ضياء الحكيم&

لا أهمل مايقع بين يدي وأقرأه كما تسطره الصحف والفضائيات من أخبار مثيرة تتعلق لمن سيتبوأ بخرافة "أحقية "الشرعيةالأسلامية" سيبايع المسلمون بيعة دولة جهاد مجهولة الهوية لرئاسة منصب، كرسي، مقعد سجادة أو منبر الخلافة والسلطنة. فذلك هو حديث الناس، منذ موت الأنبياء وإنقسام الناس الى مذاهب في الديانات الثلاث وعلى الأخص مانراه من منابر تبشيرية مختلفة في الديانتين المسيحية والأسلامية وكما تكونوا يولى عليكم.فبعد صلب المسيح وموت الرسول الأعظم محمد (ص) أصبح تلوث الأديان بحروب كما تكونوا يولى عليكم وتولى ثلاث باباوات هيئات الدين المسيحية بابا الفاتيكان في روما وبابا الروم الأرثودوكس للكنيسة اليونانية وبابا الأقباط في مصر للكنيسة القبطية.

في حركات الأرهاب الأسلامية الجديدة ظلَّ محتوى ومضمون ومبدأ ومعتقد الرسالة على حاله، لم يكتمل ولم يحقق أي نجاح مجتمعي مدني تربوي معترف به ومقبول من قبل الهيئات الأسلامية السُنية والشيعية في معظم الدول العربية، وظلّت مهمات الصراع على الخلافة الأسلامية وعوداً لا تتجاوز مباركة أنصار وذئاب متوحشة متلهفة على القتل، ولم ترتقي الى سقف القبول الدولي.

&ومثلما سادت آراء وأفكار عربية بخصوص المسلمين الأفارقة ممن جرت تسميتهم بعلماء المسلمين وخلافاتهم داخل حلقات الأخوان المسلمين، إرتأت أفكار عنصرية أفريقية أن العرب والمسألة القومية العربية ليسوا أمة مكتملة التحضر لقبولهم.&

الازمة والمعضلة في الجانب الأسلامي للصراع وتلوثه جاءَ مع دخول الصراع الأمبريالي المسيحي الى أفريقيا وآسيا وتجارة إستعباد الرقيق ونقلهم الى أوروبا وأمريكا في االقرن الثامن والتاسع عشر. وأصبح من الصعوبة تحديد القيم الأنسانية والأخلاقية التي تتمسك بها الدول دينياً نظرا للجرائم التي إرتكبتها بتلوث تجارة نقل العبيد السود الى دول التحضر في القارتين الأوروبية والأمريكية. فأنجبت هذه الدول الوليد العاق المرتبك الهدف والغرض من عصابات بوكو حرام في نيجيريا وتشاد والنيجر والكامرون والكونغو الى دول الخليج العربية واليمن وسوريا والعراق بعد إعتلاء أبو بكر البغدادي وزعامته السلطة الزمنية للخلافة بمبايعة الكثير.

ولتأزيم الوليد العاق برزت بوكو حرام في الدولة الأفريقية نيجيريا. جماعة يرأسها أبو بكر شيكاو وعصابات أخرى تمتلك نفوذاً مؤثراً‏ في تشاد والنيجر والكامرون بقوة السلاح والسيطرة على أراضي ويتماثل عملها في الأرهاب مع داعش وتختلف عن تنظيم رئاسة داعش وتعتبره تنظيم ذو سلوك عنصري عربي تجاه الرعايا المسلمين والمقاتلين السود الأقل شأناً في أفريقيا.

&

جماعة بوكو حرام&

فجماعة بوكو حرام إرتسمت لنفسها الخط الحالي لأرهاب أهل الكفر وأدانوا الديانات المسيحية المنافسة بالقول(( وكمبرر لأعمالهم)) لو كانت المسيحية تُمثل ارادة حياة وحرية معتقدات ودعوة لاستعادة كرامة شعب منتهك من حكومته ومن دول أوروبا وأمريكا بإستغلال الرقيق لمنعته وقاصصت مرتكبيه من التجار الأوروبيين ولكنها لم تفعل، ولذا تعلمته ونقلته جماعة بوكو حرام تجارياً منهم. وهو تفسير في منتهى البلاهة والجهل ويطابق " نصف العلم أخطر من الجهل " في حركات الأرهاب الجديدة والخيارات المتاحة لها.&

يتعايش المسلمون في أنحاء المعمورة بكل سلام ويشكلون مع العديد من الأقليات والقوميات في أحيائهم ومدنهم واحة أمن وتسامح وتبادل عمل ويشاركونهم في الأرزاق والتجارة والحرف المهنية. هؤلاء المسلمون بعيدون عن الشكل والهيئة التي تمثله المنافسة الحادة بين زعماء الفرق والجماعات والهيئات الدينية الأسلامية في الجزء الأفريقي من جهة وفرق وحركات وهيئات الجزء العربي الأسيوي منه (القاعدة وداعش وجبهات سورية عديدة ) تصدرت عرش الخلافة الأسلامية والصراع السلفي على الخلافة و" البيعة" بطرقها الخاصة وبماأتفقوا أو لم يتفقوا بشأنه نظراً لقلة الترابط الجغرافي واللغوي والتسيّد العربي على الحركات الأسلامية.&

فالذي لايعرفه الكثيرون هو أن التصور الفكري الديني للمواطن العربي المسلم في نيجيريا والصومال والسودان ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب يختلف عن تصور المواطن العربي وعقيدته الأسلامية في سوريا والعراق ولبنان والأردن والسعودية ودول الخليج بالنسبة للأحقية الشرعية. والذي لا تعرفه حكومات دول عربية ويحيّر مراجعها الدينية هو التأرجح القائم لمن يتبوأ على عرش الخلافة الأسلامية ومنبرها وصوتها للمسلمين.

&ويسود هذا التأرجح الأرتباك والبعد والغموض والأغتيالات السرية بين الزعامات والتمويل والتسليح للسيطرة على المجموعات المتنافسة التي لامجال لبحثها هنا. والخيارات المتاحة ووجهة نظر باكو حرام أنهم أكثر إنتماءاً لحضارة الأسلام في المغرب العربي والمذهب المالكي والعنصر الأمازيغي منهم الى اسلام الفتوحات والملامح والأجناس العربية منذ أن وطأت أقدامهم من الجزيرة العربية لتعريبهم بأحتلالهم وترغيبهم لدخول الحضارة العربية ومعاملتهم كعبيد مسلمين من الدرجة الأدنى.&

والوقوف موقف المتفرج من سذاجة الصراع الوهمي المختلق وجهالة مناصريه يتوافق مع المستوى التعليمي المفروض كمنهج، وقد يكون الأمثل لبعض حكومات المنطقة في جزئيها الأفريقي والأسيوي لتركه على حاله لحين إتضاح المقارنات والخلافات و رأب الصدع الذي انشق من جديد وأنفرطت عقده على شكل عصابات ومليشيات لها مطالب وتقوم باستدعاء أطراف تتناسب مع التحقيق الشرعي لتولي الخلافة. ولكن ذلك لايمنع الباحثين ببدء المقارنة وتحليلها لأي الجهتين ستميل الكفة بثبات مبدأ الوصايا الخمسة ( الشهادة، الصلاة، الصوم، الحج، والزكاة ) وبشكل أفضل من غيرها. أنه الأمر الذي يدعو الوعاض والهيئات الأسلامية لمناشدة المسلمين بتمسكهم وإيمانهم وبيعتهم للخليفة الأفضل ومناصريه من جنود الله.

الصعوبة الأخرى هي خوف الأثنيات والقوميات الانتماء الى مجتمعات كهذه والأندماج بها لكثرة الحركات المتطرفة بين صفوفها وتكفيرها للحركات الأخرى بإزالة قاسية ومحرجة لأعتقاداتهم وشمولهم باللعنة. فبعد الأطاحة بأنظمة عربية في العقود الزمنية الأخيرة التي كانت قد خلقت ألأرباك الفكري المجتمعي ورافق سلوكها حالة اليأس والإحباط والمعاناة والخوف من العودة العقائدية والمذهبية والروح القومية، ظهرت ضرورة قيام الدولة للميل الى القوة العسكرية والقدرة عليه والحصول على السلاح من أي جهة كانت لمنع الأنفصال الجسدي عن الوطن الأم كما حصل فعلاً في دولتي السودان الحالية وماقد يلحقه من أنفصالات في اليمن وليبيا والعراق سوريا أذا مابقيت هذه الدول تقاتل نفسها وتنتزع وجودها بتطويع أبنائها في صفوف القتال الداخلي بين فئاتها المتناحرة والجرائم البشعة بحق الانسانية وتدميرها للمساجد واضرحة الانبياء ببلاهة " نصف العلم أخطر من الجهل " السائدة في مجتمعاتنا التي لم تعرف الأصلاح وإلأعتدال وتوحيد المواقف.

وماتجده اليوم بمن يبارك الصراع على السلطة الزمنية هو ماتدفع به الى الامام مخابرات الدول الأجنبية. ومن الطبيعي أن تكون إسرائيل أولها وتوصلها الى عدم الأكتراث بمسميات هذه الدول والمجموعات الأرهابية المسلحة مادامت منشغلة في صراع دموي مسلح، وتتطلع مخابراتها الى الخزين الاستراتيجي من مشاريع تلويث المجتمعات العربية وتقديم ماتطلبه الفصائل الاسلامية وقادتها من السلاح والعتاد وبعثرته على قطيع في الفصائل المقاتلة من الذين بايعوا دول الخلافة ‏المتعددة المتفرعة لأغراض في نفوسهم.

&