لم تعد كوباني – عين العرب مجرد مدينة صغيرة هادئة قابعة في احضان الشمال السوري – كوردستان الغربية مجهولة كمثل آلاف المدن الصغيرة والقصبات في عالمنا اليوم فقد دخلت التأريخ من اوسع ابوابه لتصبح مثلا للبطولة والمقاومة الباسلة ضد أعتى هجوم تشنه قوى الظلام والهمجية المتمثلة بالدولة الاسلامية داعش التي حشدت كل ما في وسعها من قوى الشر والجريمة المنظمة المدججة بالدبابات والمدافع الثقيلة والصواريخ المتطورة لهذا الهجوم الوحشي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وتهدد بكارثة انسانية مروعة
كوباني – عين العرب اصبحت الخط الدفاعي الساخن الاول لا دفاعا عن سكانها وأبناء منطقتها وآلاف اللاجئين من العمق السوري من العرب والمسيحيين وإنما هي اليوم تخوض احدى المعارك الفاصلة بين الخير والشر بين الانسانية وحضارتها من جهة و اعداء الانسان الهمج المتخلفين من جهة اخرى ويتطلب تدخلا سريعا وحاسما من المجتمع الاقليمي والدولي نظرا للفارق الهائل بين القوى الارهابية بعديدها ونوعية تسليحها المتطور وبين افراد المقاومة البطولية المعدودين واللذين في احست الحالات لا يملكون غير الاسلحة الخفيفة التي لا تجدي نفعا في مواجهة الدبابات المجنزرة والصواريخ المتطورة.
من الاهمية بمكان ان لا يسمح التحالف الدولي عامة والدول العربية المشاركة خاصة بوقوع كوباني – عين العرب تحت سيطرة الارهابيين وما يسمى بالدولة الاسلامية فأي نجاح لهذه القوى الهمجية سيؤثر حتما على مسار الحرب ضدها ويمنحها مرونة اكبر في الحركة وفرصة للتوسع والحصول على ملاذات امنة اكثر امننا مما تملكه اليوم بالإضافة الى اطالة امد هذه الحرب وزيادة تكاليفها كما سيؤدي الى تعميق المأساة الانسانية لآلاف اللاجئين من انحاء سوريا ومن سكان المنطقة ذاتها
ان دعم المقاومة البطولية في كوباني – عين العرب ودحر القوى الارهابية المهاجمة سيكون بداية النهاية لهذه العصابات وانتكاسة حقيقية كبيرة لمشروعها الظلامي المعادي للإنسانية
كوباني – عين العرب التي اشبه ما تكون اليوم بستالينغراد صغيرة بحاجة ماسة الى الدعم والإسناد الاقليمي والدولي فهل من يسمع وهل من مجيب؟ * [email protected]
التعليقات