رسائل التهاني التي انهالت على المسلمين في اعيادهم الفطر والأضحى، ليست في معزل من تلك التي يتداولها بعض المسلمين مع أخوانهم المنتمين للأديان الأخرى والثقافات المختلفة في عيدهم رأس السنة من العام الميلادي الجديد.


ما يجعلني أبادر في التهنئة بالعام الجديد بقولي: quot;عيدكم سعيدquot;، حين تذكرت تهنئة الرئيس الأميركي للعاهل السعودي والمسلمين أجمعين بحلول عيد الأضحى الماضي تزامناً مع موسم الحج، فيما لا يزال البعض بيننا ينكر على المسلمين تهنئة أتباع الأديان والحضارات في احتفالاتهم بعامٍ جديد من الأمنيات والتفاني في خلق حياةٍ عصرية.


المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ضربت بسهم وافر حينما أعلنت عن مبادرة العاهل السعودي الشهيرة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إذ سارع العالم بقادته ومؤسساته ومفكريه إلى الترحيب بها ودعمها لأنها تلبي أشواق وتطلعات الإنسان المعاصر، وإحترام المقدسات والرموز الدينية والإلتفاف حول المتفق عليه بين الناس جميعاً.


بالتالي، وحينما تابعتهم يحتفلون بعيدهم وبحلول عام وغروب آخر، لم أجد نفسي إلا مهنئاً لهم ومتمنياً لأصحاب التطلعات العصرية والأمنيات البيضاء منهم تحقيقها. أما نحن كعرب ومسلمين، فلا يزال بيننا من يختلف معنا على مبدأ التعايش السلمي وتبادل العلوم والفنون، وتحقيق التفاهم والتعايش السلمي المشترك بين الشعوب في أنحاء العالم، وهذا أمر طبيعي يعكس مستوى القناعات ولن يوقف عجلة التعايش السلمي ومبدأ الإنسانية الذي فُطرنا عليه، بل سنحاورهم أولاً قبل حوارنا مع الآخر، وإن استغرق ذلك عقود من الزمن، في حين يرى بعض المندفعين أن نتجاهلهم كونهم quot;قلّهquot; مراعاة لمشاعر شعوب العالم بكل فئاتهم وتوجهاتهم وعاداتهم وثقافاتهم، ذلك من منطلق أن كل المسلمين سفراءً للإسلام.


ماذا لو أعلن القادة العرب والمسلمين الذين تبادلوا التهاني والتبريكات مع زعماء العالم بالعام الميلادي الجديد 2013 ذلك؟! فالحقيقة هي التعامل بالمثل في مسائل الحياة. قد يختلف معهم من يختلف ولكنها الحقيقة التي هم يؤمنون بها، ونحن نرى فيها الواقع لـ تحقيق جزء من تطلعاتنا في مركز الملك عبدالله العالمى للحوار بين الأديان والثقافات.

* كاتب سعودي

[email protected]