تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المطالبة بتدخل القوات البرية التركية لإيقاف تقدم تنظيم داعش الارهابي بعد استيلائه على معظم قرى كوباني و مؤخرا وقوع أجزاء من المدينة الكردية العنيدة نفسها تحت سيطرة الارهابيين، آملين أن تقوم الحكومة التركية بعمل عسكري تنقذ من خلاله آلاف الأرواح قبل أن يتمكن ارهابيو داعش من الفتك بهم.&

أن تصدر هذه الأصوات المطالبة بالتدخل العسكري التركي من الدول الأجنبية وقوى التحالف المشترك هو أمر عادي فربما هم ساهون عن حقيقة الدور الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في سورية.&

&تقدم داعش في المنطقة الكردية باتجاه كوباني يعود سببه المباشر لتقاعس قوات التحالف بقيادة أميركا في شن هجماتها الجوية على التنظيم حيث أنها جاءت متأخرة و بذلك افتقدت فعاليتها، لكن السبب الجوهري خلف استفحال قوته هو الدعم التركي للتنظيم المتطرف فتركيا لها أجنداتها الخاصة بها في سورية وهي بعيدة كل البعد عن أية مساعدة يتوقعها السوريون في الخلاص من نظام البعث الحاكم و انتقالهم الى نظام برلماني تعددي حر وتدخلها في الشؤون السورية ليس إلا من باب حماية مصالحها و توسيع رقعة نفوذها و قد كان جليا هذا التدخل مع بدء الثورة السورية من خلال تأليب القوميين العرب الذين انخرطوا فيما بعد في تنظيم الدولة الاسلامية التي تعاظم شأنها توازيا مع الدور المتنامي لحزب العمال الكردستاني بنسخته السورية.&

&الهجمات البربرية التي يشنها تنظيم داعش على كوباني تأتي تلبية لرغبة تركية التي تسعى بكل الوسائل الى اضعاف حزب العمال الكردستاني وكسر ارادة المقاومة لدى مناصريه، تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن المحليين السياسيين يرون بأن تركيا تستخدم من بقي من كورد كوباني كرهائن ليس فقط لإجبار أميركا على تنفيذ شروطها بل أيضا لإرغام القادة الكورد على التخلي عن أية مكتسبات سياسية يمكن أن يتوصلوا اليها من جراء الوضع المتشظي في سورية.

ما يجري في المناطق الكردية السورية هو حرب بين حزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي و تركيا من خلال القوى المتطرفة الاسلامية و هذا ليس بجديد على تركية فقد سبق لها أن جندت الإسلاميين ضد الحزب المذكور في كردستان تركية منذ عقود ومازالت حتى يومنا هذا وهؤلاء معروفون عند الأكراد ب حزب" صوفيك"، كما أن جز الرؤوس و بقر البطون هو إرث تركي لداعش فمنذ منتصف التسعينات كانت القوات التركية تقوم بالتمثيل بجثث الثوار الكورد و جنودها يلتقطون الصور بزهو مع رؤوس ضحاياهم المقطوعة تماما كما يفعل تنظيم داعش اليوم.&

تركيا تعاني من كابوس رهيب لم يفارق مخيلة قادته يوما، هو كابوس الشعب الكردي ومطالبته بحقوقه القومية المشروعة التي ينكرها عليهم الأتراك واليوم كوباني المدينة الكردية تحترق على مرمى حجر من قواتها المرابطة هناك وهم ينظرون الى الدخان المتصاعد من أبنيتها بارتياح في الوقت الذي يتوخى بعض القادة الكورد الحصول على مساعدة أو حماية منهم.&

&كوباني ستكون الضحية رقم واحد لأن أنصار العمال الكردستاني متواجدون بكثافة في كافة المدن الكردية المتاخمة بطبيعة الحال لأراضي كردستان تركية مصدر الصداع التركي المزمن و لذلك سوف يستمر الأتراك ان تمّ اجتياح كوباني بدعم همج داعش للاستيلاء على مناطق كردية سورية أخرى.

&من خلال ما ذكر آنفا فان جملة من الأسئلة تفرض نفسها بقوة منها:

&هل سيكون للتضحيات الجسام التي تقدمها قوات حماية الشعب بشاباتها وشبانها الشجعان وهم يبذلون أغلى ما لديهم في سبيل قضيتهم العادلة مكتسبات قومية تذكر، أم يترتب على قياداتهم في قنديل إيجاد استراتيجية جديدة لواقع جديد حين يستمر الذئب التركي في التكشير عن أنيابه؟

هل سيقوم حزب الاتحاد الديمقراطي مثلا بتوجيه بنادقه نحو أهداف نظام البعث الحاكم في دمشق الذي ألغى الوجود الكردي وهويته تنسيقا مع باقي المكونات السورية المناوئة لسلطة دمشق وأنا هنا لا أقصد من يرفعون الأعلام السوداء و لا الائتلاف المعارض الذي مسّخ قضية السوريين بلهاثهم وراء الحقائب والمناصب؟

وأخيرا هل سيعود العمال الكردستاني و يقود معركته الأصلية ضد الفاشية التركية في عقر دارها، أليس من هناك يتم التحرر واسترداد الحقوق وليس من كوباني،عفرين أو قامشلو؟

&

&ستوكهولم

&

[email protected]

&