&
1 (قال)&
ـ حظّي سعيد أم سيّء إذا لا حظّ لي؟.
ـ الوقوف على قدمين يحتاج إلى رأس أيضاً.
ـ العواصف والقلاقل من رأسه المثقوب ومن قلبه الصافي.
ـ لكم الضوء. واتركوا لي هذا الكرسيّ الهزّاز.&
2 (فارس زلزال)
"إذا أردتَ من الملحد أن يحترم إيمانك احترمْ إلحاده".
3 (من تصدّقون؟)&
ـ من نبيل عودة وإليه ـ&&
وقصّ الصديق نبيل عودة فقال: "رجع& فريد الى البيت، ووجد زوجته وصديقَ روحه عاريين في السرير. وقبل أن يفتح فمه قفز صديقُ الروح من السرير وقال له: هل تصدّق يا صديق الروح صديقَ روحك أم تصدّق عينيك"؟. وأردف نبيل ذاته يسأل: وأنتم من تصدقون؟ أتصدّقون القصص الخياليّة ـ الخرافيّة أم تصدّقون عقولكم الواعية والعلوم الطبيعية والفيزيائية؟.
4 (الضاحكون والضحك)&
وقع رجل وقور في حفرة موحلة، وبعضهم ضحك. وقال صديقي فضل عبد الحي معلّقاً: ".. فالضحك هذا هو من نوع الضاحكين، وليس نوعاً من أنواع الضحك".&
5 (محمود العثمان)&
رحمك الله يا صديقي الراحل محمود العثمان. كنتَ تلمِّح أنّك من الأغوات. وبالمناسبة أنت مهندس زراعي دخلتَ جامعة الأزهر الشريف في شبابك، ودرستَ الدّين سنة أو سنتين قبل أن تنسحب إلى اختصاصك. ماتت خطيبتك في لبنان بحادث سيّارة، ولم تخطب أو تتزوّج بعد فراقها عنك. هاجرتَ من عكّار إلى أستراليا في سبعينات القرن الفائت، وعشتَ سنوات طويلة وحيداً بلا أسرة أو أهل، وفقط وأنت في المستشفى ظهر ابن أخ لك قبل أيّام من مفارقتك للعالم. كنّا في تلك الأيّام نتحاور بالديالكتيك ونصغي إليك، فانظرنا من بعدك بماذا نتحاور؟ بعلامات الظهور!. والحقّ يا صديقي محمود أنّ تلك الأيّام حلاوتها ولو قليلة لا توازيها أي حلاوة مفترضة في هذه الأيّام ولو بنسبة واحد على ألف. كنّا على رغم الألم ندقّ أبواب السماء، كما يُقال، فانظرنا الآن بالكاد نستطيع أن نقرع أبواب بيوتنا. أتذكّرك يا صديقي محمود، ويكفيني، وأنا أتذكّرك الآن، و"في الليلة الظلماء يُفتقد البدر"، أنّي كنتُ صديقك.
6 (الأيّام ليست لنودّعها)&
ـ "هل أقول إنه دموعُ صلاةٍ تُهمَس أو مياهُ أيقونةٍ ترشح"؟.
ـ "هل من علاقةٍ بين هذه اللغة المستخدمة والموسيقى الغيمية الطيفية التي لا تكاد تُستَشعر إلاّ بالوهم والحلم؟. أميل إلى هذا الاستنتاج بسبب البساطة الجوهرية التي لا تُفسَّر لأنّها كليّة التّفسير".&
ـ "لا أقصد تلك الرومنطيقية الغنائية التي تضجّر الكلمات وتنفّر الروح& وتجعل القول الشعري رهين ميوعته المخنّثة والمخلّعة، بل تلك التي تستدعي الفلسفة التأملية والصوفية على هشاشات الخفر والرفق واللين، فيتحرّر فضاء التعبير من مآثر الوجدان".
ـ "إنه شعر الرائي لا شعر المدرك بحواسّه والمبصر بعينيه. هنا يتجلى عمل العقل في الشعر، بل عمل الروح، هنا خصوصاً يتبلور برهان "الأيام.." التي ترى ما يكفي بعدما "رأيتُ ما يكفي" (صفحة 45). فماذا رأى الشاعر؟. لقد رأى ما رأى "بعدما أبصر نفسه في عالم لا يقطنه أحد".&&
* من كلمة عقل العويط بديوان عبده وازن "الأيّام ليست لنودّعها".&
7 (شربل ومحمّد)&
في طريقنا بالسيّارة إلى ذكرى أربعين، في كنيسة مار شربل ـ بانشبول ـ سيدني، استشعرتْ زوجتي ألماً يلّم بي وأكتمُه من دون جدوى. ونحن في باحة الكنيسة لاحظتْ حنان، التي هي المرّة الثانية بحياتها تدخل كنيسة، وتجد في نفسها فخراً أنّها تفعل، أنّ مسيحيّات يقفن قبالة تمثال مار شربل الضخم عند مدخل الكنيسة ويتمتمن. وواحدة منهنّ مسحت عن خدّيها دموعاً قبل الدخول إلى الكنيسة. وما وجدتْ حنان ذاتها إلاّ وهي تتوجّه صوب التمثال وتواجهه وترجع إليّ حيث أجلس على كرسي بجوار مدخل الكنيسة، فسألتُها فقالت بإصرار أنّها "دعتْ" لي بالشفاء. وسألتُها ماذا قالت؟ فقالت "يا مارْ شربلْ بِجاه النبي محمّد إشفيْ زوجي". ولمّا وجدتْني فرِحاً ابتسمتْ لي بدهاء. فقلتُ لها مازحاً: "بالكنيسهْ تمثالْ لستْنا مريمْ، ادْعيلي عندها بِجاهْ ستْنا فاطمةْ".
8 (منقول)&
"الضرير أقلّ عثرات من البصير".
[email protected]
&
التعليقات