سيقوم أصحاب السمو الملكي أمير ويلز وزوجته دوقة كورنوول بزيارة إلى سلطنة عمان حيث سوف يحلون ضيوفا على صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد خلال الفترة 17-19 مارس 2013. وتأتي زيارة أصحاب السمو الملكي بعد عامين من الزيارة التي قامت بها جلالة الملكة إليزابيث الثانية إلى السلطنة لتؤكد على مدى دفء، وعمق وتعدد جوانب العلاقة بين بلدينا.
يتمتع صاحب السمو الملكي بمعرفة جيدة بسلطنة عمان؛ فهذه هي الزيارة الخامسة التي يقوم بها إلى السلطنة. أما صاحبة السمو الملكي فهي تزور السلطنة للمرة الأولى. سينصب تركيز برنامج الزيارة على عدد من أهم المنجزات التي حققتها السلطنة؛ حيث سيقوم أصحاب السمو الملكي بزيارة إلى إحدى القلاع القديمة والتي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر والتي شهدت عملية ترميم رائعة، كما سيقومون بزيارة لنظام الري القديم بالإفلاج والذي لا يزال مستخدما حتى الآن. ويأتي الاهتمام بنظام الأفلاج ليس فقط للإبداع في تصميم وبناء نظام الأفلاج ولكن أيضا كطريقة لإدارة مورد نادر لا يزال يعود بالخير العميم على مدار قرون طويلة اعتمادا على التكاتف فيما بين مستخدمي المياه. كما سيقوم أصحاب السمو الملكي أيضا بمشاهدة عدد من الفنون التراثية، حيث سيشاهدون فنانين وهم يمارسون حرفا تقليدية، يعتبر الحفاظ عليها أحد اهتمامات الأمير، وفنانين آخرين يقدمون رقصات تقليدية. ومن ناحية أخرى سيشاهد أصحاب السمو الملكي الجانب الآخر الحديث من الدولة؛ حيث ستكون هناك زيارة لأحدث مركز لعلاج مرضى السكري في مسقط. أما التعليم، فله نصيب كبير من الزيارة، حيث ستكون هناك زيارات إلى مدرسة بريطانية وإلى إحدى المدارس العمانية. هذا، وسيقوم صاحب السمو الملكي أمير ويلز بمقابلة رواد الأعمال من العمانيين ويحضر حلقة نقاش حول تمويل الشركات الناشئة. أما صاحبة السمو الملكي دوقة كورنوول، فستلتقي بشخصيات نسائية رائدة في المجتمع العماني. وسيرا على منوال الاستعراض الذي تم تقديمه خلال الاحتفالات بالعيد الماسي لصاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية في وندسور العام الماضي، ستقدم الخيالة السلطانية استعراضا للخيالة. كما سيقوم صاحب السمو الملكي أمير ويلز بزيارة إلى السفينة إتش إس إم نورثمبرلاند التابعة للبحرية الملكية البريطانية والتي ستكون راسية في ميناء السلطان قابوس في مسقط، وسيلتقي بطاقمها. وعلى امتداد الزيارة ستكون هناك فرص سانحة لأصحاب السمو الملكي لمقابلة أفراد من الجالية البريطانية.
يأتي هذا البرنامج المتنوع انعكاسا للعلاقة الوطيدة بين سلطنة عمان وبين المملكة المتحدة. لقد جمعتنا علاقة صداقة على امتداد ما يقارب 400 عام وعلاقتنا الرسمية تعود لما يزيد على 200 عام. لقد عملنا مع الحكومة العمانية من خلال المجلس الثقافي البريطاني للحفاظ على التراث العماني الرائع. كما أن هناك علاقة وثيقة بين قطاع الرعاية الصحية في كل من سلطنة عمان والمملكة المتحدة، حيث يتلقى الكثير من الأطباء العمانيين التدريب والممارسة بالمملكة المتحدة. لقد دأب كل من العمانيين والبريطانيين على الدراسة كل منهما ببلد الآخر على مدار قرون طويلة. لقد قامت شركة كاريليون البريطانية ببناء بعض أهم المباني الحديثة في مسقط، ومن بينها المبنى الرائع لدار الأوبرا السلطانية الذي يفتن الألباب. كما تقوم شركة بريطانية أخرى، وهي شركة ألترا إلكترونيكس بتركيب أحدث النظم للمطارات العمانية الجديدة. إن وجود سفينة بريطانية في مسقط يوضح الدعم الضروري الذي تقدمه سلطنة عمان إلى الجهود الدولية التي تبذل لمكافحة القرصنة.
وكل هذه العوامل، وإن كانت متعددة، لا تعبر تعبيرا كافيا عن مدى التزام المملكة المتحدة تجاه سلطنة عمان. تعتبر بريطانيا حتى الآن أكبر مستثمر أجنبي في سلطنة عمان؛ حيث تشكل الاستثمارات البريطانية ما يتجاوز ثلث هذه الاستثمارات. وفي هذا الصدد، قام عمدة حي المال والأعمال في لندن خلال شهر ديسمبر من العام الماضي باستضافة مؤتمر عن فرص الاستثمار في المناطق الحرة بالسلطنة. كما كانت شركة شل شريكا لشركة تنمية نفط عمان على مدار سنوات عديدة، وتقوم شركة بريتش بتروليم البريطانية بالاستكشاف في أحد أكبر حقول الغاز الجديدة. وخلال العام الماضي، قام بنك إتش إس بي سي البريطاني بالاندماج مع بنك عمان الدولي. وعلى المستوى العسكري، تتلقى القوات البريطانية والعمانية تدريبات معا في كلا البلدين. وتقدر بريطانيا الدور المتفرد الذي يمكن للسلطنة أن تلعبه من خلال سياستها في الحفاظ على العلاقات الطيبة مع كل الدول ويعمل كلا بلدينا عن قرب معا للتعامل مع بعض التحديات التي تواجه الشرق الأوسط.
ولكن هناك عاملا آخر يحظى بمثل هذه الأهمية التي تحظى بها باقي هذه العوامل جميعا؛ فهناك شبكة من علاقات الصداقة الشخصية الحميمة التي تجمع بين بريطانيا وبين عمان، وبين الشعبين البريطاني والعماني، يدعمها قدر كبير من المودة والاحترام المتبادل. وليس أدل على ذلك من الاجتماعات التي عقدت بين صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وبين صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية خلال زيارة الدولة التي قامت بها جلالتها إلى السلطنة. وسيظهر ذلك جليا مرة ثانية خلال الزيارة التي سيقوم بها أصحاب السمو الملكي إلى السلطنة.
جيمي باودن السفير البريطاني المعتمد لدى السلطنة
التعليقات