&دخول قوات الحرس الثوري الى داخل العراق و تزايد أعدادهم الى الحد الذي يقال بأنهم قد تجاوزوا ال7000، يأتي في ضوء إستعدادات عسکرية إيرانية في مناطق حدودية و في عمق الاراضي العراقية تحسبا من إحتمال قيام تنظيم الدولة الاسلامية"داعش" بالتغلغل الى داخل الاراضي الايرانية، وهو يتزامن أيضا مع تهديدات من جانب"داعش"، ب"قادسية جديدة تدك صروح بلاد فارس و تنطلق من أرض النعمان"، کما هو الامر في تلك الشعارات المکتوبة على الجدران و بيانات مکتوبة في المناطق المحاذية لمدينة سامراء.

هناك الکثير من الذي قيل و يقال بشأن الاسباب الکامنة وراء نشوء تنظيم الدولة الاسلامية"داعش"، و ظهوره بهذا الشکل، لکن من الواضح ان السبب الاقرب للحقيقة و الواقع يتجلى في انه رد فعل و إنعکاس للمخططات و الطموحات و الشعارات الطائفية التي أطلقها و يطلقها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق و سوريا خصوصا و المنطقة عموما، خصوصا بعد أن تعاظم دور الميليشيات الشيعية التي أسستها طهران في العراق و ربتها على مبادئ و قيم مفعمة بالروح الطائفية و على التوسل بالقوة و العنف کوسيلة من أجل تحقيق الاهداف و الغايات المرسومة لها و التأثيرات السلبية لها على السنة في العراق.

النفوذ الآخذ بالتوسع للجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق و الذي وصل الى الحد الذي لو تم التطرق الى أي شأن حيوي و حساس، کما هو الحال مع التهديد الذي يمثله"داعش"، للعراق، فإن الإشارة و الإشادة بدور طهران يجب أن يکون متناغما و متوازيا للدور العراقي رغم انه صار أعلى و أکبر شأنا منه کما نعلم جميعا، بل وان قوة الحضور الايراني في العراق صار يتجاوز بشکل او بآخر الحضور الامريکي ذاته، وعندما يکون هذا الدور و الحضور مقترنا بشيوع و إنتشار المد الطائفي في العراق، فإن مجئ و ظهور داعش يجب أن يکون أمرا مفهوما و قابلا للإستيعاب.

نظام الجمهوڕية الاسلامية الايرانية الذي يستند على نظرية ولاية الفقيه والذي رأي و وجهة نظر شيعية طارئة لاتقبل رواجا عن معظم العلماء و المراجع الشيعة، لئن بادر و يبادر هذا النظام لإظهار نفسه بالمدافع و المستميت عن الاسلام و قيمه، لکن من الواضح أن طبعه الطائفي قد غلب على تطبعه الاسلامي"أي مدافع عن الشيعة و السنة على حد سواء"، وان الاحداث في سوريا و العراق و لبنان و اليمن و البحرين، قد جعلته يبدو على حقيقة أمره، وازاء ذلك، جاء تنظيم الدولة الاسلامية"داعش"، ليزعم هو الاخر بالدفاع عن الاسلام و المسلمين ولکن بشقه و بعده السني، لکن النقطة الجوهرية و الاساسية التي علينا الانتباه إليها جيدا، هي ان الطرف الذي شرع بهذا المشوار الطائفي و قام بإذکائه هو

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کما إعترف بذلك هاشمي رفسنجاني عندما إنتقد الممارسات التي قادت الى ظهور داعش.

تنظيم الدولة الاسلامية"داعش"، الذي يمثل التطرف الاسلامي و الارهاب بعينه، يجب أن لاننسى او نتجاهل أبدا انه صنو و ند و غريم للجمهورية الاسلامية الايرانية التي بدورها قد أدلت بدلوها دائما في مضمار تصدير التطرف الديني و الارهاب، وان الحرب الدائرة حاليا في العراق هي في خطها العام حرب دولية ضد داعش ولکن في خطها الخاص هي حرب داعش و نظام ولاية الفقيه، وان إنتصار أي طرف منهما على الاخر، لايخدم الامن و الاستقرار لأن عامل و سبب الخلل الفکري و الامني و الاجتماعي سيبقى ماثلا.