قبل بضعة أشهر وفي خضم الحوار المستمر حول الجهاديين الغربيين...&

صعقت حين سمعت أحد شيوخ المسلمين وهو البريطاني المولد على قناة ال بي بي سي الإنجليزية يجيب على سؤال المذيعة البريطانية فيما إذا كان يفضل الأحكام الشرعية على الديمقراطية في بريطانيا.. بإجابته بانه يعمل وسيعمل على تطبيق الشريعة في كل مكان في العالم. لأنها الأحكام الشرعية التي إرتضاها الله للبشريه وأنها الأنسب لقيادة العالم إلى بر الأمان.. و حين سألته بأن ما نراه من هذه الأحكام الشرعية على الفيديوهات التي ترسلها داعش ’يعبر عن وحشية وبربرية لا تنتمي لهذا العصر ولا للإنسانية.. أجابها..هذا ما أراده الله ونحن ملزمون بتنفيذ إرادته.. وبمنتهى برود الأعصاب والقدرة على التحمل المعروفة عن البريطانيين سألته إذا كنت تؤيد أفكار داعش.. فلماذا لا ترحل إلى بلاد داعش... أدهشني بل صعقني ردة لأني أعلم تماما بأنه لا ’يعبر عن وجهة نظر الأغلبية المسلمة الموجودة في الغرب.... أجاب "" لو فتحت الحكومة البريطانية بابا للتنازل عن الجنسية البريطانية والذهاب للجهاد لوجدت طوابير من الشباب الذي يريد الإنضمام إلى جيش الدولة الإسلامية؟؟؟&

مرة أخرى على قناة البي بي سي في برنامجها الشهير بانوراما وبعد المذبحه الفرنسية الأخيرة في حوار حول هل من الممكن خلق وإستنباط إسلام بريطاني يحترم الحريات والديمقراطية ويتعايش مع كل المواطنين وكل ممن يعتنقون أديانا أخرى.. بيّن المذيع وبما لا يدع مجالا للشك من خلال فيديو ’يصورّ التجاوب الطبيعي للبعض من المسلمين مع الموسيقى.. وهو البهجة والطرب وقليلا من الرقص على أنغام أغنية مشهورة.. بينما جزء آخر من المسلمين والمسلمات يرفض كليا فكرة البهجة وحق الإنسان في الإستمتاع والتمتع بالموسيقى.. ويعتبر تجاوب المسلمات بالرقص أو الإهتزاز طربا عمل مبتذل لا يليق بالمسلمة..&

&بعدها ينتقل ’مقدّم البرنامج إلى حرية التعبير المقدسة في بريطانيا والتي إستطاعت إحتمال تطرف البعض من الأئمة في خطابهم الديني مع الشباب المسلم. بحيث يضعوا من خلال خطاباتهم الفكرة الأولية التي قد تحث البعض من المستمعين الشباب على العنف..وبينه أحد المسلمين المعتدلين بعد تجربته الجهادية في أفغانستان والتي من خلالها رأى بأن القتل لا يتوافق مع صفات الله.. وأكد بأن اللبنة الأولى للتطرف.. هو ما إخترعه فقهاء المعرفة بأن الله سبحانه وتعالى.. حدد العالم بداري الكفر والإيمان... وهو ذات الشعار الذي إستخدمه بن لادن في ضرب برجي التجارة العالميين...

في سؤال لأحد هؤلاء الأئمة لجمع كبير من الشباب البريطاني المسلم.. كم منكم يوافق على أن العقوبات الموجودة في القرآن من قتل الكافر ورجم المرأة.. النتيجة المخيبة للآمال.. أن إرتفعت كل الأيادي !!!!!&

هيثم حداد أحد هؤلاء الأئمة... في حديث تلفزيوني على قناة إسلامية.. وبهدوء وبرود أعصاب وبضمانة حقه في التعبير أكد أن الهدف الأعلى والأساسي للمسلمين الوجودين في الغرب هو نشر الإسلام.. ونشر وإعلاء كلمة الله في كل العالم !!!!! وأكد أن حد الردة في الإسلام هو القتل.. !!!! وهو ما يتنافى مع آية لا إكراه في الدين.. ولكم دينكم ولي دين !!!&

سيدي أنا لا أطرح الموضوع للقذف بالدين.. ولكني أطرحه للتساؤل عن الآثار النفسية التي يتركها مثل هذا الخطاب سواء على الغربيين.. أو على المسلمين أنفسهم.. ماهو رد الفعل النفسي لأي إنسان يتعلم منذ صغره تحقير المعتنق لدين آخر بناء على نصوص (فقة الذمي ).. وتحقير المرأة بناء على نصوص ( فقه المرأة ).. وتبرير القتل بناء على النصوص..ورؤية عملية القتل القادمة من مناطق داعش بهدوء على أنها أمر طبيعي للكفار... بحيث أصبح رد الفعل الأول تبريرها بناء على النصوص !!!&

لقد أوقعونا في مصيدة المسوغات الشرعية بحيث أصبحنا بلا قرار ولا إعمال عقل.. وبقينا سجينين الخوف من الدخول إلى أعماق النصوص... بينما كان الأحرى تقصي الهدف الأسمى للإرادة الإلهية من خلال النصوص.. وإعادة قراءة وتفسير هذه النصوص بما يتلاءم مع المتغيرات.. والهدف الأسمى لللإله وهو العدل وتقديس الكرامة الإنسانية...&

نعم السياسات الغربية كثير منها خاطئة وتتعامل بإزدواجية.. ولكن السؤال أليس الأحرى بالمسلمين الموجودين في الغرب متابعة حكوماتهم بالحوار والإقناع بدلآ من اللجوء إلى العنف..؟؟؟ أليس من الأفضل الإندماج مع المواطنين بدلآ من الترويج لفقه الولاء والبراء؟؟؟؟&

نعم هي جريمة من ’يسمون أنفسهم برجال دين.. حين ربطوا مابين الخلافات السياسية والخلافات العقائدية بيننا كبشر.. من خلال خطابهم عن العالم من حولنا على أنه عالم يكره الإسلام والمسلمين.. وخطابهم هو ما أدى لتكرّه هذا العالم للإسلام والمسلمين خطابهم سبب العجز والشلل والعقم في الثقافة...بحيث جعلونا بإستمرار ضحايا مفعول به وغير قادرين على الفعل والتغيير..&

نعم نحن أحوج ما نكون إلى ثورة دينية تلتزم بخطاب قيمي يواكب التطور.. تعيد تفسير النصوص والإرادة الإلهية بناء على القيم الإنسانية المشتركة كعامل يجمع بيننا كبشر.. ويتوافق مع العدالة التي هي روح الإله.. وحقوق الإنسان الذي كرّمه الإله... نحن أحوج ما نكون للإيمان وإعلاء الهوية الإنسانية على أي هوية اخرى.. مهما كانت لأنها طريق المستقبل وطريق الحياة بكرامة...&

&