هذه المقالة كتبتها خصيصاً تعليقاً على مقال الأستاذ/ نجم عبد الكريم: الى من يعبدون المسيح!!.. {بدون تشنج..}.

أحييك على المعلومات التى نقلتها من كتابات الأستاذ الكبير/ نادر قريط وهو ناقد أعتز بنقده ودراساته التاريخية التى تنقل لنا خفايا لم تمر أمامنا من قبل، لكن تعليقك على معلومات تاريخية محل دراسة من الأستاذ نادر قريط ثم تستشهد بها لتقول للمسيحيين هذا هو مسيحكم المزيف الذى تعبدونه، هذا التعليق من جانبك ناهيك من نبرته التى لم أتوقعها من كاتب مثلك جعلنى أتوقف عنده لعلاقة تعليقك هذا وأستنتاجك لما أوردته من معلومات ساهمت بشكل كبير فى التأمل فيها وتحليلها بشكل نقدى ومقارنته بكتابات أخرى كانت دليلى إلى ترك الإسلام، لماذا؟

لأن تلك المعلومات التاريخية تهدم المسيحية بالفعل وتُبين أن المسيح وأمه لا وجود لهم وأنها أساطير كتبها الإنسان، وسألت نفسى بمنطقية وواقعية : إذا كان المسيح والمسيحية مجرد أساطير سطرها الإنسان وصدق ما كتب وأعتقد، إذن النبى محمد حكى لأهل زمانه أساطير عن المسيح وأمه وهى أكاذيب وبمرور الوقت صدقها وأستمر فى الأستشهاد بتلك الأساطير المسيحية واليهودية ووضعها فى كتاب القرآن؟
هذا التساؤل قادنى إلى تساؤل آخر منطقى وهو: إذا كانت المسيحية مجرد أساطير والنبى محمد أستشهد بها بطريقته وأنتقدها حسب المذاهب المسيحية التى كانت موجودة آنذاك، فمعنى ذلك أننى أؤمن وأعتقد فى أساطير مثلهم بقية الأديان؟ أى أن الإسلام هو صورة أخرى منقحة من قصص وعقائد الديانات السابقة المبنية على أساطير تاريخية، وإذا كان محمد آمن بإله عيسى وإله موسى فالنتيجة هى أن إله محمد إله تم أستنباطه وخلقه من أساطير الفراعنة واليهودية والمسيحية!!!

وما توصلت إليه يا أستاذ نجم عبد الكريم من نتائج هى نفس ما توصلت إليه بل وأكثر من ذلك، لأن تلك المعلومات ساعدتنى على البحث والتنقيب فى تاريخ إسلامى وتاريخ بقية الأديان السابقة بفضل كتابات الأستاذ نادر قريط والأستاذ نبيل فياض وغيرهم، حتى وصلت إلى قناعة فكرية ودينية مفادها: أن ما أعتبرته فى البداية معلومات هى سلاح فى يدى أستطيع به هدم اليهودية والمسيحية، هى معلومات تهدم إسلامى فى نفس الوقت وكل معتقداتى التى سردها لنا النبى محمد عن نوح والطوفان وإبراهيم وموسى وهارون وغيرهم من القصص التى كان يرويها على أنها حقيقية وهى فى الوقت ذاته أسطورية رواها من قبله الأقدمين من حضارات الفراعنة والسومريين والبابليين، تماماً كما ذكرت يا أستاذ نجم عبد الكريم فى تعليقك على تلك الأساطير التى ليست فقط فى أذهان اليهود والمسيحيين بل وفى أذهان المسلمين مثلى ومثلك!!

وبعد فترة من التمعن والتفكير أدركت أننى أعبد ما يعبده اليهود والمسيحيين من أساطير مع أختلاف المسميات والأوصاف وتغيير الأسماء وروايتها حسب تعبير وإبداع النبى محمد، وإن إلهه هو إله عيسى وإله موسى يعنى إله أسطورى خلقته البشر فى الحضارات القديمة وتم تطويره حسب كل ديانة، ومن يومها تركت عقيدتى الإسلامية ومعها رفضت بقية الأديان السابقة التى يقال عليها أنها سماوية لكنها فى الحقيقة هى نتاج بشرى من تحويرات الأحافير الأسطورية التى أحتوتها الحضارات التى نجهل عنها الكثير فى الأزمنة القديمة، وخرجت بأفكار كثيرة لم أكن أفكر بها من قبل لأن غيرتى على إسلامى كانت تقيد حريتى فى التفكير والبحث، لكن أشكر الأنترنت الذى أتاح لى ولغيرى الكثير من الدراسات والأبحاث التى جعلتنى أفكر بعمق بدلاً من السطحية التى كانت تجعلنى أحفظ الآيات وأرددها دون فهم محتواها أو البحث عن مصادرها الحقيقية.

لهذا أجدنى أشجعك على نشر تلك المعلومات التى تكشف زيف الأديان وخداعها للبشر وهى أديان قائمة على الأساطير التى برع فى كتابتها من سبقونا، وأشجع غيرك للمساهمة فى إضاءة طريق المعرفة للذين يجهلون مصادرها الحقيقية الذين لا يعرفون إلا معرفة الأديان الذين تربوا عليها ويتلقون تعاليمها فى معابد الأديان المختلفة، لكن تعليقى الوحيد على مقالك هو نبرتك الحادة التى لا تححب القارئ المسيحى ويعتبر تلك المعلومات وتعليقك عليها إهانة لعقيدته، لكن كما كانت تقول نصوص إسلامى السابق أن تستخدم الكلمة أو الموعظة الحسنة حتى يقبل النقد الموجه لديانته بالرغم من أتفاقى معك أنها من الأساطير تماماً مثل أساطير الهودية وأساطير الإسلام.