أكدّ لي عزام الأحمد من الضفة الغربية أنّ رام الله ، التي هي مركز القيادة الفلسطينية وعاصمة فلسطين المؤقتة إلى أنْ تتحرّر القدس قريباً إنشاء الله، تخلو من أيّ إصابة، "كورونا" واحدة، حتى الآن، وأنّ وضع العديد من البلدات والقرى التي حولها هو نفس وضعها وهذا مع أنّ بعض القرى التابعة للمدينة المقدسة لا تخلو من إصابات على إعتبار بعض التداخل بينها وبين الأرض المحتلة منذ عام 1948 (إسرائيل).

وهنا فإنني قد سمعت من أحد المسؤولين الفلسطينيين، وكان يتحدث في لقاء تلفزيوني، أنّ الإسرائيليين يحاولون نقل عدوى هذه الـ "جائحة" المرعبة إلى رام الله وباقي المدن والقرى الفسطينية لإشغال القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بهذه "الآفة" كإنشغال الإسرائيليين الذين تقول المعلومات أن إصاباتهم قد وصلت فعلاً إلى أرقام فلكية!!.

ثم وحسب المعلومات فإنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قد دأب، منذ بدء إجتياح "كورونا" لهذه المنطقة والعالم بأسره، على "الدوام" في مقره القيادي يومياًّ وبالطبع ومعه "طاقمه" القيادي ويبدو أنّ هذه عادة قد تأصلت لدى معظم القادة الفلسطينيين إنْ عندما كان مركزهم القيادي في تونس وقبل ذلك عندما كان في بيروت وأيضاً عندما تحوّل لاحقاً إلى طرابلس اللبنانية وإنْ لفترة كانت عابرة محدودة.

ولقد كان (أبوعمار) خلال حصار بيروت عام 1982 يحرص على أنْ يتواجد معظم الوقت في أحد المراكز المتعددة التي كان يجري إنتقاؤها بعناية فائقة تحاشياً لإستهدافها من قبل الإسرائيليين وكان إيرئيل شارون قد أعلن أنه "سيلتقطه" ومعه كبار القياديين وكان يقصد "تحديداً" صلاح خلف (أبوإياد) وخليل الوزير (أبوجهاد) وسيحضرهم إلى فلسطين المحتلة (إسرائيل) في شبك طائرة مروحية لتجري محاكمتهم كإرهابيين قتلة.. وبالطبع فإنه قد فشل وخاب ظنه.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المرة الوحيدة، التي كادت الطائرات الإسرائيلية "تصطاد" فيها أبوعمار، كانت عندما ذهب إلى مقره القيادي "التبادلي" في منطقة الصنائع قرب وزارة الإعلام اللبنانية لكن حسه المرهف وحذره الدائم دفعه إلى مغادرة المكان قبل دقائق من غارة إسرائيلية عاصفة حولت المبنى المستهدف إلى "كوم" من الحجارة وقتلت أكثر من عشرين من اللاجئين الفلسطينيين من بينهم أطفالاً صغاراً .. كانوا قد غادروا "مخيم ضبية" في بيروت.. ويشهد على هذا كله الشاعر الفلسطيني محمود درويش لو أنه بقي حياًّ رحمه الله.