اجتمع قادة الدول العربية في الدورة السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في شرم الشيخ يومي 28 و29 مارس، والتي كرست أعمالها لبحث التحديات التي تواجه الامن القومي العربي وتشخيص أسبابها، والوقوف على الإجراءات والتدابير اللازمة لمجابهتها بما يحفظ وحدة التراب العربي ويصون مقدراته وكيان الدولة والعيش المشترك بين مكوناته في مواجهة عدد من التهديدات النوعية.

انا هنا لست بصدد تقيم اعمال القمة المذكورة بقدر ما استوقفتني فقرة من خطاب الأمير القطري، تميم بن حمد، الذي قال: ( كما أن التضامن مع العراق وتقديم الدعم والعون له فى مواجهة الأخطار، التى يتعرض لها مسئولية عربية فى المقام الأول، وذلك من خلال مساعدته على إطلاق عملية سياسية شاملة لتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقى لتكريس نمط جديد من العلاقات السياسية والاجتماعية تزول فيها كل النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية، وتؤسس لمرحلة جدية تكفل مشاركة الجميع وتستجيب لتطلعات الشعب العراقى بجميع مكوناته من أجل بناء وطن يتمتع فيه كل العراقيين بالحقوق المتساوية والمواطنة الكاملة والعيش الكريم ومساعدته أيضا على مواجهة الإرهاب، وبما يحفظ سيادة واستغلال ووحدة أراضيه). ( نهاية الفقرة ).

وهنا اقول يا سيادة الامير كان من الضرورة ان تفرقوا بين الإرهاب الأعمى الذي تمارسه بعض الجماعات السياسية وبين نضال الشعوب في تقرير مصيرها, كان عليكم ان (تدينوا لكي لا تدانوا ) وبصوت مسموع جرائم داعش بحق الاقليات العراقية اﻻصيلة وتهجيرهم وسبي نسائهم وبيعهم في الاسواق،..... نعم كان عليكم ان تدينوا وبشدة الاعمال الارهابية من القتل والمجازر والغزوات والابادة الجماعية بحق الاقليات والمذاهب والطوائف على يد وحوش داعش وبمساعدة الدول الراعية للعنف والإرهاب....!! نعم..نعم كان عليكم ان تدينوا التدمير الوحشي لحضارة بلاد الرافدين على يد وحوش داعش.

استغربت حقاً من تجاهلكم المتعمد وتناسيكم للقمع والتنكيل والخراب الذي تشهده المدن العراقية على يد داعش الارهابي... والاكثر من هذا تدعون في خطابكم الى : ( اطلاق عملية سياسية شاملة لتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي لتكريس نمط جديد من العلاقات السياسية والاجتماعية تزول فيها كل النزاعات المذهبية والطائفية والعرقية...) دون ذكر اسماء الجهات التي يجب أن تشملها المصالحة الوطنية؟&

نعم.... أن القمة العربية لم تات بجديد عن سابقاتها من قمم عربية (عادية) أو (طارئة) باستثناء مقترح تشكيل قوة عسكرية وما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي عن إعراب (الارهابي ابوبكر البغدادي أمير تنظيم الدولة الاسلامية عن سعادته واستعداد جنود دولته (الوهمية) للمشاركة مع باقي الدول العربية في حربها البرية ضد الحوثيين في اليمن، حيث شدد البغدادي على أن : (حرب أهل السنة اليوم هي ضد الروافض (الشيعة) و على رأسهم حزب اللات و الشيطان الأكبر إيران الذين عاثوا في الأرض فسادا و اضطهدوا أهل السنة في العراق و لبنان و اليمن و دعموا الجيش الصفوي بقادة المجرم بشار الأسد ضد الشعب السوري الأعزل....).

أخيرأ.....

تؤكد الغالبية العظمى من العراقيين على رفضهم المصالحة مع الجماعات الإرهابية المتطرفة والفصائل البعثية الصدامية، التي مارست ولاتزال تمارس الغزوات والمذابح والقتل والسبي بحق الشعب العراقي.

نعم...إن من يريد أن يكافح الارهاب ويواجه التطرف الحقيقي يجب أن يقف مع الشعب العراقي وليس ضده.

&