هل سيأتي أحدهم ويصرخ بوجهنا يوما ما، أن نعيد الإعتبار لــquot;صدام حسينquot; لأنه كان رئيساً لجمهورية العراق مدة 40 عاماً،وكان أمينا لحزب البعث العربي الإشتراكي، وقائداً عاماً للقوات المسلحة العراقية،ومثقفاً فطحلاً لكثرة كتبه وكراريسه، وما أكثر الدراسات حول نتاجه quot; الفكري والأدبيquot; وهو الروائي والشاعر، وتشهد جلساته الحميمية مع الشعراء والفنانيين. سيتحقق ذلك وسيأتي اليوم ،وهو ليس ببعيد، بعد أن إرتفعت الأصوات هنا أو هناك متناسية، إن القانون وحكمة العدالة تنظر للجريمة بإنها جريمة، والمجرمون مجرمون، وأن إختلفت نسبة المساهمة الجرمية أوالعقاب القضائي.
فهل نظر أصحاب دعوات الإنسانية المثالية المفرطة والتي لاتأخذ بإي إعتبار إنساني للتركة الثقيلة التي إفترشت مساحة خارطة العراق.؟ فحين كان أزلام البعث وأجهزته الأمنية يمارسون التعسف والإضطهاد، كان هناك جيش من quot; منتجيquot; الثقافة والفن، يمارسون صناعة التخلف والجهل والخنوع والتصفيق وإشاعة الإنتهازية النفعية. إن ثقافة الشارع العراقي اليوم بكل ما فيه من سلبيات هو نتاج حي لثقافة تراكمت من على منابر الإعلام والثقافة التي إستحوذت عليها حكومة البعث التي أممت كل مؤسسات الدولة العراقية لصالحها، فأصبح القانونquot; ورقة يوقع عليها صدام حسينquot; وللعلم إن 90% من قوانين مجلس قيادة الثورة سارية المفعول الى يومنا هذا. بما فيها قوانين وسلوكيات مؤسسات وزارة ثقافة quot; طارق عزيز، لطيف نصيف جاسم، ومحمد سعيد الصحافquot; حيث الآن رجالاتهم يقودون مؤسسات عدة إعلامية وثقافية داخل العراق أو خارجه، وتحت مسميات مختلفة، بعد أن خلعواquot; الزيتونيquot; لتجد لديهم الذقون والسبحة أو نسب لعوائل يسارية.. سبحانك ياعراق.. سيأتي أحدهم ليصرخ بأنه سجن لقيامه بثورة تطالب بالحرية لبغداد والفدرالية للسماوة، وكل حقائقه الشفهية إنه كان سجيناً لسرقته محل عمله الإداري.