&
أليس من الغريب أن يميز البعض، بين الإرهاب الذي يمارسه النظام السوري المجرم وحليفه حزب الله اللبناني، والإرهاب الذي تمارسه المنظمات المتطرفة، كتنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام.
فهل هذا ناتج عن جهل بالواقع السوري، وما يجري في هذا البلد المنكوب، أم أنها سياسة مدروسة، ويهدف أصحابها إلى تحقيق أهداف معينة من وراء ذلك، ومن هم هذه الأطراف، الذين يمارسون تلك السياسة؟؟؟
في عالم السياسة لا مكان للصدف، فإن الأطراف التي تميز بين الإرهاب والتطهير الطائفي، الذي يمارسه بشار الأسد ونظامه القاتل، والإرهاب الذي تمارسه المنظمات الإرهابية المختلفة في سوريا ليس إعتباطيآ، فكل طرف من هذه الأطراف له أهدافه الخاصة به، ويمكن تقسيم تلك الأطراف إلى ثلاثة مجموعات:
المجموعة الأولى:
تضم حلفاء نظام الأسد، وعلى رأسهم ايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية وكل من النظامين المصري والجزائري. وتسعى هذه الدول، لتبرير جرائم حليفهم الطاغية بشار الأسد، من خلال الإدعاء بأنه رئيس شرعي ومن حقه الدافع عن نفسه وبلده، وإستخدام العنف ضد المعارضين لنظامه، وتركز هذه الدول في خطابها الإعلامي على ما تفعله التنظيمات الإرهابية النشطة في سوريا.
ويتناسون عمدآ، بأن النظام السوري، هو راعي الإرهاب والإرهابين في المنطقة منذ عقود طويلة، ومسؤول عن مقتل ما يقارب من حوالي 500 ألف شخص، وتهجير 12 مليون سوري، ودمار مدن بأكملها كمدينة حلب وحمص وحماه وإدلب ودرعا وغيرهم من المدن.
المجموعة الثانية:
تضم هذه المجموعة، الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وآوستراليا وتعتمد هذه الدول في موقفها هذا على عدة عوامل من أهمها:
- عدم رغبة الغرب في الإطاحة بالنظام السوري، ولهذا غضت النظر عن جرائمه وإستخدامه للأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة ضد السوريين، وقتلهم بسلاح التجويع كما هو الحال مع أهل مضايا.
- قيام المنظمات الإرهابية بالتعرض للأقليات الدينية كالإيزيديين والمسيحيين، والشعب الكردي كقومية مختلفة عن العرب.&
- قيام التنظيمات الإرهابية بالتعرض للمواطنين الغربين، وقتلهم بشكل وحشي وعلى الملأ، ومن ثم نقلهم المعركة إلى داخل الدول الأوروبية وخاصة فرنسا.
- تهديد أمن وإستقرار المنطقة من قبل هذه التنظيمات المتطرفة.
المجموعة الثالثة: هذه المجموعة بعكس المجموعتين الأولى والثانية، كانت جد سعيدة بالأعمال الإجرامية، التي كانت تقوم بها تلك التنظيمات الإرهابية في البداية وتدعمها، ولكن بعض هذه الدول عدلت من موقفها، تجاه بعض التنظيمات كتنظيم داعش، بعدما إنقلب التنظيم عليهم وبات يشكل خطرآ على الجميع. ولكن هذه الأطراف لم تغير موقفها من جبهة النصرة- فرع القاعدة في سوريا وحركة أحرار الشام الإرهابية، ولهذا تم دعوتهم الى مؤتمر الرياض!!&
وهناك دول كتركيا مازالت تدعم تنظيم داعش سرآ وعلنآ، وتركز في خطابها فقط على جرائم نظام الأسد العنصري، وتتجاهل جرائم تنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام، خاصة بحق الشعب الكردي المسالم. وتبذل كل جهد لتبرير جرائم هذه التنظيمات الإرهابية، تحت لافة محاربة النظام!!!
برأي إن كلا الطرفين، الذين يميزون بين جرائم النظام السوري والمنظمات الإرهابية، ينافقون ويرتكبون أكبر حماقة سياسية، لأن النظام والمنظمات الإرهابية وجهان لعملة، ويشكلون خطرآ على الجميع، ويجب محاربة معآ، ولا يمكن القضاء على التنظيمات الإرهابية العاملة في سوريا، من دون القضاء على نظام الأسد المجرم، المسؤول عن كل هذه المأسي.
&