&في مقالة لسعادة السفير البحريني في اليابان.. طرح مجموعة من الأسئلة:&

هل ستحاول الولايات المتحدة أن تلعب في الشرق الأوسط دورا مشابها لدورها في أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، لتخلق السلام والازدهار في منطقة انهكت إمكانيات ثرائها الإرهاب القاعدي والتوحش الداعشي؟

قصة تحوّل اليابان.. لا يقف خلفها أية قصة أسطورية..&

ما يقف حولها هو الإعتزاز بالكرامة اليابانية والتي حولت هزيمتها أمام أميركا إلى إنتصار إقتصادي بدون تسليح عسكري. هو إنتصار العقل على القوة العسكرية المواطن الياباني دفع ثمن هذا الإنتصار بالعمل المستمر حتى بأقل الرواتب والهم بتحييد الدين وفصله عن الحياة اليومية.. فمثلا وفي ديانتهم الهندوسة هناك تحريم لأكل اللحوم.. ولكن وببساطة قرروا بأن أكل اللحوم قد يعطيهم القوة البدنية التي يحتاجون إليها في العمل وزيادة الإنتاج..بينما الداعية عمرو خالد كان يروّج للتنمية بالإيمان.. بالأساطير التي لا تنتمي للعقل ولا للحقيقة..&

هل سيكون هذا النوع من التطرف المتوحش، سببا لتوحيد الجهود في الشرق الأوسط؟&

الإجابة في إستفتاء إيلاف اليوم... هل ترى أن هناك عزمًا عربيًا حقيقيًا بتشكيل القوة المشتركة؟ -&

وهل سيعي الشعب الإيراني الواقع الجديد، ليتحول نظامه من "قضية" لتصدير ثورة، لدولة حداثة تناغمية، متعاونة في عالم العولمة الجديد؟

&الشعب الإيراني ليس هو المسؤول عن تصدير الثورة الدينية.. المسؤول هو النظام الذي لا زال يرفض فكرة العولمة والخروج من العباءة الدينية التي تخفي فساد العديد من الأئمة.. وتخفي الإقتصاد المنهار.وإنتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان والتي تصاعدت في عهد الرئيس الذي وعد بالحريات , والعقوبات البربرية على المرأة.. إيران لن تتغير إلا بثورة كبيرة سيدفع ثمنها الملايين من الإيرانيين أنفسهم الذين يرفضون إستبداد الدولة الدينية..&

. ومن غير الواضح أن داعش ستبقى على قيد الحياة، فهي معرضة للهجوم الأمريكي.

&للأسف داعش ستعيش طالما بقي الفكر الإسلامي هو المسيطر على العقول.. بدون الحرية الفكرية.. والحرية الفلسفية ستبقى اجيال وأجيال محرومة من التعقّل في نظرتها للعالم من حولها.. لأنها ستبقى ’منغلقة.. طالما إستمر وقوف خطباء المنابر وتحريضهم العلني ضد المختلف في الوطن الواحد وخارج حدوده..طائرات التحالف تقتل الداعشي.. ولكنها في ذات الوقت ’تحرض الغير داعشي ضد الغرب.. وتنغلق الدائرة..&

فقد تركت الولايات المتحدة العراق، أملا أن تنجح الحكومة العراقية في خلق توازن قوى بين مختلف القوى السياسية. ولكن بروز داعش، خلخل توازن القوى العراقية.&

إنعدام المواطنة في العراق.. هو ما خلق داعش.. وجعل القبائل السنية تقف معها&

إطلاق سراح 3000 متطرف من السجون السورية هو ما خلق داعش&

إنعدام المواطنة في اليمن هو ما أدى إلى ثورة الحوثيين مدعومين بالنظام البائد مستغلآ لهم لمحاولة العودة إلى كرسي الحكم.. وكلهم تقف ورائهم إيران.. التي تعبث بامن المنطقة.. ولكنها أيضا قلقة من توسع داعش.. خوفها من الوجود السني 40%.. والمعدوم المواطنة أيضا..&

فقد تحاول تركيا ان تشكل الجغرافية السياسية في المنطقة، كما حاولت الامبراطورية العثمانية ذلك من قبل، والخوف بأنها تدخل في خلافات قد لا تنتهي مع الدول العربية..

تركيا.. تستغل الوضع الإقتصادي فكما نأي أتاتورك عن نفسه من حمل عبء تخلف وجهل العرب مع أن تركيا كانت السبب الرئيسي في هذا التخلف.. إلا ان تركيا اليوم لا يهمها من العرب سوى أن تأخذ النصيب الأكبر من ثروتهم وتقوية إقتصادها من خلال التعامل مع السوق العربية.. وليس لها أطماع توسع جغرافي او بناء إمبراطورية جديدة.. ولى زمن الإمبراطوريات.. هو زمن المصالح الإقتصادية المتبادله...&

وفي نفس الوقت يقلق التحالف الأمريكي الايراني الجديد المملكة العربية السعودية، القوة الثالثة في المنطقة.

نعم هو مصدر قلق للسعودية ولكل المنطقة الخليجية.. لأن لإيران مطامعها في المنطقة من خلال توسع جغرافي. كما في إحتلالها الجزر الثلاث من دولة الإمارات. وأطماع دينية بالإستيلاء على كل المنابر الإسلامية في المنطقة. إضافة إلى أطماعها في التحكم بنفط الخليج من خلال التحكم بأسعار النفط..&

السعودية تستطيع حماية أمنها عسكريا من الأخطار الخارجية.. ولكن المقلق هو حماية امنها الداخلي الذي بدأ بالتململ لإنعدام المواطنة... والتي أدت إلى التململ الشيعي في المنطقة الشرقية خلال الشهور السابقة..إلى جانب ظهور جيل جديد من الشباب السعودي المتعلم في الخارج الذي بدأ بطرح أسئلة شرعية عن مستقبل السعودية وعن الفساد المالي وعدم المساءلة والذي كان من ضمنه السيول التي جرفت أطفال في الرياض قبل سنوات قليله..وعن إصلاحات سياسية وإقتصادية أخرى.. تبرير الحكومة السعودية بالتغاضي عن الإصلاح من اجل الأمن الداخلي إنهارت بعد تفجيرات القطيف..&

وهل ستنجح الولايات المتحدة في جمع المملكة العربية السعودية (كممثلة للعرب)، مع تركيا، وإيران، وإسرائيل، في استراتيجيتها الجديدة، لمعالجة معضلة "داعش" وأخواتها، لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط؟&

لا يمكن ضم إسرائيل في أية إستراتيجية للقضاء على داعش.. لأنه سيقلب موازين العواطف العربية. وستتجه كلها لدعم داعش وسيزيد من طوابير المنضمين للدولة الإسلامية لحمايتها من إسرائيل.وسيؤكد تحالف العالم الغربي كله ضد الإسلام والشعوب المسلمة.&

اما بالنسبة لتمثيل السعودية للمنطقة العربية.. فهو وإن كان الجميع يطمع بالثروات السعودية والتي لا تبخل المملكة بها.. إلا أن العديد مقتنع بان في السعودية بعض من صدّر ومول الفكر الداعشي.. فالفكر الوهابي لا يختلف كثيرا عما تفعله داعش في المناطق التي تسيطر عليها... والذي لا يزال ’يطبق فيها مثل قطع الرؤس وقطع يد السارق ورجم المرأة..
بدون الإصلاح الداخلي بكل جوانبة لا يمكن أن ’يحدث التغيير المطلوب لتجميع الشعوب العربية كلها وقيادتها للقضاء على داعش..&

كما أن الإستراتيجية الامريكية في تشكيل تحالف ضد داعش معقد جدا.

&الإستراتيجية الأميركيه يجب ان تنبني على أساس الضغط على الأنظمة العربية للتغيير الديمقراطي. والذي لا يمكن ان يتحقق بدون تغيير المناهج الدراسية.. وبدون حقوق المرأة.. وبدون فصل الدين عن الدولة.. لم يعد هناك من مجال للمفاوضه حول هذه المواضيع لأن خطر التأخير في تنفيذها يهدد العالم بأسره.. لأن داعش وبعد توسعها الجغرافي. وتحقيق امنية العرب بالخلافه. وبغض النظر عن النسبة السكانية التي ترفض الدولة الدينية إلا أنهم جميعا سيتقبلون العمل بالأحكام الشرعية..لأمرين.. أولا لأنهم لا يستطيعوا محاربتها عقليا ولا فكريا.. ولأنهم لن ولا يستطيعوا الهجرة او الرحيل.. المرحلة الثانية في داعش هي الغزو بتكنولوجيا حديثة ومتطورة لنشر الدين؟؟؟؟ ومن هنا تأتي ضرورة محاربتها بأسرع ما يمكن سواء عربيا.. إقليميا.. أو دوليا.. لأنه وفي القرن الحادي والعشرين لا وجود للدولة الدينية...&

&