آخر الاخبار تشير الى اتفاق امريكي / تركي يرمي الى خلق واستحداث معارضة سورية معتدلة تتصدى لداعش وتناوئ نظام الأسد في آن معاً والجدير ذكره ان الإدارة الامريكية استحصلت في هذا السبيل على الموافقات التي تعزز موقفها من كونجرس بلادها ولابد انها خصصت ميزانية كبيرة لمسعاهاهذا وللحقيقة تحليلا وتعقيبا فالبحث عن معارضة سورية معتدلة بحد ذاته لا اعتراض عليه نظريا ولاجدال يعيقه او غبار يموهه شكليا لكن الواقع الشقاقي المتداعي اي المنهار في سورية،ذا الأوراق المختلطة،المتنازعة يستدعي رسم إشارة استفهام كبيرة مُقترَنة بانبهار وتعجب واسعين حيال المراد استصناعه في سورية فالواقع السوري البائس يهدرالفكرة من جذورها ويبطلها ؛يقطعها من دابرها ويحيطها باستنكار شديد بخاصة وان مصطلح “ معتدلة “ كنعت ل “ المعارضة في السورية“ بات من الناحية العملية اشبه بنكتة مضحكة مبكية او يماثل مغامرة سعي غواص اعزل الى انتشال جمانات من احشاء حوت شرس،مسعور،مُعتمِداً هو الغواص ليس الا على مقدراته البدنية وفي التبرير فكلمة “معتدلة “وفي جميع مستوياتها الدلالية من لغوية واصطلاحية وعرفية او سواها من معان لا تكون الا فضفاضة على جسد المعارضة السورية لجهة المضمون و المعنى والتعبيرعن مقتضى الحال حيث الإسناد لايكون سوى “جزافي “وبلا معايير مستقرة وهنا قد يخالفنا احدهم في “دعوى المعايير” ويزعم ان وصفها ب”الجزافية” في انطباقها جائر وفي غير محله،لن نملك حينها غير ان نتساءل ونصطحب السائل معنا في الرحلة الاستفسارية: من سيضع معايير ال “ معتدلة “ هذه ياترى.

أامريكة ام تركية ام المعارضة السورية المعتزَم خلقها ام جهات أخرى غير معروفة او ظاهرة بعدُ على الساحة.. ثم في مصلحة مَن سيصب خراج تلك المعايير واذا افترضنا جدلا ان في الإمكان تجاوز مسألة “المعايير” وتبعاتها ب”التوافق الحميد “عليها وآمنا معا ان “الغواص” إياه في مثالنا المستأنس به أعلاه مد ذراعه عبر الفم الى بطن الحوت ولامست أصابعه بعضا من الجمان او كلها هل سيكون بامكانه القبض على عليها وسحب الساعد بسلام ودون ان يُبتَرالساعد اوعلى الاقل يتأذى وبعبارة مقتضبة واكثر اتصالا بالواقع هل سيكون للقوى المفتشة الجادة في تفتيشها ان تلامس على الأرض من يستحق ان يوصف ب”معارض معتدل” كي يناوئ الأسد ويقاتل داعش وغيرها من مؤسسات انتاج التطرف في وقت واحد بمعنى آخر هل تركت داعش ونظيراتها من الحركات المتطرفة التي نهشت وما تزال خرابا وابادات في “اللحمة الوطنية “ و”التلاحم الاجتماعي” وتمخضتْ بدورها عن النزاع الدامي المُبيد بين النظام والمعارضة،أرضيةً صحيحة لبناء معارضة سورية “معتدلة” على أسس وطنية،جادة، معقولة ومنصفة؟!اذا ورد جواب السائل بالإيجاب حينها يطيب لنا ان نفتش واياه عن نوايا كل من أمريكيا وتركيا معا ولا مانع ان نستعين في هذا المسعى المُلوَّح به حديثا بخبير في المقاصد ونتساءل: لماذا هذا الانقلاب المباغت..ألم يكن ذلك ممكنا قبل ان يُفتعَل ما وقع من دمار وابادات وتقتيل وتهجير أكان دورامريكا ومعها تركيا في تعزيز طفوح داعش وما لف لفها من حركات راديكالية وتنشيط ايذاءاتها عارضا مثل الكومبارس وانتهى فجاء الان دور كومبارس” المعارضة المعتدلة” في سورية ام ماذا؟

ثم..كم سيدوم هذا الدور المستحدَث بل كم سيحمل الجديدَ من التدمير والابادات والاستنزاف..وكم؟!.قد يعترضنا السائل: لعل أوان الادوارالرئيسة والبطولة في العرض التي تميل الى الاستقرار والامن والسكينة حلت والنوايا هذه المرة صادقة..على المتسائل ان يتأنى وان يدقق في السؤال تلو السؤال والجواب إثر الجواب حتى يتحصل في النهاية كالخبير او بمعرفة خبير نوايا الساعين او المتظاهرين بالسعي الى ابتداع “معارضة سورية معتدلة” وعند التثبت من سلامة القصد وحسن الرمي أي عند التأكد من صدق وجدية المتنادين بالمقولة يحق للمتسائل ان يلتفت الى أصحاب المبادرة الذين تأخروا بل ماطلوا.. صح النوم أوباما.

صح النوم اردوغان !. واذا توضح للسائل عبثية العزم له ان يواجهم..” خيطوا بغير مسلة “..له ان يواحه فعسى المواجهة تنفع اولعلها.