ليس مؤكداً أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي، ومعه "القاعدة"، هو الذي ارتكب جريمة بغداد الإرهابية الأخيرة التي كانت "مذبحةً" بكلِّ معنى هذه الكلمة، وحقيقةً أنه غير مستبعدٍ أنه هو من ارتكبها وأنها قد جاءت بعد إنقطاعٍ طويلٍ وأنّ المستهدف هو هذه الحكومة العراقية التي على رأسها هذا الرجل العروبي مصطفى الكاظمي الذي لم يُعطَ فرصةً كي ينفذ ما بقي يحاول تنفيذه إنْ على الصعيد الداخلي وإنْ على الصعيد العربي، بالنسبة للدول العربية البعيدة والقريبة، وذلك بعد كل هذا الإنقطاع الطويل منذ عام 2003، وحقيقة حتى الآن حتى هذه الضربة الموجعة الأخيرة.

ولعلّ ما تجدر الإشارة إليه، في هذا المجال، هو أنّ هناك من يرى أنّ "داعش" هذا مثله مثل: "راجح" في مسرحية "بيّاع الخواتم" الشهيرة وأنّ هذه الضربة الإرهابية الموجعة موجهةٌ لهذه الحكومة العراقية التي على رأسها هذا العروبيّ وهذا الوطني العراقي مصطفى الكاظمي الذي لم يُعطَ فرصةً لينفذ ما بقي يفكر في تنفيذه إن على الصعيد الداخلي وأيضاً وإنْ على الصعيد العربي والإقليمي وحيث أنّ العوامل المعرقلة متعدّدة وكثيرة وفي مقدمتها التدخّل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية العراقية.. أيّ في كل شيء!!.

لقد بقي الإيرانيون وأتباع إيران يُفرْملون عمل هذه الحكومة التي على رأسها مصطفى الكاظمي والتي لولا الهيمنة الإيرانية العسكرية والأمنية والسياسية وكل شيء لحقّقت إنجازات فعلية كان من الممكن أنْ تنقل بلاد الرافدين نقلةً نوعية حقيقية تعيد لهذا البلد العربي الطليعي ألقه السابق قبل أنْ يبتلى بما أبتلي به بعد إسقاط النظام الملكي الذي كان على رأسه ذلك الشاب الصاعد فيصل الثاني الذي لا يزال بعض العراقيين يذكرونه بكل خير ولا يزال كبار السن منهم يذرفون عليه الدموع الغزيرة.

ويقيناً أنه كان بإمكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومته تحقيق إنجازات فعلية كثيرة وفي كافة الإتجاهات لولا أنّ قوى الشدِّ العكسي الإيرانية والتابعة لإيران قد واصلت تعطيلها لأيّ إنجازٍ عراقيٍ فالإيرانيون وأتباعهم ومن بينهم العديد من "الرؤوس الكبيرة" كانوا ولا زالوا يعملون ويتصرفون على أنّ هذا العراق العظيم جزءٌ من دولة الولي الفقيه وأنّ مرجعيته السياسية والأمنية والعسكرية ليست في العاصمة العباسية ولا في بلد الرشيد وإنما هناك في "قمْ" وفي طهران وهذا هو سبب تعطّل عمل هذه الحكومة العراقية الوطنية وسبب عدم قدرتها على الحفاظ على الأمن الوطني لإجراء الإنتخابات التشريعية الضرورية المطلوبة.

ولهذا فإنّ هذه الضربة الإرهابية الدامية والموجعة، وسواءً أكان الذي قام بها "داعش" الفعلي أم الـ"دواعش" الإيرانيين أيّ "السافاك" منظمة المخابرات والأمن القومي الإيراني (سازمان إطلاعات وأمنيت كشور) فإنّ الهدف هو إظهار أنّ هذه الحكومة التي على رأسها الدكتور مصطفى الكاظمي عاجزةً وغير قادرة على الحفاظ على الأمن المطلوب لإجراء الإنتخابات التشريعية المقررة، وهكذا وعليه فإنه لا بدّ من إسقاطها وإجراء إنتخابات وفقاً لما يريده ويقرّره الإيرانيون الذين وكما هو واضح لا يريدون أنْ تجري أي إنتخابات في بلاد الرافدين اللهم إلا إذا شرب جو بايدن: "حليب السباع" وأثبت أنّ الولايات المتحدة في عهده قادرةٌ على إنهاء الإحتلال الإيراني لهذا البلد الذي كان احتله الأميركيون في عام 2003 وفتحوا أبوابه لتفعل فيه إيران الخامنئية ما تشاء!