قالت مستشارة رئيس مجلس الوزراء الاتحادي نوري المالكي السيدة مريم الريس ان (نوري المالكي لن يستبدل إلى أن يستبدل البارزاني !).
ما ذهبت اليه السيدة مستشارة المالكي وتصريحها الذي يحتاج إلى فتاح فال لكي يدرك العلاقة بين الموضوعين الذين دمجتهما المستشارة وطرحتهما ، فقد جاء السيد المالكي إلى الحكم بصفقة سياسية يعرفها الجميع، بينما اعتلى سدتها البارزاني باستفتاء عام ومنافسة شديدة من مرشحين آخرين تمتعوا بذات الامتيازات في الدعاية والإعلام، وحقق البارزاني ما يقرب من 70% من أصوات الناخبين في انتخابات نزيهة شهدت بحقها فرق المراقبة الدولية والإعلام العالمي ومفوضية الانتخابات المستقلة.
وخلال فترة حكمه نقل البارزاني وطاقمه الرئاسي والحكومي التنفيذي المجتمع الكوردستاني نقلة نوعية خلال اقل من ثمان سنوات، انخفضت فيها مستويات الفقر إلى أدناها مقارنة مع بقية العراق الذي تحكمه الإدارة الاتحادية متمثلة بالسيد المالكي وطاقمه، حيث يعيش سبعة ملايين عراقي تحت خط الفقر في بلد إيراداته المالية خلال حكم المالكي تجاوزت الخمسمائة مليار دولار، وتحتل محافظة المثنى الصدارة في الفقر حيث بلغت النسبة 49%، في حين بلغت النسبة في العاصمة بغداد 13%، وفي الموصل 23%، وفي ديالى 34%، والانبار 21%، وبابل 41%، وكربلاء 37%، وواسط 40%، والمثنى 49%، والبصرة 34%، والنجف 25%، والقادسية 35%، وذي قار 34%، ومحافظة ميسان 37%، بينما نجحت إدارة البارزاني قي تقليص نسبة الفقر في كوردستان إلى 3% في اربيل العاصمة، و 3% في السليمانية، وفي دهوك 9%، وفي كركوك 11%.
وبينما يمزق الفساد والصفقات الوهمية عشرات المليارات من الدولارات في قضية وزارة التجارة والكهرباء التي ما زادت عن عشر ساعات في العاصمة بغداد واقل من ثمان ساعات في بقية المحافظات، نجحت إدارة إقليم كوردستان بتوفير الكهرباء لأكثر من 22 ساعة يوميا، بل ومنحت محافظتي نينوى وكركوك بما جعل ساعاتها الكهربائية تقارب العشرين ساعة يوميا في كركوك بعد أن كانت لا تتجاوز العشر ساعات، وحيث ان عدة ساعات من الأمطار أغرقت العاصمة بغداد وكشفت عورة حكومتها وفشلها، كانت الأمطار تمنح كوردستان وبساتينها وشوارعها وحدائقها جمالا وبهاء، ولن نسترسل أكثر في مقارنات نسمعها من همس مئات الآلاف من العراقيين القادمين من البصرة والحلة والنجف وكربلاء وبغداد والديوانية والناصرية وغيرها من مدن العراق الغارقة في أوحال الفشل والفساد والكذب الحكومي، وهم يقضون أجمل أيامهم في ربوع كوردستان المحبة والجمال والتطور والمدنية دون خوف أو حاجة أو رعب، يشهدون ما أنجزته إدارة كوردستان بأقل من 17% مما مخصص لها من عمران وبناء ومستوى محترم من المعيشة للسكان، فلا عجب أن تكون إدارة السيد المالكي بهذا الشكل بعد أكثر من سبع سنوات طالما كان هؤلاء هم طاقم مستشاريه!؟
التعليقات