سعير الكراهية بدأ يتصاعد في العراق بين ابناء الوطن الذي كنا نظنّ انه واحد ، وقد يصل ذلك السعير الى ذروته ان لم نطفئ هذا الحريق بمساعٍ حثيثة عاجلا ، ومما يزيد الامر سوءاً ان هناك وسائل اعلام توقد هذا الاوار ، فقبل بضعة ايام اشتعل الشارع العراقي لهبا حارقا تبودلت فيه الاتهامات العرقية والطائفية بين المكوّنين الاسلاميين ( ومعذرة من ذكر المسميات التي لااستسيغ نطقها ) حتى وصل الامر حدا لايحتمل
فما الداعي ان تقوم قناة تلفزيونية باستضافة نائبين معروفين بنزعتهما الطائفية يمقت احدهما الاخر مقتا شديدا لتوسيع رقعة التناحر وإيصالها الى هذا الشعب المسكين المبتلي بهموم لاحصر لها ، فقبل بضعة ايام اشتعل الشارع العراقي بشكل مرعب& والعجيب ان تلك الاعمال المشينة تصدر من الاعلام العراقي الموبوء بهذا الشحن الطائفي ويبدو ان هناك من يريد نقل كل هذا التنابز العرقي والطائفي الممجوج الى اوسع القواعد الشعبية وإشراكها في المخاصمات& لحاجة في نفس هؤلاء الذين يعتاشون على دماء الناس من النوّاب ضيّقي الافق لكن بمصالح مريبة واسعة ذات اهداف شيطانية لاتخفى على حاذقي السياسة وأمراء الحروب&
&امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بما يقزّز النفس من طروحات عصابية مفعمة بالكراهية والعدائية ، تماما كما يريدها سياسيو الازمات حينما وصف احد الديكة المحاور شريحة كبيرة من عشائر الجنوب العراقي بانهم من اصل هندي وقد نزحوا الى العراق ضمن الهجرات التي بدأت اوائل القرن العشرين مع المحتل البريطاني الغازي واعتبرهم من الدخلاء الطارئين وانهم ليسوا من منبت العراق ومحتده الاصيل& وقد فسّر البعض تلك الاتهامات بانها دعوة من النائب نفسه ومن يمثلهم الى تهجير هذه الشريحة الواسعة وإبادتها ماداموا غير عراقيين على حدّ زعمهِ
بالمقابل كشّر البعض عن انيابه واصفا اتباع هذا النائب بانهم هم من نزحوا الى بادية الانبار قبل بضع مئات من السنين بعد ان كان موطنهم الحجاز ونجد وان الكثير من اهالي سامراء هم من اصول تركية استوطنت إبان الاحتلال العثماني للعراق ولم يفلت اهل تكريت من تهم كونهم من اصول يهودية وانهم من بقايا يهود " الدولمة " والتي فرضت الدولة العثمانية عليهم الاسلام عنوة وقسرا
اما ردود الفعل فقد استعرت هي الاخرى حيث طالب محافظ ميسان المتّهم سكّانها بالاعراق الهندية بإدانة تلك الاتهامات وأصرّ على اقامة دعوى قضائية ضد التقوّلات التي لامبرر لها سوى اشعال الحطب الطائفي وما ذلك الحطب سوى اجساد الناس الذين صاروا وقودا لمثل هذه الترهات الفارغة
ومن جانبها صرّحت قبيلة الشخصية المستضافة بانها بريئة مما قال ابنها من إدّعاءات لااساس لها ويتضح ان هذا النائب ادرك بان فعلته لم تلقَ أذانا صاغية فسارع الى تقديم اعتذار عما بدر منه مبررا ان ماقاله تم تفسيره عن طريق الخطأ بسبب غضبه من محاورته النائبة التي اشعلت هي الاخرى وقود الكراهية وصبّت الزيت على النار مثلما فعل محاورها المقابل
كل هذا يجري وحمّى القتل تتصاعد على اشدها والمجازر البشرية تنتشر بشكل مخيف في نفس التوقيت ، اذ& قامت داعش بسلسلة حوادث قتلٍ يندى لها جبين البشرية وعملت بأفعالها الشنيعة من قتل شباب قبائل سنية في محافظة الانبار رفض اهلها التعاون مع دواعش الرذيلة حتى وصلت اعداد القتلى الى المئات مما يعيدنا الى نفس مشاهد القتل وسفك دماء في سبايكر صلاح الدين وفي الموصل عند احتلالها من قبل داعش
بالمقابل نرى القوى الليبرالية ودعاة التنوير والشريحة المثقفة الواعية المتوزعة بين تلك الطوائف صمّاء بكماء لاصوت لها وقد اغلقت مسامعها عما يقال من زعيق طائفي ارعن وسلوك غير قويم وكأنّ كل تلك المحارق والمسالخ التي تعتري اهلنا لاتعنيهم بشيء مع اننا كنّا نأمل من تلك النخبة الواعية الواسعة الافق ان تستغل الفرص المناسبة لتعرية وكشف الاغراض الخبيثة التي يتم تأجيجها وتوسيع مساحتها لتكون اكثر دمارا
هل غدونا مسخرة وأراجوز حتى ألبسونا لبوس الهنود ووضعوا العمامة العثمانية على رؤوسنا ونسينا اننا عراقيون وسبق ان احتمينا بعباءة العربيّ الآتي من الوسط والجنوب مثلما تعلّقنا بالشروال الكردي ونحن فتية صغار وأعجبنا بقلنسوة الراهب الموصليّ

[email protected]
&