"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ" (فصلت 30)

ذكر سبحانه و تعالى لباس أهل الجنًة و زينتهم بالآتي ( لباس من سندس واستبرق وحرير وأساور من ذهب وفضة ولؤلؤ ) دون تمييز بين الذكور و الاناث. فهل يزوج "الحور العين" بكلا الجنسين؟ ولم لا، فقد جاء ذكر الحور العين أربع مرات، واحدة منها فقط يشار لها بضمير المؤنث (الرحمن 72)، وكذلك ذكرت "قاصرات الطرف" الأناث مرتين في القران الكريم. و لــقد قال تعالى في قرآنه الكريم في وصف غلمان الجنة "كأنًهم لؤلؤ مكنون" مما يدل على أن التشبيه بالؤلؤ المكنون يصح للذكور كما صحً وصفت قاصرات الطرف الاناث بالبيض المكنون (الصافات 49). من الواضح أن القرآن ساوى بين الذكور و الاناث في كل شئ تقريبا، فاذا ذكر المؤمنون ذكرت المؤمنات بعدها مباشرة. "فابشرن يا مؤمنات بالجنة التي كنتنّ توعدن".&

لم يكن الرجل العربي في الماضي – و لا رجال الدين اليوم – منصفين للمرأة أبدا، بل على العكس تماما هم أهانوها و استغلوها ثم كذبوا عليها و أسكتوها بترديدهم جملة: "لقد كرّم الاسلام المرأة". نعم الاسلام كرًمها و أهنتوها أنتم, لقد طبق رجال الدين - من السلف الصالح - على المرأة كل عقد الرجل الشرقي "خليط من حب التسلط والسيطرة، الاستعلاء و النظرة الدونية للآخر، فالمنً و الاذى والساديّة". فحرموها كل حقوقها، حتى حقًها في حياة كريمة.

في حديث للمحامي و المفكر المصري القدير "أحمد عبده ماهر" – موثًق في اليوتيوب – عن المناهج التي تدرًس في الأزهر، أن المراة في المذاهب الأربعة لا يسمح لها بأكل الحلوى أو الفاكهة و لا بشرب الشاي و القهوة. كما أن الزًوج غير ملزم بعلاج الزوجة اذا مرضت بل أن علاجها واجبُ على أبيها، وأنه في كلا المذهبين المالكي و الحنبلي لا يجبر الزوج على شراء كفن لزوجته المتوفاه اذا كانت فقيرة - و لا أحسب المذهب الجعفري يختلف عنها. و بالطبع فانه من يفكر بهذه الطريقة الفجّة لن يقبل بالتالي أن تزوج المرأة بكائن من كان و لو بعد موتها، لهذا لا نجد في الدعاء للمتوفاة عبارة "اللهم اخلفها زوجا خيرا من زوجها" التي تقال عادة للزوج المتوفى. انها سيطرة ذكورية – سادية – على المرأة تمتد لما بعد وفاتها.. (يا أخوان ادعو لها بالزوج الصالح فقد يستجيب الله و هو القادر على كل شئ). أستنتاجا من هذا أنه لو كان "الحور العين" مكافاة لكل أهل الجنة المؤمنين و المؤمنات – تحقيقا للعدل الالهى – لأخفاها عنًـا المفسرون و رجال الدين من السلف الصالح.&

نحن نحتاج الى اعادة التفكير بجميع تفسيرات القران الكريم السابقة، فلا أعتقد ان هناك تفكير أو تفسير بشري يمكنه أن يصلح لكل زمان و مكان. فليس المفسًرون الا بشر ممن يخطئوا و يصيبوا، و ليسوا آلهة لتخلد أقوالهم أوأفعالهم، ألا يكفي أن ورد في القران في أكثر من موضع و على لسان الأنبياء أنفسهم قولهم "ما أنا الا بشــرمثلـكم" و هم الأنبياء فكيف بمن دونهم. احيًي محاولات البعض في اعادة التفكير بما وصلنا عن السلف، أمثال الباحث المصري "اسلام البحيري" و أشجًع كل باحث علمي في مجال تفسير القرآن الكريم أمثال المعماري السوري "علي منصور الكيًالي" و المهندس االسوري "عدنان الرفاعي" و أشد على أيديهما.

&انًما اتّباع السلف الصالح في أمورنا الحياتية المعاصرة كمثل التداوي اليوم (بطب الرًازي) - (توفي 923 م). فأقوالهم، بعضها يتناغم و عصرها فقط، عصر ما قبل الكهرباء و مصباح "أديسون"، حين يجلس المرء و صاحبه على نور لهيب مصباح – مرتجف - ليرى الضلً المرتجف لصاحبه يملا الجدار المقابل له، و مع زوايا الغرفة المعتمة تتولد في مخيلته مساحة مظلمة موازية تملئ بتخاريف، ( من قبيل كراهة الكلب الأسود لأن الشيطان يتمثـًل فيه)، فينظمها حديثا يفترى عن لسان سيًد البشر رسول الله (ص)، حاشاه من التخاريف و بلادة التفكير.&

و أود فقط أن أذكر هنا دراسة اطًلعت عليها بعنوان "قراءة آرامية سريانية للقران" لعالم فقه الماني اسمه "كريستوف لوكسنبرغ" - أحسبها غير موفقة لاستخفافها بالقرآن الكريم و عدم جديتها - صدرت عام 2007، استنتج فيها الباحث من بين استنتاجاته أن (كلمة "حور" التي لطالما فسًرت بأنها تعني عذراء واسعة العين (والتي ستخدم المؤمنين في الجنة), (الدخان 54)(الطور 20)(الرحمن 72)(الواقعة 22) انما في الحقيقة تعني "أعنابا بيضا". وهو يقول أن أوصافا مسيحية عديدة للجنة تصفها كمكان مليء بالعنب الأبيض النقي. وقد أطلق هذا (الاستنتاج) الكثير من السًخرية في الصًحافة الغربية, فالانتحاريون ينتظرون نساءا جميلات ويحصّلون عنبا أبيض) (منقول عن المصدر). هذا التفسير هو بدوره من استخفاف البشر بعقول البشر مثل استخفاف رجال الدين بعقول النساء. و الله أعلى و أعلم.

&

آيات ذات علاقة:

سورة النجم

&إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ [27] وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [28] فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا [29] ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ [30]

سورة الطور&

&يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ [23] وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ [24] وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ [25]