لليوم العاشر على التوالي من بدء شهر رمضان تعجز حكومة إقليم كردستان عن تدبير الطاقة الكهربائية اللازمة لإراحة المواطنين وتمكينهم من أداء هذه الفريضة بيسر وبراحة النفس والبال، خاصة وأن درجات الحرارة في كردستان مثلها مثل بقية دول المنطقة تقترب من 50 درجة مئوية ما يصعب على الإنسان الصوم في هذا الحر اللاهب.

مشكلة الكهرباء موجودة بإقليم كردستان منذ 22 سنة، ورغم أن 17 عاما من عمر هذه التجربة الفاشلة كان رئيس حكومة الإقليم بيد نيجيرفان بارزاني وعائلته الحاكمة، لكنه فشل فشلا ذريعا في حل هذه المشكلة الحياتية التي ربما لا وجود لها في أكثر دول العالم تخلفا وفقرا مثل بنغلاديش، في وقت أن حكومة الإقليم تتسلم مليارات الدولارات (15) مليار دولار سنويا من بغداد دون أن تقدم لها شيئا بالمقابل، بالإضافة الى مليارات أخرى من عوائد النفط المهرب والتي يحملها وزير النفط الكردي بحقيبته متجولا بدول أوروبا.

هذه العوائد وبالأموال التي تنهمر على كردستان كل سنة لو كان فيها حكم رشيد مثل حكم محمد بن راشد الإماراتي لأمكن بناء مدن ودولة جديدة من الصحراء، ولكن الطغمة الحاكمة بكردستان آخر ما تفكر فيه هو تأسيس دولة محترمة بإقليم كردستان، وتريدها أشبه بدولة عصابات المافيا التي تريد كل شيء لنفسها.

قد يزعل علينا الكتاب المرتزقة الذين يتلقفون فتاة موائد حراس أبواب العائلة البارزانية بمنتجع سري رش وصلاح الدين والذين يسترخصون أقلامهم للترويج لسياسات العائلة البارزانية الحاكمة مقابل السحت الحرام، ويصورون أوضاع كردستان كأنها جنة الله على الأرض ليبشروا العالم بدولة ناهضة وفتية ستقوم غدا على أرض كردستان، متعمدين إخفاء الحقائق التي لم تعد تخفى على أحد لا في كردستان ولا في العالم بفضل إنفتاح الأجواء أمام تلقي المعلومات، لكن هؤلاء المرتزقة الذين مازالوا يتوهمون بأن الزمن هو نفسه زمن الستار الحديدي والحصار الإعلامي فينطقون الكذب ويمارسون الدجل والنفاق من أجل إسترضاء أربابهم من زعماء المافيا الكردية.

- منذ 22 سنة تعاني كردستان من أزمة حادة بالكهرباء وصلت الى درجاتها القصوى خلال السنوات الأخيرة بفضل فشل حكومة الإقليم التي تقودها عائلة البارزانية من معالجتها، فأوكلت أمر تجهيز المواطنين بالكهرباء بأصحاب المولدات الأهلية وبمولدات المنازل الصغيرة، في وقت يذهب الكهرباء المنتج من محطات توليد الحكومة الى القصور الرئاسية لبارزاني وحاشيته وأعوانه بمنتجعي صلاح الدين وسري رش وقرية بارزان.

- يعاني الإقليم منذ تحرره عام 1991 من أزمة حادة في السكن، في وقت يستأثر رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني بأكثر من 400 دونم من الأراضي التي إحتلها بمركز مدينة أربيل من أجل بناء العديد من القصور الرئاسية وملحقاتها له ولاعوانه.

- يعاني الإقليم من أزمة مالية منذ أكثر من ستة أشهر بسبب تعنت الحكومة البارزانية في التعامل مع بغداد على خلفية بيع العائلة لنفط كردستان في الاسواق العالمية بمبالغ أقل من الأسعار الحقيقية وتحويل عوائدها الى أحد البنوك التركية، وعجزت الحكومة لحد الان من دفع رواتب موظفيها بانتظام، وتقول بأنها تستدين الأموال من البنوك الخارجية، وهذا ما ينذر بإيقاع الإقليم تحت وطأة ديون خارجية حتى قبل إعلان الدولة البارزانية المزعومة.

- تهرب حكومة الإقليم منذ سنوات وبشكل يومي مئات الشاحنات من النفط الخالم الى تركيا وإيران ولحد الآن لا أحد يعرف أين تذهب عوائدها، وبدأت في الفترة الأخيرة ببيع نفطها بالناقلات العملاقة ولحد الآن لا أحد يعرف أين تذهب العوائد، ويقال بأن شيكات صرف تلك العوائد موجودة في حقيبة وزير الموارد.

- شكل حزب بارزاني قبل أيام مجلسي إدارتين منفرديتين بكل من محافظة دهوك وأربيل ضاربا عرض الحائط كل إدعاءاته وتعداته بالحكم الديمقراطي وإشراك الجميع بالحكم وتحقيق الشراكة الوطنية، ففي الوقت الذي تطالب الحكومة البارزانية بغداد بتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية تمارس نفسها بكردستان حكما دكتاتوريا مطلقا ولا يحسب الحساب حتى لأقرب حلفائه السياسيين مثل الإتحاد الوطني الذي حرمه حزب بارزاني من المشاركة بمجلسي إدارة أربيل ودهوك.

- إقليم لاتستطيع حكومته رغم إنهمار مليارات الدولارات على رأسها من إصلاح ولو جزء بسيط من أوضاع الفساد والسرقات التي تحدث، وإقليم لا تستطيع حكومته تجهيز المواطن لعشر ساعات متواصلة من الكهرباء، وإقليم لا تستطيع حكومته توفير الماء الصالح للشرب، ولا البنزين ولا الغاز وهي تعوم فوق بحر من النفط، وحكومة لا تحترم حلفائها وتنتهج سياسة دكتاتورية ظالمة بحق الآخرين، وحكومة يترأسها لسبعة عشرة سنة متتالية شخص واحد فشل في تحقيق أبسط مستلزمات العيش الكريم والحرية والكرامة للمواطن، كيف يمكنه أن يمضي نحو الإستقلال وتشكيل الدولة.

اللهم إلا في المشمش. وسلام على كتاب الدربار وآكلي السحت الحرام.

&