إنْ ليستْ هذه حرباً تشنُّها إيران على العرب فما هي الحرب إذاً، فدولة الولي الفقيه فتحت مبكراّ أربع جبهات ضدَّ ما كانت تعتبرهم ولا تزال على أنهم أشقاؤها: الجبهة العراقية والجبهة السورية والجبهة اللبنانية وأيضاً والجبهة اليمنية المشتعلة، وهذا بالإضافة إلى جبهاتٍ "نائمةٍ" من الممكن إشعال نيرانها في أيِّ لحظةٍ فهذه هي عادة هؤلاء الأشقاء حتى في التاريخ الذي أصبح بعيداً.. واللّهم أجِرْنا من أشقائنا هؤلاء أمّا أعداؤنا فإنّنا كفيلون بهم!!.
لقد ثبت وبالأدلّة القاطعة أنّ إيران تمتلكُ سلاحاً نووياًّ وأنها جاهزةٌ لإستخدامه ليس ضدّ العدو الصهيوني ولا ضدّ دولة "الإستكبار العالمي"، الولايات المتحدة الأميركية، وإنما ضدّ أشقائها العرب الذين من المفترض أنّ ما يجمعها بهم أكثر كثيراً مما يفرّقهم وهذا إذا كانت النوايا بالفعل طيبة وإذا كانت القلوبُ ليست متورمةً بالنوايا السيئة التي بقيت تتواصل وبقيت تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل وإلاّ ما معنى أنْ يحدث كل هذا الذي يحدث إنْ بالسرِّ وإنْ بالعلن؟!.
عندما إنتصرت ثورة الخميني في عام 1979 إستقبلها العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيّون بأذرعٍ مفتوحةٍ وبآمالٍ عريضةٍ وأنّ المرحلة الشاهنشاهية ذهبت بلا عودة وإنّ المستقبل بات واعداً ولكنْ وللأسف فإنه قد ثبت أنّ هذه الآمال كانت مجرد أحلام يقظة وأنّ هؤلاء "الأشقاء" الذين فرحنا بهم وبثورتهم أكثر عداءً وكرهاً لأشقائهم من "الفرس" الذين بقوا يتوارثون عداءً تاريخياًّ لـ "إخوتهم" في الإسلام العظيم وللجوار الذي من المفترض أنه يُنقّي القلوب من أحقادٍ تاريخية مرّت عليها سنوات طويلة.
لماذا بادرت إيران يا ترى بعدما إنتهت حرب الثمانية أعوام وبعدما أزاحت الولايات المتحدة صدام حسين ونظامه إلى غزو المنطقة العربية، أيّ العراق وسوريا ولبنان واليمن، بقواتٍ إحتلاليةٍ فعليةٍ ولماذا، كما ثبت، أنها قد دأبت على إمتلاك المزيد من الأسلحة النووية وإنها بالتأكيد لم تكنْ تقصد "العدو الصهيوني" بل الذين من المفترض أنهم أشقاؤها في الإسلام العظيم الذي حوّلته دولة الولي الفقيه إلى مجموعةٍ مذهبيةٍ وطائفيةٍ باتت تخترق لا بل وتسيطر على الدول العربية التي عملياًّ وفعلياًّ باتت تسيطر عليها.
وهنا فإنني أسأل الله جلّ شأنه أنْ أكون مخطئاً في كلِّ ما قلته وما ذهبت إليه فالمفترض أنْ يجمع أبناء هذه الأمة بأشقائهم الإيرانيين و"الفرس" الإسلام العظيم والتاريخ المشترك لكنّ ما العمل ونحن نرى كل هذه الإختراقات الإيرانية العسكرية للعديد من دولنا وبدوافع مذهبية وطائفية واضحة.. ولماذا يا ترى بدل أن تستهدف دولة الولي الفقيه العدو الصهيوني تقوم بكل هذا الذي تقوم به في هذه المنطقة وتحتلُّ إحتلالاً إلحاقياً مذهبياًّ وطائفياً هذه الدول التي تحتلُّها ومن بينها دولتان عربيتان أساسيتان هما العراق (بلاد الرافدين) وسوريا (الأمويّة).
التعليقات