يفترض أن كل لقاء عربي هو عبارة عن قصيدة أمل تتغنى بها الأفواه العربية في كل عواصمها ومدنها وقراها من المحيط إلى الخليج!!..
وكل تقارب عربي هو أمنية من الأماني التي تملأ الصدور منذ أن هاجرت الأحلام، وحلت محلها كوابيس الشك والريبة في كل شيء!!..
لأن الإنسان في الوطن العربي، قد عايش مؤتمرات كثيرة، وتابع القمم تلو الأخرى، لقاءات كثيرة، مؤتمرات، تصريحات، ومع الأسف لقد أُحبط هذا الإنسان، لأن معظم هذه المؤتمرات واللقاءات تنتهي إلى الخيبة والانكسار!!.. اللهم إلا المزيد من البيانات التي تبقى حبراً على ورق.
والغريب العجيب أن الإتفاقات واللقاءات التي تتم بين العرب وغيرهم، تنفذ حرفياً مادامت لصالح هذا الغير!!.. وهذا ما حدث بالفعل مع إسرائيل، منذ أن بدأت تجلس إلى العرب وتتفاوض معهم، وتبرم الإتفاقات، فإنهم ينفذون ذلك حرفياً، إن لم يكن أكثر، مثلما قال كارتر : quot; كنا نطلب من السادات ذراعاً فيعطينا أمتاراًquot;...
ولكن مع كل هذا فإن الإنسان العربي مازال شديد اللهفة لقمة عربية تخرج بقراراتٍ قابلة للتنفيذ ومحققة لطموحاته، بعد أن دُمّر وجدانه الوطني طيلة سنوات العقود الماضية..
متى يأتي ذلك اليوم ويكسر القادة العرب ذلك الطوق الذي وضعوه بينهم وبين شعوبهم، فيخرجون بفعل ربما يحتوي على إنجاز مثير من باب التغيير والتنويع ومقاومة الملل، الذي ينتهي به دائماً أيُ مؤتمر من مؤتمراتهم السابقة ؟!..
ولا أرى أن ذلك مستبعداً سيما وأن أحداث الربيع العربي لازالت مائلة أمام أعينهم، فليس من المستبعد أن يتحقق ذات يوم قريب أو بعيد مثل هذا الأمر!!..
فالملل كان في بعض الأحيان وراء تغييرات علمية وسياسية وإجتماعية ذات شأن في العالم!!.. من يدري قد يعتبر قادتنا اليوم أو غداً الملل من البيانات المتكررة، والمطولات اللفظية، فيقررون الإستغناء في مؤتمراتهم وإجتماعاتهم عن لجان صياغة البيانات، ويتوقفون تماماً عن الكلام، وتصبح قراراتهم أفعالاً لا أقوالاً؟!..
وبما أن هذا الأمر ليس معجزة وليس من خوارق الأمور، فإن من حق الإنسان العربي أن ينتظر حدوثه، وأن يرى فيه أمله الوحيد والكبير الذي يتوقف عليه تحقيق كل الآمال الأخرى..
أما إذا أصبح هذا الأمل معجزة في عصر إنتفت فيه المعجزات.. فقل على الدنيا العربية السلام، لأن المعجزات الوحيدة التي تتحقق هي التي تصدر بفرمانات صادرة عن البيت الأبيض بعد أن امتُزج فيها رأي نتنياهو واللوبي الصهيوني!!..
قد يسأل سائل ما الجديد الذي يحمله هذا المقال ؟!.. أقول : إن انتهاء قمة البحرين منذ أسابيع التي كانت تحمل دعوة الى الاتحاد، وإن على صعيد خليجي، وهو الحد الأدنى من الطموحات، فإنه أضاف الى نفس الكاتب إحباطاً جديداً يُضاف الى تلك الاحباطات المتكدسة بسبب تلك القمم، والتي أدت بأمتنا العربية من فشل الى فشل.. والسبب أن الشعب العربي من (يمنه) الى (موريتانياه) صادق في مطلب التقارب، ولكن قادة العرب غير صادقين..