سنة تمضي وتحل أخرى،&إثنى&عشر شهرا مرت من عام 2019 يستذكر الناس مرور هذه السنة بأحزانها وآلامها وأفراحها، بحلوها ومرها على الصعيد الشخصي أو على صعيد المجتمعات والدول، سنة لم تكن عادية بل كانت مليئة بالأحداث، أحداث مهما كانت آثارها وتداعياتها يبقى الأمل يحدو رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن تكون سنة مرت بسلام، وفي الوقت نفسه يستقبل العالم سنة جديدة مهما كانت نسبة التشاؤم إلا أن الأمل في سنة عامرة بالخير والاستقرار والأمن والأمان وتحسن الأوضاع المعيشية هي منى الجميع.

*رغم حجم&المآسي..سنة&2019 تطوي أشهرها على مواقع التواصل الاجتماعي*

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المتباينة عن الأحداث والتطورات التي عجت بها المنطقة العربية سنة 2019 والاستياء كان واضحا وغالبا، فالظروف الاجتماعية والمهنية والاقتصادية والوضع العام لم يكن بمستوى طموحات الناس ورغباتهم، سنة حملت بعض الأوجاع نتيجة الاحتقان الحاصل في بعض الدول العربية، في المقابل كان بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي يرون أن عام 2019 كان أفضل بكثير من السنوات الماضية ومر بسلام وبأقل الأضرار رغم ما شابه من أحداث ساخنة، ربما ما ينبغي الوقوف عنده هو حجم الأخطاء التي عرقلت مسيرة النجاح على مختلف المستويات والمجالات والأخذ بالعبر لتجاوز الأزمات في كل مرحلة نمر بها إن على الصعيد الشخصي أو الجماعي.&

*2020...&سنة تبنى بالعمل والاجتهاد لا بكثرة التمني وربط المصير بتكهنات الفلك.. . بين التفاؤل والتشاؤم خيط رفيع*&

لم يبن العرب حياتهم يوما على التمني، بل كان شعرهم وتراثهم يعكس صورة شامخة عن معاني العمل والاجتهاد والصبر للوصول للمبتغى، فها هو الشافعي ينظم لنا أبياتا خالدة تذكرنا باستمرار بأهمية العمل الدؤوب لتحقيق الأهداف، فهو القائل ومن طلـب العلـى بغيـر كدٍ***أضاع العمر في طلب المحالٍ، فعلا هذا هو الواقع الذي يجب أن ندركه، فقد لا يضيع عام من بين أيدينا، بل سنوات وحياة بأكملها.&

ومع افتتاح عام جديد تطفو إلى السطح ظاهرة التنجيم بمختلف عناوينه، ظاهرة بدأت تسيطر على سلوك الناس وتشل فيهم حركة العقل بربطهم بآراء فلكية؛ إما أن تشكل لحظة تفاؤل وتدخلهم في وهم الحياة الوردية التي تنتظرهم&وخزائن الأرض التي تنتظرهم في عامهم، أو تشكل صدمة سلبية تجعلهم يعيشون حالة من التشاؤم لأن الفلك حكم على عامهم بالإفلاس بكل معانيه، فتجد كما هائل من مشاركة الأبراج وتكهنات المنجمين في الفضاء الافتراضي وانتشارها كانتشار الهشيم في النار، وعليه يبدأ العام من تلك الإشارات.

*وضع خطة العام 2020 يفتح آفاق النجاح ويرسم عنوان السنة*

نرى أن النجاح مرتبط بشكل كبير بالتنظيم والتخطيط المدروس بعناية ودقة، كذلك الأمر بالنسبة إلى أي سنة تحل علينا، خيرها وشرها مرتبط بعامل مهم جدا يهمله كثيرون، عامل يحدد الفشل والنجاح، هو رسم خطة السنة وبرمجة كل الأدوات التي تساهم في نجاحها، هذا ما يجب إدراكه والعمل عليه، فالحياة لا تمضي عبثا وبعشوائية، إنما كل شيء له حساباته الخاصة، وطالما أن الإنسان مُيز بالعقل فعليه أن يدرك كل برهة وثانية ولحظة تمر من عامه الجديد إما ستزيد في مكاسبه ومعارفه وكفاءته وإما تمضي عليه صيفا شاحبا لا غلة فيه.

لذلك إن سنة 2020 هي فرصة لبناء مشاريعنا التي تحمل في طياتها شعاع نور لرفعة مجتمعاتنا والنهوض بها وتحقيق تطلعاتها للوصول إلى مصاف الدول التي تشهد ثورة علمية متقدمة جدا.

*كاتبة&وإعلامية&جزائرية