الجنّة..وما أدراك بالجنّة..وهل هناك مخلوق على الكرة الأرضية منذ بدء الخليقة وحتى نهايتها لا يحلم ويعمل من أجل دخول الجنة؟. يقول الله تعالى في كتابه العزيز عن بعض مواصفات هذه الجنّة : ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ) quot;31 quot; سورة الكهف. و (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ) quot;15 quot; سورة محمد. و (أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [11]فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [12]ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ [13]وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ [14]عَلَىٰ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ [15]مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ [16]يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ [17]بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ [18]لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ [19]وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ [20]وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ [21]وَحُورٌ عِينٌ [22]كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ [23]جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [24]لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا [25] سورة الواقعة. فمن لا يرغب في دخول جنّة الله تعالى هذه؟ ومن لا يحاول أن يعمل كل ما بوسعه الالتزام بفروض الإسلام وطاعة الله ورسوله لضمان دخول الجنّة هذه؟ خاصة في ظلّ وجود النار أو جهنم التي تنتظر العصاة غير المؤمنين التي قال الله تعالى في وصفها: ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين ) ، quot;24 quot; سورة البقرة.
أسهل طريق لضمان دخول الجنة في خمسة دقائق
إزاء هذا الوصف الإلهي المغرّي للجنة والمرعب للنار، وكي أضمن دخول الجنّة هذه، تمنيت أن أكون عراقيا يحق لي التصويت في الانتخابات البرلمانية العراقية، كي أصوّت للمرشحة العراقية الآنسة أو السيدة (لا أعرف) فاطمة الجشمعي بعد أن قرأت لها في صفحتها المباركة على السيد المبارك (الفيس بوك) قولها صراحة وبدون لف ودوران: quot;آخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وانبياءَه والائمة المعصومين عليهم السلام على أنني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة لا أدخلها إلا وانت معي، من آخاني يكتب قبلت quot;.
قبلت..قبلت..قبلت..قبلت
ولكن يا سيدتي يا من سأكون إن شاء الله في حضرتك المباركة في الجنّة، يساورني خوف شديد من مسألتين:
الأولى: هي أنّك أنت شخصيا لست واثقة مائة بالمائة من دخولك الجنّة بدليل قولك ( إن كنت من أهل الجنة والشفاعة )..أي أنّ دخولك الجنة وأن تكوني من أهل الشفاعة غير مضمون أبدأ..أبدا..أبدا!!!!.
الثانية: هي مسألة فقهية ذات علاقة بالخالق الله تعالى لا أستطيع أن أفتّي فيها بأية كلمة، وهي قولك (...وأذن لي بدخول الجنّة لا أدخلها إلا وأنت معي ). فهل هذا القول من المسموح به شرعا ويدلّ على وجود ذرة من عقل و وعي؟. فهل من حق أي شخص إذا أذن الله تعالى له بدخول الجنّة أن يقول له: لا..لن أدخلها إلا وفلان معي؟.يعني إذا كان فلان من أهل النار ورفض الله تعالى دخوله الجنّة، سترفضين أنت دخول الجنّة وتذهبين معه إلى النار؟. وعندئذ ماذا عن ألاف قبلوا دعمك ( قبلت ) وهم ينتظرون دخول الجنة معك؟. هل ستجبيرنهم على الذهاب معك إلى النار؟
لذلك أسحب قوليquot;قبلت..قبلتquot; وأعلن عن،
عدم رغبتي في الحصول على الجنسية العراقية من أجل التصويت لك فقط وبناءا على المسائل السابقة، أعلن عن عدم التصويت لك لو كنت عراقيا، وذلك لأسبابي الخاصة التالية:
1 . مثل هذه المسائل التي تتلاعب بعقول وعواطف الجهلة متلحفة بغطاء الدين واغراءات الجنة الموعودة، دليل على تخلف صاحبها مما لا يؤهله لأن يكون ممثلا لشريحة من شعبه في أي برلمان أو منتدى. وهذا يذكرّني بعشرات الشباب الذين تمّ التغرير من خلال وعود ( الجنة والحور العين ) للقيام بمئات العمليات الإرهابية في العراق تحديدا، راح ضحيتها مئات ألاف العراقيين، وهي في الأساس عمليات إرهابية ذات خلفيات طائفية مرفوضة من كل صاحب عقل يريد عزة الشعب العراقي وتآلف طوائفه وقومياته دون تفرقة أو تمييز.
2 . لقد أصبح الدين عند غالبية الناطقين باسمه المستغلين له لتحقيق مصالح شخصية أو حزبية، مجرد وسيلة رخيصة جعلت غالبية المسلمين لا يعرفون من يتبعون من هؤلاء (وكلاء الله المزعومين في أرضه)، وأتحدى أن تكون هناك حالة من حياة المسلم لم تصدر فيها فتوى وفتوى نقيضة لها، فمجرد مثال هناك من يعتبر (الحجاب) فرضا على المرأة المسلمة، وهناك من يعتبره غير ملزم ولم ترد فيه آية قرآىنية أو حديث للرسول صلى الله عليه وسلم..فمن تتبع المرأة المسلمة من هؤلاء الفقهاء؟ وضمن السياق: ما هو الحكم الشرعي في ملايين النساء والفتيات العربيات اللواتي عشن حتى عام 1965 تقريبا، ولم يعرفنّ الحجاب مطلقا لا في المنازل ولا المدارس والجامعات؟ ولا أتذكر حتى عام 1965 أنّني شاهدت فتاة أو سيدة عربية تلبس الحجاب إلا ما ندر، وليت من يريد التحقق أن يشاهد أشرطة تسجيل حفلات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش في مصر، كي يعرف هل كان هناك وجود للحجاب أم لا؟...فنتبع من منكم فقهاء السلاطين وتجار الدين لمن يدفع أكثر؟.
3 . ما يزيد الدهشة والحيرة هو أنّ الخلاف حول من هو على طريق الدين ومن هو خارج عنه، أنّ الخلاف وصل إلى شيوخ الأزهر في مصر، حيث تبادل الاتهامات والإهانات والمطالبة بالطرد والإقصاء، وأيضا نتبع من منكم علماء الأزهر، عندما يقف بعضكم مع القوات المسلحة المصرية ويعتبر ما قام به الفريق السيسي في الثالث من يوليو 2013 استجابة لإرادة شعبية، وبعضكم يعتبره انقلابا عسكريا يجب مقاومته وعودة الرئيس الشرعي المعزول الدكتور محمد مرسي؟
4 . لقد وصل التلاعب بنسب (آل البيت الكرام رضي الله عنهم ) إلى أنّه في عاصمة عربية مشهورة، وشاهدت ذلك ومارسته بنفسي، أن ظهرت العديد من المكاتب العلنية التي وظيفتها أن تكتب لك نسبا عائليا أو ما يسمى (شجرة العائلة) تعيد نسبك وانتمائك للإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك مقابل ما لا يزيد عن مائة دولار، وبعد استلام شهادة النسب هذة مصحوبة بشجرة العائلة، ىيبدأ العديد من السذّج أو الانتهازيين اطلاق صفة (الشريف) على أنفسهم وسابقة لإسمائهم. وقد ذهبت شخصيا لأحد هذه المكاتب، وأعطيته اسمي كاملا ( أحمد عطية عبد الله أبو مطر )، وعدت له بعد ساعة تقريبا وبعد أن دفعت المائة دولار، أعطاني اسما ونسبا وشجرة للعائلة تعيد اسمي ونسبي وانتمائي منتهيا باسم الإمام ( علي ابن أبي طالب رضي الله عنه). وخرجت من المكتب وبعد أمتار مزقت الورقة غير آسف على المائة دولار، لأنني تأكدت من وجود هؤلاء اللصوص الكذبة باسم الدين. وفي القاهرة شاهدت بعيني في ميدان التحرير عام 2010 يافطة طولها حوالي أربعة أمتار لشيخة تعلن تأييدها للرئيس ( محمد حسني مبارك بن..بن..بن..بن..بن بن...بن..بن..بن..علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
لكل ما سبق لن أصوّت للمرشحة العراقية فاطمة الجشعمي لو كنت عراقيا، لأنّني ضد استغلال الدين لمآرب شخصية، ففي كل دول العالم يتم التصويت للمرشح حسب برنامجه الانتخابي وليس كهذه الوعود التي تدلّ على سذاجة صاحبها قبل سذاجة من يصدقه. أتركوا الدين علاقة شخصية بين الشخص وخالقه الذي قال في كتابه العزيز (لكم دينكم ولي دين). (يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ). (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
www.drabumatar.com