توجد نظريتان عند التشيع فى ذلك إحداهما عند التشيع الفارسى وأتباعه حيث يؤمن تاريخيا وعقائديا بذلك ويعتبره أكبر عيد للمسلمين، بينما التشيع العربى وأهل بيت النبى وأتباعهم لم يؤمنوا بذلك أصلا، ويعتبرونه بدعة ومما أدخله الفرس على التشيع فى مراحله المختلفة كما موجود تفصيلا فى كتاب (التشيع العربى والتشيع الفارسى) بالأدلة والمصادر والكتب لإثبات النظرية الثانية والتى نؤمن بها
فى مثل هذه الأيام فى شهر ربيع تحتفل إيران خصوصا قم وبيوتات العلماء والمراجع باحتفالات بهيجة كبيرة وعيد كبير يسمونه (فرحة الزهراء) متوهمين فرحة فاطمة بنت النبى بمقتل الخليفة عمر بن الخطاب ويقومون بالحج إلى قاتله وزيارته فى مزاره بكاشان باعتباره من أولياء الله رغم أن القاتل هو أبو لؤلؤة الفارسى المجوسى وأن الزهراء نفسها قد توفيت قبل ذلك التاريخ بما يقرب 15 عاما وأن الأمر بدعة لايمكن ثبوتها وضعف أدلتها
وحقيقة التشيع الفارسى أنه كان من الصعب جدا على الحضارة الفارسية والكبرياء الكسروى أن يخضعا للعرب وزعيمهم الخليفة فى معركة القادسية وتنكسر عندها شوكتهم وغطرستهم وتاريخهم وثقافتهم ودينهم لمن يعتبرونهم (العرب) أعراب الصحراء متخلفين عن الحضارة والعلم كما يسمونهم ظلما وزورا، فانعكس ذلك رغم خضوعهم للإسلام ظاهرا لكن الإنتقام من الدين والعرب والثقافة وظهر فى هذه الثلاثة بالتغلغل الفارسى والإنتقام من جميع الرموز العربية ومصادر قوتها وتكفير الخلفاء ومراسيم الفرح بقتله وحج قاتله الكافر، ومن الثقافات الكبيرة ضد العرب
لذلك جعل الفرس من يوم قتل الخليفة عمر عيدا بل أكبر الأعياد وأعظمها، أسموه (فرحة الزهراء) وهنالك الكتب العديدة بهذا الإسم بتوهم فرحة فاطمة الزهراء باستجابة دعائها وتبشيرها بقتله ثأرا وانتقاما … وادّعوا رفع القلم فيه ويحق للمرء فيه فعل المعاصى بلا ذنب وذكروا روايات كثيرة جدا فى فضله ولا زالت ليومنا هذا المراسيم الكبيرة فى مؤسسات المرجعيات الفارسية تمارس الأعياد والأفراح وتحج إلى قاتله أبى لؤلؤة المجوسى فى كاشان بعد تعمير قبره ووضع زيارة خاصة فى تمجيده وارتكاب المعاصى لأنه يوم لايحاسب المرء عليه فقد رفع القلم كما يقول المجلسى فى بحاره وغيره من فقهاء الفرس
على غلاف كتاب فرحة الزهراء عن المجلسى فى بحاره: (قال الله تبارك وتعالى: يا محمد إنى قد جعلت ذلك اليوم (فرحة الزهراء من ربيع) عيدا لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من المؤمنين وشيعتهم وآليت على نفسى بعزتى وجلالى لأحبون من تعبد فى ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين ولأشفعنه فى أقربائه وذوى رحمه ولأزيدن فى ماله …) البحار للمجلسى الجلد 31- الصفحة 120
فى كتاب فرحة الزهراء للأصفهانى وبحار المجلسى وابن طاوس في كتاب زوائد الفوائد وغيرها روى ابن أبي العلاء الهمداني و يحيى بن محمد بن حويج قالا تنازعنا في ابن الخطاب و اشتبه علينا أمره فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري بمدينة قم فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية فسألناها عنه فقالت هو مشغول بعيده فإنه يوم عيد فقلت سبحان الله إنما الأعياد أربعة للشيعة الفطر و الأضحى و الغدير و الجمعة ،قالت : فإن احمد بن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري أن هذا اليوم هو يوم عيد، وهو أفضل الاعياد عند أهل البيت وعند مواليهم. قلنا: فاستأذني لنا بالدخول عليه، وعرفيه بمكاننا، فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا، فخرج علينا وهو متزر بمئزر له محتبي بكسائه يمسح وجهه، فانكرنا ذلك عليه، فقال: لا عليكما، فإني كنت اغتسلت للعيد.
قلنا: أو هذا يوم عيد ؟.
قال: نعم، - وكان يوم التاسع من شهر ربيع الاول -، قالا جميعا: فأدخلنا داره وأجلسنا على سرير له، وقال: إني قصدت مولانا أبا الحسن العسكري مع جماعة إخوتي - كما قصد تماني - بسر من رأى ، فاستأذنا بالدخول عليه فأذن لنا، فدخلنا عليه في مثل هذا اليوم - وهو يوم التاسع من شهر ربيع الاول - و قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنه من الثياب الجدد، وكان بين يديه مجمرة يحرق العود بنفسه، قلنا: بآبائنا أنت وإمهاتنا يابن رسول الله ! هل تجدد لاهل البيت في هذا اليوم فرح ؟ !.
فقال: وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ؟ !
ولقد حدثني أبي أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم - وهو التاسع من شهر ربيع الاول - على جدي رسول الله، قال حذيفة: رأيت أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين يأكلون مع رسول الله وهو يتبسم في وجوههم ويقول لولديه الحسن والحسين: كُلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم، فإنه اليوم الذي يهلك الله فيه عدوه وعدو جدكما، ويستجيب فيه دعاء أمكما.
كُلا ! فإنه اليوم الذي يقبل الله فيه أعمال شيعتكما ومحبيكما.
فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله: (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا).
فإنه اليوم الذي يتكسر فيه شوكة مبغض جدكما.
فإنه يوم يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم.
فإنه اليوم الذي يقدم الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله ! وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة ؟.
فقال رسول الله: نعم يا حذيفة! جبت من المنافقين يترأس عليهم ويستعمل في أمتي الرياء، ويدعوهم إلى نفسه، ويحمل على عاتقه درة الخزي، ويصد الناس عن سبيل الله، ويحرف كتابه، ويغير سنتي، ويشتمل على إرث ولدي، وينصب نفسه علما، ويتطاول على إمامه من بعدي، ويستحل أموال الله من غير حلها، وينفقها في غير طاعته، ويكذبني و يكذب أخي ووزيري، وينحي ابنتي عن حقها، وتدعو الله عليه ويستجيب الله دعاؤها في مثل هذا اليوم.
قال حذيفة: قلت: يا رسول الله ! لم لا تدعو ربك عليه ليهلكه في حياتك ؟ !.
قال: يا حذيفة ! لا أحب أن أجترئ على قضاء الله لما قد سبق في علمه، لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه فضيلة على سائر الايام ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم، فأوحى إلي جل ذكره، فقال لي:
"يا محمد ! كان في سابق علمي أن تمسك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي من نصحتهم وخانوك، ومحتضتهم وغشوك، وصافيتهم وكاشحوك وأرضيتهم وكذبوك، وانتجيتهم وأسلموك، فإني بحولي وقوتي وسلطاني لافتحن على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من سفال الفيلوق، ولاصلينه وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، ولاجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنة الانبياء وأعداء الدين في المحشر، ولاحشرنهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين، ولاخلدنهم فيها أبد الابدين، يا محمد ! لن يوافقك وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه وغاصبه الذي يجتري علي ويبدل كلامي، ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلى، وينصب من نفسه عجلا لامتك، ويكفر بي في عرشي، إني قد أمرت ملائكتي في سبع سماواتي لشيعتكم ومحبيكم أن يتعيدوا في هذا اليوم الذي أقبضه إلي، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا علي ويستغفروا لشيعتكم ومحبيكم من ولد آدم، وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم ولا أكتب عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك، يا محمد ! إني قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولاهل بيتك ولمن تبعهم من المؤمنين و شيعتهم، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من تعيد في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين، ولأشفعنه في أقربائه وذوي رحمه، ولأزيدن في ماله إن وسع على نفسه وعياله فيه، ولأعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم، ولأجعلن سعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا، وأعمالهم مقبولة".
قال حذيفة: ثم قام رسول الله فدخل إلى بيت أم سلمة، ورجعت عنه وأنا شاك في أمر الشيخ حتى ترأس بعد وفاة النبي وأتيح الشر وعاد الكفر، وارتد عن الدين، وتشمر للملك، وحرف القرآن، وأحرق بيت الوحي، وأبدع السنن، وغير الملة، وبدل السنة، ورد شهادة أمير المؤمنين، وكذب فاطمة بنت رسول الله واغتصب فدكا، وأرضى المجوس واليهود والنصارى، وأسخن قرة عين المصطفى ولم يرضها، وغير السنن كلها، ودبر على قتل أمير المؤمنين، وأظهر الجور، وحرم ما أحل الله، وأحل ما حرم الله، وألقى إلى الناس أن يتخذوا من جلود الإبل دنانير، ولطم وجه الزكية، وصعد منبر رسول الله غصبا وظلما، وافترى على أمير المؤمنين وعانده وسفه رأيه.
قال حذيفة: فاستجاب الله دعاء مولاتي-فاطمة الزهراء- على ذلك المنافق، وأجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه، فدخلت على أمير المؤمنين لاهنئه بقتل المنافق ورجوعه إلى دار الانتقام.
قال أمير المؤمنين: يا حذيفة ! أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيدي رسول الله وأنا وسبطاه نأكل معه، فدلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه ؟.
قلت: بلى يا أخا رسول الله .
قال الأمير:هو والله اليوم الذي أقر الله به عين آل الرسول، وإتي لاعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما، قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين ! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم، وكان يوم التاسع من شهر ربيع الاول فقال أمير المؤمنين: هذا يوم الاستراحة، ويوم تنفيس الكربة، ويوم الغدير الثاني، ويوم تحطيط الاوزار، ويوم الخيرة ، ويوم رفع القلم، ويوم الهدو، ويوم العافية، ويوم البركة، ويوم الثارات، ويوم عيد الله الاكبر، ويوم يستجاب فيه الدعاء، يوم الموقف الاعظم، ويوم التوافي، ويوم الشرط، ويوم نزع السواد، ويوم ندامة الظالم، ويوم التصفح، ويوم فرح الشيعة، ويوم التوبة، ويوم الإنابة، ويوم الزكاة العظمى، ويوم الفطر الثاني، ويوم سيل النغاب، ويوم تجرع الريق، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل البيت، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل، ويوم يقبل الله أعمال الشيعة، ويوم تقديم الصدقة، ويوم الزيارة ،ويوم قتل المنافق، ويوم الوقت المعلوم، ويوم سرور أهل البيت، ويوم الشاهد ويوم المشهود، ويوم يعض الظالم على يديه ،ويوم القهر على العدو ، ويوم هدم الضلالة، ويم التنبيه ، ويوم التصريد، ويوم الشهادة، ويوم التجاوز عن المؤمنين، ويوم الزهرة، ويوم العذوبة، ويوم المستطاب به، ويوم ذهاب سلطان المنافق، ويوم التسديد، ويوم يستريح فيه المؤمن، ويوم المباهلة، ويوم المفاخرة، ويوم قبول الاعمال، ويوم التبجيل ، ويوم إذاعة السر، ويوم نصر المظلوم، ويوم الزيارة، ويوم التودد، ويوم التحبب، ويوم الوصول، ويوم التزكية، ويوم كشف البدع، ويوم الزهد في الكبائر، ويوم التزاور، ويوم الموعظة، ويوم العبادة، ويوم الاستسلام.
قال حذيفة: فقمت من عند على وقلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجوا به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي.
قال محمد بن العلاة الهمداني، ويحيى بن محمد بن جريح : فقام كل واحد منا وقبل رأس احمد بن إسحاق بن سيعد القمي، وقلنا: الحمدلله الذي قيّضك لنا حتى شرفتنا بفضل هذا اليوم، و رجعنا عنه، وتعيدنا في ذلك اليوم.
وذكر كتاب فرحة الزهراء والبحار وغيرهما أن وظيفة المهدى المنتظر الأولى هى إعادة الخليفتين أبى بكر وعمر من قبريهما وإحراقهما وذرهما ثم إلحاق كل من فى قلبه ذرة حب لهما يلحقه بهما من ثقافة القتل والبغضاء والإنتقام، فكيف هو من نسل النبى الذى جاء رحمة للعالمين كما فى القرآن وليس نفمة
ويضع الأصفهانى مواضيع كثيرة فى كتابه (فرحة الزهراء) منها
التولى والتبرى
فضيلة يوم فرحة الزهراء
نسب عمر بن الخطاب
موقع الخلفاء فى القرآن
عدم إيمان الخليفتين
البراءة منهما واللعن عليهما
شدة معاداة عمر لأهل بيت النبى
قتل عمر
أبو لؤلؤة
أبو بكر وعمر عند ظهور المهدى
عائشة عند الظهور
وغيرها كثير من عناوين الكتاب فى ثقافة الكراهية والبغضاء والأحقاد حيث يعتمد كثيرا على كتب فارسية كالكافى للكلينى والفقيه للقمى والتهذيب للطوسى والبحار للمجلسى& فضلا عن كتاب سليم بن قيس الذى هو من المفبركات كما ثبت فى كتاب التشيع العربى والتشيع الفارسى

ولازالت هذه الثقافة التكفيرية إلى يومنا هذا موجودة كما فى كتاب كشف الأسرار حيث يقول الخمينى (وكانت هذه المذاهب الباطلة التى وضعت لبناتها فى سقيفة بنى ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقى لازالت تحتل مواقع الحق الآن...)
&وقراءة دعاء صنمى قريش وتعظيمه (فرحة فاطمة الزهراء بقتل عمر بن الخطاب) وتعظيم للمجوسى أبى لؤلؤة فضلا عن شد الرحال إليه ومزاره الكبير بكاشان
ومن الطبيعى أن يعانى السنة المسلمون من ظلم وقهر وعدوان على حقوقهم فى كل إيران فقد حرم ملايين السنة حتى من مسجد واحد فى طهران العاصمة
بينما التشيع العربى وأهل البيت أنفسهم والفقهاء العرب مثل الفقيه المرحوم محمد حسين فضل الله وهاشم معروف الحسنى وغيرهم ينكرون ويكذبون كل الإتهامات الباطلة فى تكفير الخلفاء وزوجات النبى وبدعة فرحة الزهراء مما حدى بالمراجع الفرس فى قم بإصدار الفتاوى ضد فضل الله بأكثر من مائة فتوى ومحاولة تسقيطه. ولا يمكن لعاقل أن يقبل الإتهامات الفارسية حقدا وانتقاما ضد جميع رموزنا وإثارة النعرات واختلاق الإتهامات وثقافة التكفير … وعلينا إزاحة البدع والهرطقات والغلو والتكفير، بل زرع ثقافة المحبة والسلام والتعايش فى مشروع إصلاحى متكامل كما فى كتاب التشيع العربى والتشيع الفارسى
&