&في بغداد والبصرة والسماوة والناصرية وكربلاء والنجف الاشرف يتصاعد الحراك الشعبي وينتفض المواطن العراقي المغلوب على امره ضد الحرامية الذين باعوه باسم الدين فالتقديرات تشير الى ضياع الف مليار دولار من أموال الشعب العراقي ذهبت الى جيوب المسؤولين وخدمهم وزبانيتهم دون ان ينجزوا أي مشروع خدمي او تنموي او حتى دفاعي لصالح الشعب العراقي وجماهيره المحرومة من ابسط الحقوق الإنسانية كحق الحصول على ماء الشرب الصافي ولذلك فما يبدوا اليوم من تظاهرات عفوية محدودة هي بداية الغيث الذي سينهمر عاجلا ام اجلا بعد ان تنظم الجماهير نفسها وتفرض سيطرتها على الشارع العراقي.

العراق الذي يحتل المرتبة الرابعة من بين اكثر دول العالم فسادا دون ان يخجل المسؤولون ان له ان ينتهي والى الابد وستكون نهايته حتما على ايدي العراقيين الشباب والعمال والفلاحين والمواطنين المحرومين من ابسط مقومات الحياة الاعتيادية من ماء نقي وكهرباء وخدمات أساسية مع زيادة الضرائب التعسفية كما هو الحال مع فرض ضرائب الهواتف والتي سيواجهها المواطنون بيوم ( طفي موبايلك ) تعبيرا عن سخطهم واستنكارهم للنهب المنظم الذي يمارسه ازلام السلطة أساسا على نطاق واسع ومن بعدهم الشركات والمؤسسات التابعة لهم.

التظاهرات كما وصفها رئيس الوزراء العراقي جرس انذار مبكر وحسنا انه سمع هذا الجرس فأما ان يستجيب السيد رئيس الوزراء وحكومته العتيدة التي لم تقدم إنجازا واحدا ملموسا للمواطن العراقي خلال ما يقارب السنة من تسنمها المسؤولية وتتخذ خطوات جدية في محاربة الفساد وتوفير الخدمات الأساسية واجراء المصالحة الوطنية وحل المشاكل العالقة مع إقليم كوردستان وإلغاء المليشيات الحزبية والتصدي للإرهاب وتوفير الامن والاستقرار.....الخ قائمة المطاليب الوطنية للشعب العراقي واما عليها ان تنسحب وترحل وتترك الامر للشعب العراقي وقواه الوطنية غير المنغمسة في رذيلة نهب المال العام والفساد المستشري لإدارة البلاد وحل مشاكله المتفاقمة يوما بعد يوم.

ان انعدام الخدمات الأساسية رغم الأموال الطائلة التي تم صرفها ( وحدها وزارة الكهرباء ابتلعت 27 مليار دولار ) يستوجب على أي حكومة تحترم نفسها ان تعتذر للشعب الذي انتخبها وتقدم استقالتها لتفسح المجال امام من هو قادر على إدارة أمور البلد وانقاذه من الدجالين والمشعوذين الحرامية الذين باعوا المواطن باسم الدين والطائفة والى ما ذلك من خزعبلات لا علاقة لها البتة لا بجوهر الدين ولا باي من الشرائع السماوية الكريمة.

التظاهرات التي تجتاح مدن الجنوب العراقي رغم عفويتها ومحدوديتها تمنح بصيصا من الامل بمستقبل افضل خاصة فيما اذا توحدت هذه التظاهرات ونسقت فيما بينها ونظمت نفسها للمرحلة القادمة لتتحول الى انتفاضة شعبية عارمة تضع حدا للفساد وللمأساة التي يعيشها الشعب العراقي منذ اكثر من عقد من الزمن فمن غير المعقول والمقبول ان تتضور البصرة جوعا وعطشا وهي تغذي العراق برمته.

من غير المعقول والمقبول ان تنتج وزارة النفط مشكورة اكثر من ثلاثة مليون برميل نفط يوميا و تذهب الى جيوب الساسة بائعي الشعب العراقي من الفاسدين والمفسدين.

من غير المعقول والمقبول ان تتبجح الحكومة بانتصارات وهمية على الإرهاب و دولتهم الاجرامية دون ان تستطيع عمليا تحقيق نصر حقيقي على هذه القوى الهمجية التي لا تزال تسيطر على ثلث العراق مع انها ليست الا عصابات منفلتة.

قائمة الفشل في كل المسارات الخدمية والتنموية والدفاعية والمصالحة الوطنية تزداد طولا يوما بعد يوم والتظاهرات الشعبية العفوية والبريئة هي البداية الصحيحة لوضع حد لكل السلبيات التي رافقت العملية السياسية وكل الحكومات المتعاقبة بعد سقوط النظام الدكتاتوري ويبقى العراق وتبقى بغداد كما قال شاعرنا العراقي الكبير العلامة مصطفى جمال الدين:

بغداد ما اشتبكت عليك الاعصر

الا ذوت ووريق عمرك اخضر

مرت بك الدنيا وصبحك مشمس

ودجت عليك ووجه ليلك مقمر

&

* [email protected]