(جيش المالكي ) عنوان صنعه الاعلام العربي الطائفي لاغراض لم تعد خافية على أحد , وقد يكون أهمها رفع الغطاء الدستوري والشعبي عن الجيش العراقي. لكن وكما يقال بالعراقي " بشخطة قلم " من قبل المرجعية العليا في النجف الاشرف أصبح لهذا الجيش خزين بشري داعم غير مسبوق ودعم شعبي لايمكن تصوره.

مشكلة غالبية الاعلام العربي انه يعاني من حالات أنفصام مغمسة بطائفية صفراء وبدائية اعلامية ويعتقد انه قادر على التاثير والتغير في العراق من خلال بهرجة الالوان ونوعية الصورة والاستديو المميزة مع سيقان بارزة لمذيعة مصنوعة. والواقع ان غالبية هذه الماكنات الاعلامية تمثل أنظمة فردية وعشائرية هي الابعد عن الديمقراطية وألياتها، لذلك سيكون من الانصاف ان تطلق اسماء ملوك وامراء ورؤساء على جيوش هذه الدول دون غيرها.

في أحد الايام القريبة كنت أجلس مع الرئيس المالكي في مكتبه الرسمي وسألته بشكل مباشر ( هل انت بحاجة بان ترفع صور حضرتك بالشارع؟ فاستفزه السؤال وطلب مني توضيح ,, فقلت له رأيت أمس في بغداد صورك مرفوعة على باب مقر فوج للشرطة وأخر للجيش في مناطق مختلفة من بغداد ,,, فما كان منه الا أن رفع التلفون واتصل بقادة الفرق المعنية وأصدر أوامره برفع هذه الصور فورا ,, بل وأتصل بمكتب القائد العام وأمر بتعميم كتاب رسمي بمنع رفع صوره من قبل الوحدات العسكرية ) هذه ليس دعاية أنتخابية ففوز الرجل قد حسم في الانتخابات لكنه واقع كنت شخصيآ شاهد عليه.

الجيش العراقي الحالي هو جيش وطني لم يمنح الفرصة الكافية لترتيب اوراقه وتنظيم صفوفه بسبب الاستهداف الارهابي المدعوم من دول أقليمية والمستمر منذ سقوط الصنم 2003. بل أن التأمر على هذا الجيش موجود وبقوة من واجهات سياسية عراقية حتى وصلت السفاهة عند البعض بأن ذهب الى الادارة الامريكية مطالبآ بعدم تسليح جيش العراق !! لذلك كل مايقوم به الجيش العراقي منذ نيسان 2003 وحتى يومنا هذا هو نوع من " البطولات النادرة " لجيش مطعون بخناجر الغدر من القريب والبعيد على حد سواء. و معركة الموصل ماهي الاجزء صغير من شوط كبير، سيكون من الواجب المقدس فيها بان يتم محاسبة المقصرين والخونة والعملاء والغادرين.

اما الجيش العراقي السابق وحتى سقوط الصنم كان يتكون من 77 فرقة عسكرية جميع قادة هذه الفرق هم من الضباط السنة دون غيرهم ناهيك عن قادة مئات الالولية والالاف من الافواج، اما الجيش الحالي فوزير الدفاع سني ورئيس الاركان كردي والقائد العام شيعي بحكم الدستور لانه رئيس الوزراء المنتخب وطنيآ حسب الاليات الديمقراطية التي تعكس الحقائق الديمغرافية على الارض وليسكما يجري في مخيلة اصحاب العقول الطائفية الكاذبة. لذلك على الطرف العراقي الاخر استيعاب الواقع العراقي الجديد الذي كام مغيبآ منذ قرون وعليه ان ينسى تماما ان يكون قادة هذا الجيش فقط من القاب يطرب لها كالعاني والتكريتي والدليمي والسامرائي والمصلاوي وأذا اراد للعراق ان يكون بلد موحد عزيز قوي ان يعود أذنيه لسماع قادة بالقاب المحمداوي والساعدي والركابي والفريجي والموسوي والمالكي، أما غير ذلك فستكون عندنا قضية وطنية مستعصية الحل والفهم والادراك ولن يكون أرهابي داعش أحد حلولها بل ستكون داعش وداعميهم أحد وقود تقسيم العراق دون رجعة وحينها ستكون كذبة جيش المالكي أرحم بكثير من الواقع المتوقع للعراق الجديد.

&

[email protected]