&
&كنت طالباً شغوفاً بعلماء العلوم السياسية والدراسات الدولية خلال دراستي الجامعية.
سبحان الله. كيف تتشابه الفصول وتأزيم الأزمات في الدولن ويتعايش معها البعض في إلهاء زمني يختلف عما يجري خلف دهاليس من تنتخبهم وتظنهم رعاة الشعوب وأُمنائها.
&وملخص إعجابي &بمؤسسات الدولة هو ما كتبه الدكتور توماس مان العلماني السياسي الامريكي بعدإعتزاله العمل السياسي وأثارت ضجة بين أعضاء الكونجرس الأمريكي " الإعتراف بالحقيقة ، ولحد اللحظات الأخيرة ، يحجبها ، عدم ذكرها في حلقات المجاملة السياسية". وقد يُفضل القارئ ترجمتها بمضمون آخر ونصها :
Acknowledging a truth that is, until now, unmentionable in polite circles.
الحقيقة السياسية المخصصة للطبقات الشعبية هي إقناع الشارع العراقي بأن العراق مؤسسة كمؤسسات الدول الأخرى . ومحاولة مستميتة من أعضاء الطبقة السياسية الحالية توجيه الشعب بالأعتماد الكلي على إنجازاتهم .
&دون أي إبتسامة متفائلة بالمستقبل ، تجدهم ساسة يجلسون ويتزايدون بمزاد (من بينهم هو الأفضل ) في مطالبة دول خارجية لمد يد المساعدة والعون الدولي ، وفي قيح غرضه إطالة بقائهم ، إطالة وجودهم ،إطالة الأزمات والتعثر بها ، والأهم إطالة مهامهم في النفوذ والسلطة بإدعاء تقديم الخدمات للشعب .&
لنركز على فقرة تقديم الخدمات والإنجازات التي تمرر عبثاً على الناس ويتقاذف مدعوها بكلماتهم ،وبأنها إسهامهم وهي ليست أكثر المفاخرة بملابس وغطاء مخجل عممه غيرهم عليهم وتحجبوا به.
&العراق ليست مؤسسة دولة بالمعنى السياسي المعروف بين الدول.
فمجلس النواب "السلطة التشريعية &ليس مؤسسة دولة" لأنه معطل بلا عمل ولايمثل أحداً . و "مجلس الوزراء السلطة التنفيدية" ليست مؤسسة دولة لأنها خاضعة ولم تفلح كمؤسسة عسكرياً ، أمنياً، إقتصادياً، مالياً ، مصرفياً ، عمرانياً ، أو توحيدياً لأرض العراق وسيادته. و"مجلس القضاء الأعلى " السلطة القضائية" ليست مؤسسة لأنها وبإعتراف فريقها مسيرة & وتعتمد على خبرة أجنبية.&
وبينما تتضخم وتتعقد الأزمات العراقية داخلياً و إقليمياً ودولياً &بمرور الزمن يجلس أعضاء المجلس النيابي العراقي من العرب والكرد في خيم الزمان المتباعدة بإنتظار وصول الحل الأجنبي الدولي .
تصور أن هيئة النزاهة ، المنزوعة القيادة، تعتمد على خبرة أجانب لكشف المشمولين بالسرقة والتعريف بصفقات فساد لعقود نفطية وتزويد الجانب العراقي بها للنظر بها والتصرف.علماً بأنه لن يكون بإستطاعة أي هيئة مراقبة مالية عراقية أو أجنبية معرفة من لهم حسابات سرية في مصارف الأردن وسويسرا وإنكلترا وأيطاليا وفرنسا وأمريكا وإسترداد الأموال المهربة المسروقة. &
&وعلى حد قول رئيس هيئة النزاهة العراقية وفريقه ، وبعد 13 سنة من السرقات والعقود المشبوهة (( إن خبراء عن منظمة (UNDP) وفريق الخبراء الدولي سيمارسون مهمتهم استناداً الى سعي الهيئة للاستعانة بالخبرات الدولية في مجال التحقيق واخرى عن إحدى الصفقات المشبوهة حيث دفعت وفقها شركة "أونا أويل" 25 مليون دولار على الأقل كرشاوى عبر وسطاء لضمان دعم مسؤولين نافذين في العراق للحصول على العقود النفطية)).
تصور أنه بعد 13 سنة ، الرقابة التشريعية بلا تشريع . الحالة الأمنية تبادل إتهامات بين مليشيات عربية وكردية ، شيعية وسنية ، قبلت بها السلطة التنفيذية .&
تصدير النفط سرقات ، كركوك أزمة هيمنة عربية كردية تركمانية على المحافظة ، الأقليم الأكردي تهديد يومي بالإنفصال ، حماربة داعش ، إعتماد تام على خبرة 400 مستشار أمريكي و طائرات أمريكية لإبعادهم عن العاصمة. جيش عراقي لم يبادر بإرجاع محافظ نينوى من أيدي قتلة بعد مرور سنتين. وكان آخر الأحداث &تبادل قيح السباب والإتهامات عن أسباب ونتائج &ثلات تفجيرات أوقعت 84 قتيلا و162 جريحا معظمهم من النساء والأطفال في &سوق عريبة بمدينة الصدر والكاظمية وحي العدل.&
وبينما يجلس الصدر في خيمته الزمنية ومنها يطالب ويهدد ويتوعد بتحريك الشارع ، &تنال ايادي الإرهابيين القذرة مدينة الصدر واحياء العاصمة بغداد لتزرع فيها الموت والدمار وتقتل الأبرياء رجالاً و نساء، شيوخاً وأطفالا. ويشير حزب الدعوة الى تصريحات مقتدى الصدر قبل التفجيرات الأخيرة بتهكم &("القاصي والداني يعرف من يعبث بامن الناس ويثير قلقهم بشكل يومي) ويتسائلون عما يمنعه من تقديم أسماء القتلة ، كما قدم سابقاً لائحة أسماء وزراء التكنوقراط . بينما يلاحق إئتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي في مناوشاته بشن الحملة على حزب الدعوة ويحمل بشدة على رئيس الوزراء حيدر العبادي واتهامه بالاخفاق في حماية أهالي بغداد.&
الأحزاب العراقية &تناور وتناور في مهاوشة ليس لها منطق عقلاني مقبول وتعيش على معتقداتها البالية في فن وموهبة " إبقاء الأزمات " وتحاول اظهار مساوئ الآخر وتنسى مساوئ نفسها .&
المخلصون المؤمنون بتربة العراق أصبحوا قلة . و من يرجع بشجاعة الى &التحليلات والدراسات العديدة &لتأخر العراق &يجد أن بعض كتب التراث والتفسير الديني هي الأكثر تشدداً في بلورة فكر الأنسان العربي المتطرف ومحضوراته .
تصور بأننا في القرن الحادي والعشرين ونقاش طبقة سياسية مجتمعية عراقية ترجع بنا الى صراع الف وأربعمائة سنة . فعلاً ان " الإعتراف بالحقيقة ، ولأخر اللحظات الأخيرة ، يحجبها عدم ذكرها في حلقات المجاملة السياسية " في مزاد &الجالسين بلا عمل .&
ضياء الحكيم &كاتب وباحث سياسي&