ان أربيل لو قدر لها أن تتقدم بشكوى ضد الذين حاولوا اغتيال دورها الوطني، مستشهدة بالوقائع والتي تشكل مظاهرات الأنبار ورفع العلم الكردي بطريقة مقلوبة مجرد نموذج لها، لحددت اسم الجاني وهويته الكاملة على الشكل الاتي،، الطامع في الهيمنة، وأحتكار السلطة، المتسبب في نحر الدولة ومؤسساتها الدستورية.
لقد أساءت تظاهرات المدن السنية كثيرا الى سمعة العراق في العالم لكن التشويه الحقيقي أو الضربة القاضية جاءتها من هذا الحكم نفسه وعلى يديه وبمدافع جيشه عندما حاول أن يزج الجيش في قضية المناطق المتنازعة عليها وأعطت العالم فكرة مغلوطة عن مستوى أهله ومدى تحضرهم وعمق أنتماهم الى العالم الحر.
ومن المفارقات الغريبة التى حصلت في تظاهرات المدن السنية والتي اتسمت بطابع الإحتجاج السلمي المحدود هو رفع علم الأقليم ووصف بعض قادة التحالف الشيعي مثل عزت الشهبندر للمتظاهرين بأنهم صداميون ويرفعون علم كردستان وهو علم الأنفصال. وكأن تظاهرات السنة تهدد مصالحهم أو أن هذه الطائفة ترغب وتسعى للسيطرة وقلب نظام الحكم. والحقيقة أنها لم تكن اكثر من تجمعات سلمية ديمقراطية طالبت بتغيير الحكومة الحالية.
صحيح ان الخلاف الكردي الشيعي له ما يبرره بالنسبة للطرفين، لكن محاولة بعض قادة ائتلاف القانون مثل عزت الشهبندر وغيرهم اتهام الأقليم بأنهم هم من يقفون خلف تظاهرات السنة لايخدم في هذا التوقيت جهود اطلاق الحوار السياسي.والجميع يعرف ان خلاف المالكي مع الاقليم ليس خلاف استراتيجي بقدر ما هو تكتيكي اثيرت لدوافع انتخابية، بينما خلافات الاقليم مع السنة خلافات استراتيجية وعميقة.
فالسنة لا يعترفون ولا يريدون رئيس كردي للعراق وامتنعوا عن التوصيت للرئيس طالباني في البرلمان، ويتهمون الاقليم بالتعامل مع قوى اقليمية واسرائيل ويدعون لعودة حزب البعث وهذه تعتبر من الخطوط الحمر لدى الاقليم والمالكي. ولو خير الاقليم بين المتظاهرين السنة والمالكي لأختار الاقليم نوري المالكي والذي لم نفهمه لحد الان لماذا توقف الحوار بين بغداد والاقليم وقد باتت سلطة الاقليم تمتلك أوراقا قوية لتجعل حكومة المالكي تقدم تنازلات ولو كانت صعبة؟!
لقد عرف العالم الان ان سنة العراق مصرون على اكمال المغامرة، فهم الى حد الان لم يدينوا خطاب الدوري نائب صدام حسين،ولا أحد يستطيع أن يتوقع ما سيحدث في المستقبل.ففي ظل هذه الازمة ستظل العراق مقسمة في المواقف بين الاغلبية والاقلية وأن خطوط التماس وجدت لتبقى وهذا معناه أكبر خطر على العراق.
كاتب عراقي
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات