هلا سألنا انفسنا لماذا هي روسيا تقف وبقوة مع النظام السوري؟
اجابة على السؤال اقول: اولا، روسيا ليست مع النظام السوري في الارض او الجغرافيا، على الأقل في هذه المرحلة. ثانيا، ليست روسيا وحدها من يقف مع النظام السوري وان كان اعلامنا العربي في معظمه يحاول اقناعنا انه كذلك.
روسيا، ومن يقف معها في خندق النظام السوري، يملكون وجهة نظر تستحق ان نقف عندها، بل ونقف كثيرا.
لم يكن الدب الروسي غبيا بقدر ما كان دوما قويا. لكن مخالبه الحادة التي ارهبت كل من حاول احتلال ارضه، منذ نابليون وحتى هتلر، تقف عاجزة عن نزع شوكة الاصولية الاسلامية في الشيشان، خاصرة روسيا ونزف دمها. وما سوريا عن الشيشان ببعيدة.
هذا ما دفع روسيا ليس الى دعم النظام السوري، بل الخوف من المعارضة السورية. ذلك انها ترى في هذه الأخيرة، وأنا اوافقها الرأي، انها ليست اكثر من أسلحة جوالة تحركها أياد خارجية تحلم بنظام اسلامي يحكم سوريا بعد الأسد.
لم نعرف ان حركة اسلامية متطرفة كانت بعيدة عن السلاح في يوم ما. التطرف دوما لا يعيش إلا ان دجج نفسه بترسانة اسلحه. ان لم يملكها التزم الصمت وهادن حتى يفعل. وعندما يفعل.. يقتل ويفجر.
ما خالفني الرأي فليعطني حركة اسلامية اصولية واحدة، واحدة فقط، لا تؤمن بالسلاح والقتال والقتل؟ لا يوجد في التاريخ البشري ما هو اخطر من ان يجتمع التطرف والسلاح في مزيج واحد.
وهذا تحديدا ما يجعلني اقف ضد المعارضة السورية، ليس حبا في النظام لكن خوفا من عواقف سقوطه في قبضة أصولية اسلامية اراها هي من يحرك ويفجر ويقتل. فشهيتها للحكم والسلطة والنفوذ مخيفة، وهي تبرر كل تجاوز، ولو محرم شرعا، بفتوى واحدة.
إن سقط النظام في سوريا، سيبدأ تسونامي اسلامي متطرف ينقض على الجوار بادئا بالأردن، ولن يقف عند حدود الجزيرة العربية كلها.
هل هذا ما نريد ان يحدث؟
شخصيا لست أريده، ذلك اني استطيع من الآن تخيل ما سيفعله هذا الطوفان المسلح عندما يجتاح المنطقة.
- آخر تحديث :
التعليقات