ما ان سيطر الحوثيون على صنعاء حتى اصاب رجال الملالي هوس وتصريحات تنم عن هستيريا النصر المفاجئ والصدمة المفرحة , واخذوا يصرحون بان ايران صارت ملكة البحر والبر في المنطقة. وان عز ايران الامبراطوري قد عاد , وانه ان الاوان لتلقين العرب الهمج الذين كسروا امبراطورية كسرى في زمن ماض درسا مرا. ويحاول بعض رجال الملالي ان يعبروا عن هذه الرغبة العارمة باذلال العرب بان دور ايران الجديد هو حماية المنطقة من خطر الارهاب الذي تمثله داعش , متناسين ان نظام الملالي هو من اخترع الارهاب على اصوله.

ولاستكمال هذه العنجهية التوسعية فقد قال علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"، وذلك في إشارة إلى إعادة الامبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.

&ونقلت وكالة أنباء "ايسنا" للطلبة الإيرانيين عن يونسي تصريحاته خلال منتدى "الهوية الإيرانية" بطهران، الأحد الموافق 8-3-2015، حيث قال إن "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد"، في إشارة إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق خلال الآونة الأخيرة.

&وهاجم يونسي الذي شغل منصب وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس الإصلاحي، محمد خاتمي، كل معارضي النفوذ الإيراني في المنطقة، معتبرا أن "كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية"، قائلا "سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية"، على حد تعبيره. وهكذا فانه يهاجم كل هذه الجهات ولم يعتبر لما ستؤول مثل هذه التصريحات من عواقب في المدى المنظور. فهذا الاستعداء الشامل لهذه القوى هو تعبير عن العنجهية والغرور الذي سيقود الى الاتكسار والتدهور والانحدار نحو الهاوية.

&وأكد مستشار الرئيس الإيراني استمرار دعم طهران للحكومة العراقية الموالية، وهاجم تركيا ضمنيا، قائلا "إن منافسينا التاريخيين من ورثة الروم الشرقية والعثمانيين مستاؤون من دعمنا للعراق"، في تلميح إلى استياء تركيا من التوسع الإيراني. وأشار يونسي في كلمته إلى أن بلاده تنوي تأسيس "اتحاد إيراني" في المنطقة، قائلا "لا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية يجب أن تقترب من بعضها بعضا، لأن أمنهم ومصالحهم مرتبطة ببعضها بعضا". وأضاف "لا أقصد أننا نريد أن نفتح العالم مرة أخرى، لكننا يجب أن نستعيد مكانتنا ووعينا التاريخي، أي أن نفكر عالميا، وأن نعمل إيرانيا وقوميا".

وتأتي تصريحات مستشار الرئيس الإيراني بعد يومين من تصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي، جون كيري، والتي أكد خلالها أن "إيران تسيطر على العراق"، ضاربا مثلا بعملية تكريت التي تنفذها القوات العراقية بمعية الميليشيات الشيعية وقوات إيرانية يتقدمها قاسم سليماني.

ويقول مراقبون إن العراق بات محتلا اليوم من قبل إيران، ولا يقتصر تواجدها العسكري في تكريت فقط، حيث أشارت تقارير إلى أن القوات الإيرانية وصلت إلى محافظة ديالى العراقية شمال شرق بغداد تحت غطاء محاربة "داعش".

وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، قد وصف التدخل العسكري الإيراني الأخير في العراق بأنه "الأكثر وضوحا في العراق منذ عام 2004". ( العربية نت 8/3/2015).

وتقول التقارير العالمية ان قاسم سليماني يقود المعارك في تكريت , وتستعد المليشيات التي تقاتل تحت امرة سليماني للتنكيل بابناء المنطقة بدعوى الانتقام من اتباع صدام حسين. وهذا يعني ان سليماني يعمل مع المليشيات العراقية والقوات الايرانية المدربة من اجل تحقيق انتصارات تعود على هذه المليشيات بالفائدة مستقبلا , فهذه المليشيات التي لا تاتمر باوامر الجيش او الامن سوف تطالب بدور مهم في الحكومة العراقية، واذا لم يتحقق لها ما تريد فقد تنقلب على الحكومة في بغداد وتشكل حكومة اخرى من المنتصرين في الحرب.

ان هذه الرؤية يسعى اليها سليماني من تعزيز سلطة الملالي على العراق, ويتحقق ما يقوله يونسي بان العراق وايران وحدة في الهوية الطائفية والمصالح. فهذا معناه أن إيران الملالي ستكون هي صاحبة القرار في العراق وسوريه، وتتحكم بالشعبين فيهما الى امد بعيد. ان هذا الواقع الجديد يستلزم من الحكومات العربية التحرك الجاد دون مداراة للحد من توسع الملالي في ايران , والمسالك كثيرة ومتعددة منها الاكراد الذين يعانون الويل من ملالي طهران، ومنهم العرب في الاحواز الذين لم ينالوا حقهم في الحياة الكريمة رغم ان جل ثروات ايران هي من هذا الاقليم. والانفتاح على القوميات المظطهدة في ايران. ومنها التعاون مع منظمة مجاهدي خلق المعارضة لولاية الفقيه، ولها شعبيتها في الداخل والخارج. كما لابد للحكومات العربية مفاتحة الدول الغربية بوضوح لمغادرة الدبلوماسية مع نظام الملالي في موضوع الملف النووي.

&