ماذا أثبتَ قادة العراق الى اليوم؟&

بعد اليأس من تحسن الوضع السياسي والعسكري والأمني والأقتصادي والصحي والعلمي، دفعت المرارة ببعض الوجوه الإعلامية الى تلفزة الغباء السياسي وجعلت من بثه حياً سلعة بيتية مُسلية مضحكة تهزأ بغباء السياسيين في أمور لايصح إصلاحها.

من يقود ومن يقاد لابد وأن يدرك قيمة التعلم والعلم وسرعة التطور الحضاري ويدرك كذلك أن الغباء لايمكن إصلاحه بالإعلام المتلفز. وقدرة البعض على تعزيز عدم إدراك التعلم والعلم للتطور جلبت على العراق تفاهات لاحصر لها لعمل السلطة التشريعية "المجلس النيابي بالأخص"، والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية وضاعت وإنعدمت الضوابط الأمنية والأدارية في مجتمع يخوض معارك اليأس.&

مالذي تستطيع السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية تحقيقه وأمن العراق هدف مكشوف ومعرى للجميع؟ لقد أثبتَ قادة العراق الى اليوم أنهم أهل التبريرات وتعزيز تفاهة قرارات ومسودات وجلسات عمل ومفاوضات فنادق يتبعها إصدار بيانات ومحاولات عجزة يوعدون ويوعدون ويوعدون الشعب ولايستطيعون تحقيق أي من الوعود.&

مؤخراً، أبدى رئيس الوزراء حيدر العبادي، استغرابه من "سرعة" البت في قضية رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وفيما عدَّ توقيت استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي "خطأ".

ومن جانبه نقلاً عن السومرية نيوز/ بغداد، أبدى سليم الجبوري رئيس مجلس النواب الحالي "استغرابه من تدخل رئيس الوزراء في شؤون القضاء وابداء رأيه في ملف يخص الاجراءات القضائية"، داعياً المسؤولين في السلطة التنفيذية، الى "الاهتمام بواجباتهم وعدم التدخل في شؤون المؤسستين التشريعية والقضائية"."

وهنا الإشكال. التدخل وإدعاء المعرفة في شؤون السلطات الثلاثة، ثم التدخل في مسألة الأمن والإستخبارات التي تمس حالة الأوضاع على الأرض العراقية ويتم دارستها من كل كتلة على حدة، إحداها مناهضة للكتلة ألاخرى ومعادية لها، وبإدعاءات من قنوات تلفزيونية يتسارع في الظهور فيها أصحاب النفوذ ويقعون في شركه حباُ في الظهور الآني. ومحاولات قادة العقل السياسي العراقي النفاذ لإسترجاع وضع المجتمع،بقرارات ومحاولات إنجاح الفشل الأمني والسياسي والمالي، ورد كرامة الأرض الأم ووضع العراق في موضعه الديمقراطي الصحيح يواجه بالفشل من كتل أدخلت في حسابها الأول المهاترة والتحدي وتأجيل البت في أبسط أمور الدولة الحديثة. كل جانب يشير الى معرفته بإمور وواجبات عسكرية للقوات المسلحة الحكومية والأمن الداخلي والشرطة، وكل جانب يشير الى معرفته بالأحزاب الأسلامية ومليشياتها ومخابراتها وجواسيسها. والكل يستشهد بالقرآن ويجعله الحاكم والحكم الشرعي في عملية بان منها محاولات لم تنجح ولن تنطلي على المواطن المثقف.&

نفى صحة معلومات مباشرة وتصديق صحة معلومات دون تدقيق جعلت العراق في وضع مهتري هزيل. الاستخبارات العسكرية مرتبطة برئاسات ووجوه أحزاب داخل المجلس النيابي وليست موحدة برئاسة أركان الجيش. محاكمة قادة الفساد في مجلس النواب وشياطين السرقة والتهريب وإرجاع الأموال المسروقة لم تنجح ولن يبت بها بالشكل القضائي النزيه.كما هي عملية ملاحقة ملفات السراق وتقديمهم للعدالة، وكما هي عملية تقليص رواتب رئيس وأعضاءالمجلس النيابي التي تقاد من هاوية وتسقط في هاوية أخرى. ولم تنجح مهمة القضاء العسكري المتوقف عن عمل المحاسبة في ظروف تتطلب محاكم عسكرية ومدنية جنائية تقوم بإدانة الخونة.

ولعلّ أبرز ما يميز مواقف البرلمانيين منذ 2006 هي الآثار المدمرة التي تركتها بيئة الفساد السياسي الأداري للغط الديمقراطية المحاط بغموض الصلاحيات والألتفاف على مواد الدستور وصراع النفوذ. كما أن الثقل المُييّز لهذا الصراع هو إمتطاء البعض لواجبات السلطات الثلاث وركوبها، وهو النجاح الأكبر الذي تحقق.&

ويتسائل الناس عن محاولات جديدة لإنجاح عمل الدولة الإداري ومتى يتم نجاح تسليم مسودات التشريع وإحالتها للتنفيذ؟ وكيف سنقابل جيل الجهل والجهاد وزخم الثقل التاريخي الذي أضافته قيادات متهالكة على جهد اللاعمل و جهدعسكرة المجتمع وتحويله من مجتمع مدني نافع الى مجتمع عسكري تابع.&

حقول الألغام هذه جعلت مسودات القرارات، محاولات لم تثبتْ الجدارة للعمل بها وجعلت من الخدمة الوظيفية مهنة مؤجلة.&

قضاء حوائج الناس عمل لايفهمه إلا المتعلمين من أصحاب الأخلاق الفاضلة. ورغم تمتع رئاسة مجلس الوزراء والمجلس النيابي العراقي بوظائف مهمة يترتب عليها قضاء حوائج الناس. فاننا نرى حالياً ان هذه الوظائف مهملة ومعطلة لإنعدام المؤشرات أعلاه والخبرة المكتسبة. أنها مشاريع ورقية لمسودات خدمات وضعوها جانباً لتصفية أمورهم أولاً ومازالوا يتمتعون بالحماية الدستورية والكلامية والإثارة الأعلامية التلفزيونية وإستجوابات تتأثر ببيئة الفساد وغموض الصلاحيات لإحقاق الحقوق والوصول الى معرفة الحقيقة وفرزها.&

في أعمالهم يصح قول أبو العتاهية:

وبعض الوعود كبعض الغيوم قوي الرعود شحيح المطــــر

وفرز النفوس كفرز الصخور ففيها النفيس وفيها الحجـر

&

كاتب وباحث سياسي