لا تعاني هذه المنطقة :"من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر"، كما كنا نقول في خمسينات وستينات القرن الماضي.. وأيضاً سبعيناته، فقط من الـ "كورونا الفايروسية" وإنما من ما هو أخطر كثيراً وهو الـ "كورونا" السياسية حيث كل هذا الإقتتال والتذابح والتشظي الذي أصاب العديد من الدول العربية إن في المغرب وإن في المشرق الذي أصبح عنوانه كل هذا الذي يحدث في دولتين عربيتين كانتا "بعثيتين" ترفعان شعار:"أمة عربية واحدة ذات سيادة خالدة"!!.

هناك تذابح في إدلب:"القطر العربي السوري" بغياب عربي كامل إذْ أن حتى من يُعْتبَرون ويَعْتَبِرون أنفسهم بأنهم أهل "العرس الإدلبي" !! غائبون غياباً كاملاً وهذا مع أن بعض البلاغات العسكرية تصدر بإسمهم فالمواجهات العسكرية والإقتتال في هذه المنطقة هو بين الأتراك والروس ويشارك فيه الإيرانيون الذين بات دورهم كدور من يستجدون أمام أبواب مغلقة.
لم نكن، نحن الذين كنا أبناء جيل كانت أحلامه تعانق غيوم السماء، نعتقد ولو مجرد إعتقاد أن الوضع العربي سيصبح في هذه الحالة:"التي لا تسر الصديق ولا تغيض العدا" وأن "المساومة" على سوريا:"قلب العروبة النابض" ستكون بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وأن المفترض من أنهم هم أصحاب "العرس" أو "الجنازة والمأتم" لا دور لهم وأن هذه "المساومات" تجري ليس في "جزر القمر" التي من المفترض أنها "جزرنا" وإنما في "الماوْ..ماوْ" كما يقال!!.
وإن ما يوجع قلوب من لا تزال في قلوبهم عروبة هو أن هذه المساومات تجري في سوريا وعلى سوريا وأهلها غائبون ونظامها يقتصر دوره على إصدار البيانات البلاغية التي لا علاقة لها بكل هذا الذي يجري إن في إدلب وإن في شرقي الفرات وأيضاً وإن في الجولان و"الصنمين" و"القطر العربي السوري" كله وهذا إذا أردنا قول الحقيقة ينطبق أيضاً على العراق الذي بات يرزح تحت الإحتلال الإيراني وأصبح غير قادر على أن يرفع رأسه عن الأرض ولو قليلاً إلا بقرار من "حراس الثورة الإيرانية" في طهران!!.

ثم وبالإضافة إلى هذا فماذا نقول عن "جماهيرية القذافي السابقة" وعن اليمن الذين كان سعيداً وحوله الإيرانيون إلى يمنيْن وعن الوضع الفلسطيني الذي أصبح بجناحين المستجد منهما وهو جناح قطاع غزة قد جاء نتيجة مؤامرة "إخوانية" وأيضاً وبصراحة و"قطرية" وبإسناد من إيران التي باتت تأكلها "فيروسات الكورونا" بينما ينشغل أصحاب القرار فيها بأوهام إسمها:"أمجاد فارس القديمة".!!