قد يبدو عنوان المقالة غريبا ومثيرا للتساؤل و قد يحسبه البعض للوهلة الأولى مجرد عنوان ساذج لمقال أكثر سذاجة!! ولكن وقائع المتغيرات الدراماتيكية في الشرق القديم قد جعلت من الخيال أمرا ممكنا!! و أفرزت عجائبا أشد غرابة من الغرابة ذاتها!، فقضية تسليح إيران بالسلاح الأميركي أمر شبه محسوم من ناحية المقاطعة و الحرض الأمريكي لأي صفقات تسلح رسمية مع نظام طهران الذي كان أيام و زمان الشاه الراحل مدججا بأحدث و أرقى أنواع الأسلحة الأميركية في زمانها، وكانت القوة الجوية الإيرانية من أقوى أسلحة جيوش المنطقة لربما بإستثناء إسرائيل!، كما كانت البحرية الإيرانية زمن الشاه الراحل لها اليد الطولى في المنطقة وتلك أمور معروفة، ولكن خزين السلاح الأميركي لدى إيران إضمحل و تناقص مع مرحلة الحرب الطويلة مع العراق (1980/1988 ) تزودت إيران خلالها بالسلاح الأمريكي من السوق السوداء و من إسرائيل أيضا! ومعروفة وشهيرة حكاية ( إيران كونترا ) منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ولا زالت إيران تتسلح بالمعدات و قطع الغيار الأمريكية لطائراتها القديمة أف 5 تومكات التي تتساقط في أجواء العراق و الشام حاليا من خلال أسواق السلاح السوداء في العالم! و تلك ليست مشكلة أبدا، ولكن في العراق وحيث تجري عملية التخادم الأميركي/ الإيراني على أرفع مستوى أصبح السلاح الإيراني يقاتل بجانب السلاح الأميركي!! كما أضحى عنصر و مستشار الحرس الثوري الإيراني رفيق سلاح لجنود المارينز و مستشاريهم في العراق!! وذلك نطور جانبي مثير للدهشة و التأمل أيضا!! وقد تفاوض العراق مؤخرا مع الإدارة الأميركية من أجل الإسراع بتسلم صفقة من الطائرات الأميركية الحديثة من صنف أف 16 كان من المقرر تسلمها منذ زمن ولكن تم تأجيل التسليم و حاليا يفاوض العراق من أجل تأجيل دفع أثمان تلك الطائرات بسبب الأزمة الإقتصادية و الخزينة الخاوية التي شفطتها حكومة المخلوع نوري المالكي!! وطبعا كما أعلن السفير الأمريكي في بغداد فسيتسلم العراق الوجبة الأولى من تلك الطائرات قريبا جدا!! وهنا تكمن الإشكالية الغريبة و تتمثل في كون وزير الدفاع العراقي الحالي خالد العبيدي ينافسه وزير ظل هو أقوى ميدانيا بكثير من خالد العبيدي وهو قائد قوات الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس و الذي يقود قوات و ميليشيات عسكرية طائفية مسلحة هي أقوى بكثير من الجيش الحكومي العراقي الذي تبخر 75% من عناصره في معارك الأنبار الأخيرة!! و لعل قمة ىالإثارة في صفقة التسلح العراقية بالطائرات الأميركية الحديثة هو الدور الإيراني و المستقبل الحقيقي للمسار النهائي لتلكم الطائرات التي ستصبح فور ورودها للعراق محلا لتحقيق و تحليل المستشارين العسكريين الإيرانيين المنتشرين في العراق بكثافة ملموسة يعرفها الأميركان اكثر من غيرهم!، فالمؤسسة العسكرية العراقية الحالية هي تحت السيطرة الإيرانية المباشرة وهو ما كان يعيق إرسال الأسلحة الأميركية للعراق و إضطرار العراق للحصول على السلاح من دول الجوار الخليجي تحديدا!! و تسلم العراق في ظل وضعيته العسكرية القيادية الرثة الحالية لتلك الطائرات المتقدمة قد تشكل صدمة حقيقية للجانب الأميركي فيما لو تحولت تحت الإشراف الإيراني المباشر ن فقيادات من أمثال أبو مهدي المهندس وهو زميل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الحرسي و كذلك هادي العامري لا يمكن ان تقبل الأوامر إلا من قيادات الحرس الثوري الإيراني العليا!! و هو ما يعني في المحصلة بان المآل النهائي لتلكم الطائرات سيكون طهران و ليس بغداد! تلك هي الحقيقة العارية وذلك هو اللغز الذي يؤرق ضباط البنتاغون!! في العراق كل الأمور و الملفات مختلطة بالكامل فيما الفشل سيد الموقف!

فهل ستكون طهران هي الرابح الأكبر من صفقة طائرات أف 16 الأميركية!

&

كل الإحتمالات ممكنة و متوقعة..!

&

[email protected]