العراق يخرج من الفصل السابع.... لكن وماذا بعد؟؟؟؟ لا يسعنا الا تقديم التهاني لعراقنا كوطن كان العالم يتعامل معه بلد تحت الوصاية الدولية شبه منقوص السيادة اما الان فقد سقطت تلك المحددات و اسدل الستار على كل العقوبات الدولية وتوابعها... لكن وماذا بعد يا ترى؟ وعلينا ان نجيب على الاسئلة القاسية بصراحة و بثقة اذا ما اردنا الاستفادة من اخطاء الماضي و تحديات الحاضر.

هل ان السبب الحقيقي في تأخر العراق واحتلاله المراتب الاول بين بلدان العالم الاكثر تأخرا والأكثر بؤساً و الاكثر طلباً للجوء فما زال ابناء الشعب العراقي يحزمون حقائبهم بحثا عن وطن بديل يوفر الامن والحرية والعيش الكريم... و حتى موظفي الدولة العراقية يتسابقون و يتنافسون للحصول على فرصة في الايفاد الى خارج العراق الى أي بلد كان أندنوسيا او او كوريا او مصر او ايران او بنما او نيجيريا أي بلد كان لا فرق المهم الخروج من اسوار الوطن الى حيث الحرية.

هل السب في كل هذا الشقاء هو العقوبات الدولية و بقاء العراق تحت طائلة البند السابع والتي نحتفل بخروجنا منها الان؟؟ الجواب بكل ثقة و امانة وصدق هو لا و الف لا.. فالعراق مع وجود تحديدات البند السابع يمتلك مالا تمتلكه عشرات الدول من احتياطي الذهب والعملة الصعبة الاحتياطي فقط هو ( 80 ) مليار دولار تقريبا والموازنة العامة اكثر من مائة وأربعون مليار سنويا... وبركات السماء وبركات الارض قد توافقت فجعلت من العراق مرابع خضراء بالزرع والنماء و بالأخص هذا العام الممطر.. اين المشكلة اذن؟ المشكلة ليس بالعقوبات الدولية وبندها السابع، المشكلة في ان العراقيين ( حكومة و احزاب السلطة وبعض الفعاليات السياسية التي خارج السلطة و ادارات بيروقراطية ) قد وضعوا انفسهم والعراق في حصار محلي وعقوبات داخلية و انغلق باب الوطن بوجه الشمس و اصبح التعايش العراقي الوطني والعراقي الانساني ضرباً من الخيانة العظمى فتحول ميناء العراق وثغره الباسم الى مكاناً للأشباح وغادرت السفن مراسيها ولم يعد المعقل و (البورت كلاب ) مكانا مؤشرا على خرائط سفن العالم و ادارت مطارات العراق ظهرها للآخرين وكأنها لا تريد الترحيب بأي احد و تحول كل اجنبي يدخل العراق مجرماً ويمت بصلة ما الى الشيطان الرجيم فيجب ان ان لا يلوث ارض العراق ألا من تتوفر فيه كل شروط الطهارة... و بفعل هذه الثقافة الجديدة المتخلفة أغلقت متاحفنا ابوابها و مناطق العراق الاثرية تحولت الى اطلال يعبث بها نوع خاص من لصوص الاثار وتجارها و اختفت كل مظاهر حب الحياة فصار لسان حالنا يقول ( فيا موت زر ان الحياة كريهة.........) لماذا كل ذلك؟ لماذا يبقى العراقي يغالط نفسه؟ لماذا يتمنى الشباب مغادرة العراق والحصول على اللجوء او الحصول على ايفاد او التسلل الى جورجيا عبر ايران او قضاء الوقت في تركيا ولبنان؟ لماذا البحث عن الحريات هناك وتقييدها هنا؟ لماذا نحب رؤية العالم ونكره ان يرانا احد؟ لماذا اضعنا عشر سنوات بشعارات ثورية ضد الكويت و اخيرا دفعنا كل ما طلبته منا حتى نخرج من الفصل السابع لماذا لم نتصالح مع الكويت ودول الخليج ونقيم علاقات طبيعية قبل سنوات وليس الان ولو كنا قد فعلنا ذلك لصنعنا مع هذه الدول شراكة حقيقية للتصدي للإرهاب و رفعنا العقوبات عن العراق ولم نخسر زمن او اموال اضافية... من المسئول؟ الكل يعرف و ليس ضروريا ان نعرف او لا نعرف.. المهم هل نستفيد من اخطاء الماضي؟ هل نجعل من مناسبة اخراج العراق من وصاية الفصل السابع مناسبة لتطوير علاقات العراق مع دول العالم؟ هل يعود ميناء العراق مبتسما؟ هل يحصل الاجنبي والعربي الذي يرغب بزيارة العراق على سمة دخول من المنافذ الحدودية بسهولة كما هو الحال في تركيا وماليزيا ودبي؟ هل نشهد تجوال السياح الاجانب والعرب في مناطقنا الاثرية و اسواقنا التراثية؟ هل نرى افواج السياح تجوب اهوار الناصرية والعمارة وتلتقط الصور التذكارية في زقورة اور و بيت نبي الله ابراهيم الخليل و نهر الهولندي وجسر الزيتون وشط العرب؟ هل حقا نريد ان نتحرر من عقليات الانغلاق على العالم ونكف عن الشعارات الثورية و الشك والخوف من الاخر الغريب.. بعد ان تحررنا من عقوبات الفصل السابع ان كان الامر كذلك فمستقبل العراق بخير و اشراقات الدولة المدنية أتية وتفرض نفسها حيث لا حياة بلا حرية ولا تقدم و ازدهار الا بالانفتاح ويعوضنا الله عن الفرص الذهبية الضائعة على مدى 13 عاما من عمر العراق الجديد.