في بقعه كالقمر، وعلى أرض المحبة، ولد الحب، بعد أن خلع الليل أثوابه وعلا قرص الشمس في الأفق وانتشرت قطرات الندى في كل مكان، نبض الحب...فعشنا في حبك... وسنموت على حبك... تحتفل الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام بالعيد الوطني 43 وسط انجازات مهمة تحققت طوال هذه السنين استطاعت الإمارات بها الرقي الحضاري أن تضع بمصاف الدول التي ترعى مصالح شعبها وتتجاوز في معطيات إنسانية إلى ما ابعد من ذلك لتؤكد أن رسالتها رسالة محبة وإخاء وسلام. لقد كان الثاني من ديسمبر من عام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين، تاريخ من سجلات الزمن حفر بأعماق قلوبنا ومناسبة غالية على كل من عرف الإمارات وأهلها وتربي وترعرع بها صفحة مشرقة في التاريخ، وليس تاريخ الإمارات فحسب.. فهذا اليوم يمثل بداية مسيرة النهضة الشاملة في البلاد والبداية الحقيقة لقيام دولة حضارية.
عشرون عاما تزيد أو تنقص عشتها في دولة الإمارات، ودبي تحديدا، عشرون عاما شعرت بكينونتي وكياني كانسان بعد أن قذفت من جمهوريات الموز ( والعنتريات ) نحو واحة الأمن والأمان والاستقرار، فكان مني ومن غيري أن يفتخروا بأننا نحن العرب لدينا اليوم نموذجا في الدولة العصرية في بناء الإنسان أولا قبل أن يضع عامل بناء أساس لشموخ عمران الإمارات، دولة جمعت تحت جناحيها وحدة مشتركة المصير، لذلك فان الحكام المؤسّسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، وإخوانهم حكام الإمارات، وعلى خطاهم سار الركب بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وأخوه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، قد قدّموا نموذجا متميزا ومتفردا في الاتحاد، والذي تميزت به دولة الإمارات العربية المتحدة، في التعايش السلمي الحضاري.
وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسّس دولة الإمارات، من أشدّ المهتمّين بالحفاظ على بالتكوين الإنساني وتميزه، فالمواطن الإماراتي ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة. ولم يقتصر اهتمامه، رحمه الله، بالوطن وحده، وإنما امتد ليشمل مختلف البلدان العربية والإسلامية.
إذن من الطبيعي لكاتب وصحفي وفنان أن يشعر بالوفاء لهذا الوطن البديل لي، وطن عشت معاه وبين أهله الكرام الطيبين أجمل سنوات عمري، وسار الركب الذي حملتهم معي بعد سنوات القحط والعذاب متفتحا متعلما نحو إشباع رغبة التطور العقلي والمهني، فتحقق منجز أخر لي وأنا أشاهد فلذات كبدي وقد ارتدت أثواب العلم والثقافة والتعلم، أنها الإمارات، ولا أبالغ أن قلت كم أنا سعيد بصدفة جاءت بي إلى هذا البلد، شعرت حينها إني قد ولدت وعدت للحياة ببريق الأمل من جديد، لم اشعر يوما أو لم يشعرني احد إنني غريب أو مقيم فكما قال زايد رحمه الله ( كل من يعيش على لرض الإمارات فهو مواطن ) أي بلاغة هذه، وأي شعور أنساني تكتشف منه معدن الرجال.
اللهم أحفظ هذه البلاد الطيبة والقائمين عليها،اللهم اجعلها في امن واستقرار،اللهم اجعلها في تقدم مستمر اللهم أحفظها من كل أعدائها، واعن كل من يسعا غالى وازدهارها وصلاحها
التعليقات