمل لصالح المشروع ( الصفيوني ) في الشرق القديم و تتبرع بتقديم فروض الولاء و الطاعة لكبيرهم الذي علمهم الدجل في طهران، والأخبار المؤسفة حول مصرع أعداد من العراقيين قتلا في المدن السورية هي للأسف نتائج وردود أفعال لحشد إعلامي هائل و موتور يراد به تشويه مسيرة الثورة السورية وإضفاء صفة المذهبية و العنصرية و الأصولية المتوحشة على رجالها و أبطالها، ولكنها بالمقابل أيضا نتيجة حتمية و متوقعة لممارسات و تصرفات حكومة عراقية طائفية منحازة غير مسؤولة و لا تعبأ بدماء شعبها و تقف علنا و بقلة أدب و إنعدام ضمير إنساني بجانب القتلة نتيجة لأوامر واضحة من النظام العنصري الإيراني المحتل للأرض العربية! فالدماء العراقية المسفوكة في بلاد الشام يتحمل مسؤوليتها رئيس الحكومة العراقية الذي تخلى عن إتهاماته الإرهابية للنظام السوري و أصطف لجانبه وهو يقتل شعبه، كما أن رئيس الحكومة المالكي سكت وغض النظر عن تصرفات سفيره في الشام المدعو علاء الجوادي و الذي أعلن منذ ساعات الثورة السورية الأولى في ربيع 2011 عن تضامنه مع نظام القتلة بل أنه تمادى وخرج عن كل الأعراف الدبلوماسية ونظم مهرجانا صاخبا في شيراتون دمشق دفاعا و تمجيدا لنظام بشار المجرم وهو يحز رقاب السوريين الأحرار!!! كل تلك الممارسات الخارجة عن السياقات الدبلوماسية ووزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري صامت و رئيسهم المالكي. مما أعطى إنطباعا واضحا لكل المتصيدين في الماء العكر عن موقف تضامني عدواني عراقي لصالح النظام السوري و مناهض للشعب السوري؟ طبعا البرلمان العراقي المشغول بالرواتب و الإمتيازات و السفرات السياحية لأعضائه لم يعبأ بمصالح ودماء العراقيين، ولم يراقب أداء الدبلوماسية العراقية المخجل في الخارج ولم يتابع أدق تطورات حالة الدياسبورا ( الشتات ) العراقية لأن ذلك لا يعنيهم بشيء.. و الشعب العراقي وحده هو من يجب أن يتحرك للقصاص من المتواطئين و المتآمرين على امنه ودمائه...؟ وكما أسلفنا نحن بإنتظار الربيع العراقي الصاعق و الذي لاحت بشائره...
- آخر تحديث :
التعليقات