لاحظنا في مقالات سابقة أنه تكاد الغالبية العظمى من مشاكل العالم الملتهبة في قرننا أن تكون مرتبطة، بدرجة او اخرى، بالعالم الاسلامي. ولو وضعنا جانبا الخطر الداهم لروسيا بوتين، فان كل الاخطار الكبيرة الاخرى ذات علاقة بعالم المسلمين ،من 11 ايلول وجرائم مدريد ولندن وارهاب تفرعات القاعدة وداعش ؤالكارثة السورية والى مشروع القنبلة الايرانية والتخريبات الايرانية- مع أذرعتها، في طول المنطقة وعرضها...
انظروا.. جرائم باريس وقطع الرؤوس وتدمير اليمن وليبيا واستباحة لبنان وسبي العراق على ايدي داعش والمليشيات الايرانية الولاء. وهناك طالبان افغانستان وباكستان وبوكو حرام وقاعدة اليمن ، ألخ.. هذه وغيرها تشغل العالم كله وتجعل الامم المتحدة تصرف معظم وقتها في محاولات معالجة هذة المشاكل& مستعصية الحل او شبه المستعصية.&
كيف يحدث هذا ؟ هل مايجري مؤامرات شياطين العالم من الكفار الطامعين في بلاد المسلمين وورثة الصليبين كما يروج مدمنو نظرية المؤامرة العالمية ضد الاسلام والمسلمين ؟؟
أحداث باريس اعادت تنشيط نظرية المؤامرة الغربية ضد الاسلام وتعمد الاساءة عن سابق تخطيط.وكما بينا في مقالات سابقة فان كان الغرب ضد الاسلام فلماذا يركض المسلمون إلى بلدان الغرب بالألاف وعشرات الالاف كل عام..... في فرنسا وحدها حوالي 6 ملايين مسلم وعدة تنظيمات اسلامية ومجلس اسلامي. وفيها وحدها 2000 مسجد. ولكن كم من كنيسة في جميع البلدان الاسلامية قاطبة!!
ولنسأل ايضا هل هؤلاء الارهابيون القتلة والمتهيجون معم يؤمنون حقا بدين الاسلام ويتحركون دفاعا عن الرسول. ولكن هل اسلام المليار ونصف المليار من البشر واقف على تل رمال لتهدمه رسوم أو فيلم او مقال؟
أن المشكلة الحقيقية فينا وهي ما كان الفقيد العفيف الاخضر يدعوها بالنرجسية الدينية التي تغذي وتفرخ التطرف الاعمى والاسلام السياسي وأنواع الارهاب الاسلامي.. بمذهبيه السني والشيعي..
غالبية المتدينين من المسلمين يؤمنون بنسخة احكام الشريعة من الاسلام وما يعنيه من ان الاسلام وحده هو الدين الصحيح وان من يبدل دينه يستحق الرجم حتى المؤت وبان الرجل قوام على المراة فهي ناقصة عقل ودين... واعتقاد اننا الاصح والانقى يقود لا محالة الى الاستعلاء والانغلاق والكراهية.
لم يعتد الشارع المسلم طرح الاسئلة بل هو رهينة وضحية خطباء الجامع والفضائيات ودعايات فقهاء الإرهاب.
مع اندلاع ما سمي ربيعا عربيا عبرت في مقالاتي عن ان هناك عقبات كبرى امام تحقيق الديمقراطية في بلداننا بسرعة كما حدث في الدول الاوروبية الشرقية، ولاسيما انتشار التزمت والتطرف الدينيين وهيمنة رجال الدين على العقول.. فضلا عن الجهل والامية والفقر وعواقب الاستبداد الطويل والفساد.
&