من أهم قواعد الفكر الاستراتيجي للدول والتي تدرس في معاهد ومراكز الابحاث قاعدة تقول ان الدول تشبه الأفراد من حيث ان هناك لكل فرد حيزا من الفراغ يستطيع ان يلعب به ولا يمكن ان يتجاوزه والدولة كذلك اذ لها مساحة من اللعب والمناورة تمارس فيها ادوارها السياسية ولا يمكن ان تتخطاها بسبب القدرة والامكانات المتاحة لها وقوة واوراق الخصوم والمصالح واسباب اخرى كثيرة الا ان ايران استمرأت هواية اللعب في الحرائق وممارسة دور الاطفائي الذي يريد الحصول على غنائم وسط ركام النيران , في العراق وفي لبنان كما في سورية واخيرا في اليمن تصدر لنا ضجيجا كثيرا وشعارات وإلاعيب من دون الاقدام على التضحيات فهي تقاتل عبر وكلاء محليين ولا ترسل قوات او كتائب مسلحة الى الساحات الملتهبة في سوريا تقاتل بواسطة كتائب حسن نصرالله ومعهم متطوعين من الشيعة الافغان تجمعهم من معسكرات اللجوء وتشحنهم الى مطار دمشق وفي العراق ايضا تحارب من خلال حلفاءها وفي غزة عبر حماس والجهاد وتقيم اكبر مهرجان سنوي في طهران عن القدس حتى وصل الحد بقائد فلسطيني ان يقول اتحدى ايران ان تذكر لنا اسم ايراني واحد استشهد على ارض فلسطين منذ 60 سنة بينما انا مستعد ان اذكر عشرات الشهداء والمقاتلين من اجل القضية من فنزويلا ونيكاراغوا وامريكا اللاتينية.. مشكلة ايران تعتقد انها ماهرة في اللعب على التناقضات وممارسة هواية محببة لها وهي اطلق اصوات متعددة حول قضية واحدة وترقب ردود الفعل وهنا تصرف بالعائد حتى عصفت بها عاصفة الحزم لتعقد لسانها وتخرس اصواتها لايام بقيت في ورطة لا تدري كيف تتصرف امام مفاجاة من العيار الثقيل بان العقارب الحوثية التي فرختها في جبال صعدة في شمال اليمن تدكها طائرات التحالف العربي.. ايران تفهم لغة واحدة هي لغة الحزم والقوة فهي ارسلت سفينة الدعم الإنساني للحوثيين وارفقت معها فرقاطتين وتصريحات نارية من يتعرض لسفينتنا في طريقها الى ميناء الحديدة سنقطع يده.. لكن السفينة بعد الرد الحاسم انها ستفتش قسرا ولن يسمح لها بالدخول افرغت حمولتها من المياه الصالحة للشرب في ميناء جيبوتي وعادت ادراجها بلا صراخ او ضجيج..&

ايران دولة شعارات ودعاية لا اكثر وهي الان تقف مندهشة امام انهيار حسن نصرالله وكتائبه في سوريا وتراجع حليفها بشار الاسد الى حدود نصف الارض السورية وفي العراق تتساقط المدن الواحدة تلو الاخرى امام داعش وحلفاءها في بغداد لم يعد لهم جيش كدولة ونظام وانما اكتفوا بميليشيات شيعية لا تحسن صنعة الحرب وفي اليمن انهار مشروعها الحوثي اولا في عقول وقلوب شعب اليمن العربي الاصيل والذي هبت قبائله جميعها واعلنت الحرب على شقيق نصرالله في صعدة عبد الملك الحوثي والذي تحول من حركة انصار الله وشعارات الموت لامريكا واسرائيل الى الموت لسكان عدن ومأرب وتعز.. إيران في حيرة رغم الكلام الكثير بدأ عهد الافول لها ولهلالها الذي تشظى بفعل ضربات الحزم ووعي العرب ووحدتهم ان هذه الدولة لا تحمل خيراً لاحد في المنطقة فهي مجرد طامعة وتوسعية جالسة تحسب لنا كم عاصمة سقطت من بلاد العرب تحت نفوذها العنصري لكن كما تقول العرب ان حساب البيدر لم يطابق حساب الحقل؟؟ وان من يراهن على ايران كمثل الذي وقف على شاطئ البحر الميت يحمل صورا لاسماك جميلة ويتفاوض مع المشترين على صيدها بعد دفع مقدم الحجز الى ان جاءه شخص منتبه فقال له من اين تصيد هذا السمك ايها الغبي وهذا البحر ميت لا تعيش فيه الكائنات الحية؟؟ فأجابه ضاحكا لست انا الغبي انما الغبي من دفع لي مقدم الحجز؟؟

[email protected]

&