عندما كان الإرهاب القاعدي يضرب العراق العربي، والحرب السنية الشيعة مستعرة في البلاد، إضطرت حكومة إقليم جنوب كردستان، نتيجة للأوضاع المضطربة، مطالبة العراقيين اللاجئين لكردستان بالحصول على ورقة من قوات الأمن المحلية، بعد دخولهم الى أراضي الإقليم، وذلك لمنع الإرهابيين من التسلل إلى الإقليم. عندها قامت قيامة بعض العنصريين العرب السنة منهم والشيعة على حدٍ سواء من داخل العراق وخارجه. وإتهموا الكرد وقيادة الإقليم باتهامات لها اول وليس لها أخر. مع العلم إن إقليم جنوب كردستان، إستقبل أكثر من مليون لاجئ من كافة مناطق العراق ومن جميع الفئات ويعيشون في مدن الإقليم ومعسكرات خاصة باللاجئين.

اليوم نشاهد أكثر من تسعين ألف لاجئ عراقي جلهم من مدينة الرمادي والأنبار يمنعون من دخول عاصمة بلدهم بحجة وجود مندسين بينهم!!! رغم إن البرلمان العراقي أصدر قرارآ ألغى هذا الشرط وطالب السلطات المحلية بالسماح لهم بالدخول إلى بغداد وتأمين الحاجات الضرورية لهم، من طعام وشراب وإحتوائهم في معسكرات مؤقتة.

إلا أن حكام بغداد من الشيعة، تجاوزوا قرار البرلمان ومنعوا الناس من دخول عاصمتهم،ن فقط كونهم سنة وليس لشيئ أخر، ومع هذا يتبجحون طوال اليوم ويتحدثون عن الوطنية والإنسانية، فعلآ هؤلاء لا يخجلون من أنفسهم. أكثر من مليوني شيعي عراقي إحتضنهم السوريين السنة لعشرات السنيين وقاسموهم كل شيئ وهم غير سوريين ولم يطالبهم أحد بكفالة.&

لماذا عندما يتوافد ملايين الشيعة الفرس، إلى النجف وكربلاء وبغداد لا يطالبهم أحد بأي كفالة، ولا يتعرضون إلى تلك الإهانات التي تعرض ويتعرض لها أهالي الرمادي

والأنبار؟؟ مع العلم إن هؤلاء، هم من أهل البلاد وليسوا غزاة ولا ضيوف. إن الحقد الطائفي يعمي قلوب قادة العراق الجدد، وبهذه العقلية الطائفية والحقد الأعمى لا يمكن بناء الأوطان والمجتمعات المتحضرة وتوفير الأمان والرخاء للبلد.&

قلتها وأكررها من جديد، إنني أحيي الأخ مسعود البرزاني، على سياسة التسامح التي إتبعها مع الكرد المتعاونين مع نظام صدام حسين، ولم يتبع سياسة الإنتقام وفتح حدود إقليم كردستان أمام أهالي الموصل وغيرها من المناطق العربية، من منطلق إنساني قبل أي إعتبار أخر، ومع أننا نعلم هناك من بين هؤلاء أناسٌ، كانوا يعادون الكرد ويحاربونهم في السابق كأثيل النجيفي محافظ موصل السابق.

في نظري لا حل أمام العراقيين للخروج من هذه المأساة وعلى رأسهم السنة العرب، القبول بتقسيم العراق إلى ثلاثة فدراليات. ولو أن السنة قبلوا بذلك منذ البداية ولم يعادوا فدرالية إقليم كردستان، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وفي نهاية المطاف سيطر السنة والشيعة القبول بالفدرالية الثلاثية طال الزمن أم قصر. وكلما قصر الزمن قللنا الخسائر في الأرواح والأملاك والجراح.&

وأخيرآ أدعو العقلاء من الشيعة، رفع صوتهم والوقوف في وجه هذه السياسة الطائفية البغيضة، التي يتبعها حكام بغداد ضد السنة والكرد معآ. وأدعو المنظمات الدولية والدول الكبرى الضغط على حكومة ملالي الشيعة في بغداد، السماح لأولئك

الهاربين من جحيم داعش وإرهاب الحشد الشعبي الطائفي، بالخول إلى بغداد والمناطق الأمنة الإخرى.

وختامآ نحن بحاجة إلى قليلآ من الرحمة والرأفة والإنسانية، لأن هذا ما ينقصنا حكامآ وشعوب.

&