فرقة عادل أمام أو فرقة عطا الله هذا هو عنوان أخر اعمال عادل امام في عودة quot; قسرية quot; للشاشة الصغيرة بعد أغلقت النوافذ الاخرى امامه نتيجة لمواقفه السياسية التي كانت واضحة جدا في دعم نظام مبارك الساقط ومنذ عقود طويلة وحتى أيام الثورة المصرية الشبابية. وفي الوقت الذي دخل عادل أمام قسرا الى الشاشة الصغيرة بعد ان وصلت فرص نجاحه و رصيده في المسرح والسينما الى ما تحت الصفر فان الكثير من المشاهدين العرب تابعوا هذا المسلسل بداوفع مختلفة اما بدافع الفضول واما بدافع المراقبة والتمحيص اما لدوافع اخرى يعرفها عادل امام قبل غيره.

بداية حاول عادل العبث بوعي المشاهد العربي بان مجرد ترديد أغنية مصرية في حفل للسفارة المصرية في تل أبيب هو انتصار لايجاريه انتصار في الكون بل لايصل لضفافه حتى معركة فاصلة و تاريخية في التاريخ الاسلامي مثل معركة بدر بين المسلمين وكفار قريش او قد تصل لهذا الانجاز على الاقل معركة ستالينجراد بين الاتحاد السوفيتي والنازية الهتلرية !! وهذه بصمة تعدو بجذورها لنظام حسني الساقط قبل غيره.

ثم تجول عادل وفرقته في البلاد العربية وهنا كانت الكارثة نفسها فاصبح حرامي البنوك وعصابته أسياد العرب وحكمائهم وفرسانهم، اما غير ذلك فابطال غزة هم مجرد أشخاص quot; تافهين سطحيينquot; ومجاهدي حزب الله مجرد مهربين وأهل الشام على أتم الاستعداد لتقبيل quot;الاحذية quot; لاجل الحصول على مبلغ معين كما حدث في أحد المشاهد مع مدير الهوتيل المعني في دمشق!!

اما في العراق فقد يكون بهجت الجبوري استطاع تنفيس الكثير مما في داخله وداخل هذا المسلسل من أمراض طائفية مبطنة ومغلفة بشعارات براقة مع الاسف الشديد! ولم يسلم الشعب الصومالي المسالم من الانتقاص والتجني، انه في النهاية مسلسل ينتقص من الشعب العربي في كل البلدان التي مر عليها بدرجة لاتقل بل تزيد عن انتقاصه للصهاينة الذين ذهب معهم وفي أبعد نقطة أنهم quot; بخلاء quot; ليس الآ......!! لذلك يستحق هذا المسلسل ألقاب واوصاف اخرى مثل الانتقاص من الاخرين او التعالي الفارغ او التجني البائس على الشعب العربي في بلدان عربية باكملها او الكرم الوهمي الذي أراد ان يلعبه امام وفرقته على أهل الكرم نفسه ومن أتسم الكرم باسمهم في مصر فيقال للمصري الكريم انه quot; تبغدد quot; نسبة الى العراق و بغداد وأهلها.

إن أهم نقطة أرتكاز في اجواء مسلسل جوقة عطا الله عبر عنها عادل امام عندما ذكر نصا quot; أن الذي حدث في العيد أشعرنا جميعآ بالاهانة quot; وهنا أشارة الى أعدام صنم العراق في تلك الليلة المباركة. ومسألة الشعور بالاهانة الشخصية التي قد تتحول الى شعور جمعي عند مجموعة معينة لها اسبابها وجذورها وايضا دوافعها، لكن بعيدا عن التحليل والبحث فان من المناسب ان يضع هذا الشعور في خانة quot; رحم الله أمرء عرف قدر نفسه...quot;، وله بعد ذلك ان يختار مع المبتهجين وهم الغالبية الساحقة من الشعب العراق أو مع اصحاب الشعور quot; بالاهانة quot; كما رددها عادل امام. وكمواطن عراقي لا اجد نفسي معنيا بماذا شعر عادل امام وجوقته او ماذا اراد بهجت الجبوري ان ينفس من امراض طائفية، لان هذا الشعور منقوص ويناقض الحقائق الكبرى في العراق، فعادل امام ومعه الجبوري تناسوا أن في العراق اكثر من 420 مقبرة جماعية فقط في الجنوب والفرات الاوسط من جرائم النظام الصنمي الساقط وأن في العراق جرائم حلبجة والانفال والاهوار مازالت نزيفا يصرخ بوجه المنافقين والدجلة من ماركة quot; فناني السلطانquot; الذين يمجدون بديكتاتور ساقط ويتجاهلون هذه الجرائم الكبرى ومعها جرائم القاعدة وبهائم الموت العربي في العراق الجديد من الزرقاوي المقبور وحتى يومنا هذا.

كان الاحرى بعادل امام ان لايروج للتصالح مع الصهاينة وأن لايهرب للامام، فقبل دخوله أنفاق غزة كان المفروض به ان يقول كلمته في مصر وحكم quot; ال مبارك وعصابته quot; التي خربت البلاد والعباد، ولااعرف هل هي مصادفة بالفعل أن عادل وولديه حكموا مسلسل فرقة عطا من الاخراج الى التمثيل ومابينهما كما حكم مبارك وولديه مصر في عصر ظلامي بائس فقدت معه مصر هيبتها ومكانتها التاريخية!! انه مجرد سؤال لايستحق عناء البحث والاجابة لان شبيه الشيء منجذب اليه.

أعتقد ان للشعب العربي والبلاد العربية التي مر بها امام في مسلسله البائس حق تقديم الاعتذار من كل كادر المسلسل دون أستثناء، اما نحن في العراق لاننتظر أعتذار ولانريده فنحن العراقيون ومعنا بلدنا العراق له quot; حوبه quot; دفعت بعض استحقاقتها بعض الدول والشعوب والافراد والاصنام العربية الساقطة وسيدفعها الاخرون حتما دون أدنى شك ولو بعد حين لان أستهداف دمائنا وحرماتنا وطموحاتنا وامالنا الانسانية لاتمر مرور الكرام، كما لنا موقف أنساني وعراقي وثقافي وفني سيراه قبل ان يسمعه كل مسيء للعراقيين الاكارم وبلدهم الذي يتنفس التاريخ والريادة في كل زمان وكل مكان.

[email protected]