&
المنطق السليم يقول، يجب أن تدفعهم تفجيرات بروكسل، باغلاق أخر منفذ يربط تنظيم داعش بحليفتها تركيا، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من التعاون المباشر مع قوات الحماية الشعبية الكردية، ودعم هذه القوات بالأسلحة الثقيلة والنوعية، وتوفير الغطاء الجوي الشامل لها، إضافة الى مدها بالمعلومات الإستخبارتية، كي يتمكنوا من سحق تنظيم داعش وبقية المنظمات الإرهابية، المتمركزة في مدينة جرابلس ومحيطها، وإمتدادآ إلى مدينة إعزاز وريفها، والسيطرة على هذه الثغرة، التي يمرر منها داعش الإرهابيين إلى أوروبا.
&
السؤال: هل ستقوم أمريكا ومعها دول اوروبا، باغلاق هذا المنفذ؟
هناك تقارير صحفية غربية، تتدعي بأن واشنطن بدأت تسعى إلى إغلاق أخر المعابر الحدودية بيد تنظيم داعش مع تركيا (جرابلس) لوقف تدفق المتطرفين عبر هذا المعبر من وإلى تركيا. وبهذا الصدد أوردت جريدة وول ستريت جورنال، منذ أيامة في تقرير لها، تفاصيل ما جرى من نقاشات بين تركيا وأمريكا في الأونة الأخيرة، حول إغلاق هذا المعبر، الذي يشتبه مسؤولون أمريكيين وأوروبيين، بأنه الممر الرئيسي، الذي قدم منه العناصر الإرهابية، التي نفذت هجمات بروكسل وباريس المؤلمة.
إن الغربيين باتوا مقتنعين، بأن النسبة الكبرى من الإرهابيين واللاجئيين يتدفقون من المنطقة الممتدة من مدينة جرابلس الحدودية، التي يسيطر عليها تنظيم داعش، والى مدينة إعزاز المتخامة لمقاطعة عفرين، ويبلغ طول هذه المسافة حولي 60 كيلومتر، ولكن تركيا تعارض هذه الخطوة، لعلمها بأن الكرد من سيقومون بالعمليات البرية، وبالتالي السيطرة عليها لاحقآ، وهذا ما يرفضه تركيا وتتخوف منه، بحجة إن ذلك يهدد الأمن القومي التركي!!
ومن أجل عدم تحقيق ذلك، عملت تركيا كل ما في وسعها، لمنع الكرد من السيطرة على هذه المنطقة، من خلال دعمها العسكري واللوجستي لتنظيم داعش وبقية التننظيمات الإرهابية المتواجدة في هذه المنطقة. وقبل عدة أيام تدخلت بشكل مباشر، وقامت بقصف مواقع وحدات الحماية الشعبية، في مطار منغ وتل رفعت والقرى الكردية التابعة لمدينة عفرين، وأخيرآ إستهدفوا المدينة نفسها، بقذائف المدفعية. هذا إضافة إلى عمليات جرف أشجار الزيتون التابعة للمواطنيين الكرد في الشريط الحدود.
ومازالت تأمل تركيا باقامة منطقة أمنة، داخل هذه الشريط الحدودي الضيق، بعدما رفض طلبها باقامة منطقة أمنة في الشمال السوري، تمتد من البحر الأبيض إلى الحدود العراقية. ولكن الأمريكيين ليسوا بوارد هذا الأمر، ويرفضونه بشكل نهائي. واعتبروها فكرة غير عملية، وبشكل خاص بعد التدخل الروسي العسكري المباشر، ووجود أنظمة صواريخ مضادة للطيران، التي نصبتها موسكو في منطقة الساحل، وتغطي كامل أجواء البلد.
إلى الأن لم نلاحظ أي تحركآ جدي وملموس على الأرض، يدعم صحة تلك التقارير الصحفية، التي إدعت بوجود مساعي أمريكية حقيقية، لغلق منفذ جرابلس الأخير، الذي يربط تنظيم داعش الإرهابي، بحكومة أردوغان الأكثر إرهابية. برأي إن خطوة من هذه النوع، بحاجة إلى ممارسة ضغط جدي، على حكومة أنقرة لتكف عن قصف المناطق الكردية وفك الحصار عنها أولآ، وثانيآ تقديم الدعم العسكري المطلوب لقوات الحماية الشعبية، وثم إعطائها إشارة البدء في المعركة.&
&
&