وعندما أتيتَ مُرتديآ وشاحك الذهبي الأصفر الشاحب ..

غدوت وطنآ وملاذآ أمنآ تُنثرُ فيه الأُمنياتِ ..

تميلُ الروحُ إليكَ شوقآ .. بقلبٍ مُحبٍ عاشقٍ للحياةِ ..

مرآةُ العينِ أنتَ بحنانها ولهفتها لرؤيةِ الاشياءِ الجميلاتِ ..

وحُلمٌ راسخٌ في الذاكرةِ يرسمُ أجمل اللوحاتِ الناظراتِ للخيالِ ..

فيكَ مسيرةُ هدوءٍ .. سكونٍ .. عصبيةٍ .. مزاجيةٍ .. بل وحتى غموضٍ .. تبعثُ ألأملَ بابتسامةٍ خجولةٍ مُخبأةٍ في ملامحِ طفلٍ يحملُ الشوقَ بعد الفقدانِ ..

مابين ضياعٍ ونهاياتٍ للأقدارِ .. وتفاؤلٍ يدعو لتجديد البداياتِ .. تُعلن نسائمُك الدافئة رحيلَ الأحلامِ بعيدآ عن صحراء اليأسِ التي تلتهمُ الأفكارَ والآمالَ والطموحاتِ ..

بغروبِ شمسك ولونها السحريُّ .. تأتي الكلماتُ المتناغمة والروحُ المنسجمة لتُعّبرَ عن أُمسياتٍ رائعاتٍ .. بحضرة النجماتِ المُتلألئاتِ .. وبدرٍ أضفى بضوئه روعة وبهاءَ منظرِ الساهراتِ ..

لستً بفصلِ الحُزن أنت أيُها الخريف .. بل سيدُ الفصولِ وقائدُها .. ففي كل ترحالٍ لكََ .. وترحالٍ .. يظهرُ في ملامحك شيئٌ من نضال الصيفٍ وقسوته .. ومجدُ الربيعِ وزهوهِ .. وقليلٌ من شدةِ الشتاءٍ وبردهِ ..

ستبقى أنت الحياة وعنوانها ..

فَلَطالما تشتت أفكارُ البعض بحضوركَ .. وذبُلتْ أرواحهم .. وتقلبتْ مٍزاجياتهم بفعل رغباتهم المتقلبة التي تمطرهم فرحآ حينآ وحَزنآ حينآ آخر .. يبقى التصالح مع طبيعةُ أجوائك بالصفاءِ هو الأمل المشرق بعد كُلِ إخفاقٍ بالانتظارِ .. هو الحضور الثابت العميقُ الأُمنياتِ .. هو التجدد الدائمُ للآمالِ ..

مادامت الأيامُ خريف .. سنُسقِط أوجاعنا وأحزاننا على مشارف الطرقات .. ونفتح أبواب السعادة بألوانها الزاهية لنرسُمَ أجمل اللوحات التي تحملُ في طياتها الحبَ والعطاءَ والشعورَ بالحياةِ .