قالت انباء من مصادر مختلفة ان عصائب اهل الحق، قد قررت منع اي كوردي بدون كفيل من دخول بغداد وحكما المناطق الجنوبية الاخرى لانه يجب ان يمر ببغداد. وعلى مواقع الاتصال الاجتماعي تشتعل اليوم معركة بين مؤيدي القرار ومعارضيه، وشعار المؤيدين العين بالعين والسن بالسن في رد فعل على قيام حكومة اقليم كوردستان الطلب من بعض العرب الذين يريدون الاقامة في الاقليم توفير كفيل يكفله لمنحه هذه الاقامة. بالطبع الطلب قد لا يكون دستوريا وهو بالتاكيد ليس ضد العرب كقومية او كيان، ولكنه قرار امني لحماية امن سكان الاقليم ومنع دخول الارهابيين والقيام بعملياتهم هناك. والمراقب سيدرك حتما ان القرار اتى بايجابيات كثيرة للمنطقة حيث تكاد ان تنعدم العمليات الانتحارية والارهابية بمختلف اوجهها. على رغم تواجد بعض الاطراف الكوردية المتاثرة بخطاب الارهابيين النابذ لكل من لا يؤمن بما يؤمنون وبالاخص من الاطراف السنية.
&
بالطبع لا تكاد اي منطقة من مناطق الاقليم تخلوا من من تواجد العرب وخصوصا ان الحدود فتحت بعد تهجيير الالاف العوائل من نينوى وكركوك والانبار (والحدود مفتحوة اصلا الا من من حوله بعض الشكوك)، الا ان الملاحظ ان المدافعين على القرار، اعني قيام عصبة عصائب الحق الغير الدستورية والتي ليس لها اي موقع امني او حتى سياسي في هيكلية اجهزة الدولة العراقية، يكادون ان يكونوا من الاخوة الشيعة ومن اهل الجنوب بحجة الرد على التمييز الذي يعاني منه العرب في الاقليم.
&
قرار الاقليم اتخذ من سلطة دستورية وجدت قبل الاجتياح الامريكي للعراق وقبل سقوط النظام البعثي السابق، والاقليم كان مأوى لمئات الالاف من المعارضين الشيعة والسنة لسنوات طويلة، ولكن متطلبات الامن لها ضرورتها وعلى السلطات المختصة ان تتخذ ما تراه الانسب لحصر الخسائر وان كان القرار احيانا غير دستور مائة بالمائة ولكنه ضروري ضرورة ملحة واتى بثمار جيدة. في المقابل ان ما اتخذ في بغداد هو قرار من مجموعة مسلحة ليس لها اي صفة دستورية او تمثيلية ولم يستند الا على رد الفعل، وبالعكس فالقرار ينفذ غصبا عن الحكومة العراقية الاتحادية، ويمكن ان تتطور ردود الفعل الى مقطاعة ممثلي الاقليم لاجتماعات الحكومة العراقية وبالتالي شل كل اجتماع وعدم دستورية اي قرار. ليس هذا فقط، ففي حين ان قرار حكومة الاقليم مبرر والكثير من القادة العراقيين يتفهمونه، لكن قرار عصائب الحق يرسل رسائل بالغة السؤ عن المسؤول عن القرار الامني في العراق وعن رغبة الشيعة في وحدة العراق اصلا. ادناه صورة من احصائية عن الانتحاريين ممن قتلوا الشيعة وغير مشمول بهم من قتل السنة وهي التالية
&
13 تشرين الأول 2013:&بغداد قالت إحصائية أمنية عراقية تتعلق بالانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في الأماكن الشيعية العراقية، منذ أن بدأ استهداف العراقيين مذهبيا قبل نحو عشرة أعوام، أي منذ ما بعد الغزو الأميركي بقليل، إن الفلسطينيين الذين فجروا أنفسهم في عمليات انتحارية احتلوا رأس القائمة بعدد إجمالي قدره 1201 انتحاري فلسطيني، تلاهم الإرهابيون السعوديون الذين بلغ عددهم حوالي 300، ثم اليمنيون بعدد إجمالي قدره 246، ثم السوريون الذين بلغ عددهم 197، ثم التونيسون الذين بلغ عدهم 44 انتحاريا، فالمصريون الذين قدموا على "مذبح الحرية" 88 إرهابيا، فالليبيون الذين ساهموا في المذبحة المفتوحة بـ41 مجرما. وجاءت الإمارات العربية وقطر والبحرين في المؤخرة، حيث ساهمت مجتمعة بأقل من 20 انتحاريا! ويتفاوت عدد الضحايا الذين سقطوا جراء هذه العمليات الانتحارية من منظمة وجهة أمنية إلى أخرى. فبينما قالت منظمةIraq Body count البريطانية في تقرير أصدرته اليوم إن العدد يترواح ما بين 112 ـ 122 ألفا من المدنيين، قالت وكالة اشوشييتد برس إن عدد القتلى بلغ حتى أبريل/ نيسان 2009، أي خلال ست سنوات فقط، 110 آلاف شخص، فيما قدرت مجلة "لانسيت" الطبية في دراسة أصدرتها عام 2006 عدد العراقيين الذين قضوا جراء الحرب خلال ثلاث سنوات بأكثر من 600 ألف. أما التوزع المذهبي للضحايا فيشير إلى أن 93 بالمئة منهم من "الشيعة"، بينما يتوزع الضحايا الآخرون على باقي الطوائف والقوميات. يعمد الإرهابيون الوهابيون إلى تقجير أنفسهم في الحسينيات ومجالس العزاء والمساجد والأسواق والشوارع المزدحمة في المناطق ذات الكثافة السكانية "الشيعية". ومن المعلوم أن جميع التفجيرات قام بها عناصر"القاعدة" في العراق، الذين بدأوا بتنظيم صغير نسبيا (التوحيد والجهاد) أسسه الفلسطيني "أبو مصعب الزرقاوي"(أحمد الخلايلة)، قبل أن يصبح اسمه"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، لينتهي بتنظيم"دولة العراق والشام"(داعش) الذي بات يبسط إجرامه على العراق وسوريا ولبنان معا، أي منطقة"الهلال الخصيب" بكاملها)).
&
&لمن يريد ان يزيد النار اشتعالا بحجة الدفاع عن العرب والعروبة واخذ ثائرهما من الكورد واقليم كوردستان، اقول هذه هي هدايا العرب ولكن كم كوردي او من اهل الاقليم ممول او مدعوم من اقليم او الاحزاب العاملية فيه قام بعمليات ارهابية ضدكم ايها الاخوة الشيعة. انها بدعة جديدة يدفعونكم اليها لاستمرا نار الخلافات والصراعات في العراق بحجج مختلفة وانكم بقدميكم تسيرون اليها. والظاهر ان ذاكرتكم كانت دوما قصيرة وتنسون ما يجري لكم على ايدى اخوتكم. السؤال الذي يطرح نفسه وهو اذا كنتم انتم مستعدون لتقديم المزيد من الضحايا الابريا او ضحايا العمليات التفجيرية والارهابية واذا كنتم تعتقدون ان مثل هذه الممارسات تقربكم من زمن ظهور الامام المهدي، ولذا فانكم لا تهتمون بمقدار الضحايا التي تقدمونها لاجل هدفكم السامي، اقول ان الاخرين ليسوا مضطرين لمجاراتكم في اعتقاداتكم ولهم كل الحق في الحفاظ على امنهم وامانهم بغض النظر عن اعتقادكم اليس كذلك؟.&