مؤمنٌ أنا بأثر الرسائل وتأثيرها في النفس والروح، تلك الكلمات البسيطة في عددها والكبيرة في أثرها، والتي تعبر عما يجول بخاطرنا لمن نحب، وقد تحمل في طيّاتها سكوتًا مهولًا مما لم نستطع قوله وكتابته..
ولكن إيماني بالنبرة أكبر وأعظم وأعمق..
النبرة التي تحمل لسان القلب ومشاعر الفؤاد وتفضح الأحاسيس وتقلّباتها وتلوّعها.. والتي تخترق القلب مباشرةً لتمرّ بعد ذلك الى الأذن والجهاز السمعي،
لقد اعتدت كثيرًا في حياتي -ومن حولي يعرف ذلك- على أنّي كثيرًا ما استخدم الرسائل الكتابية مع من حولي،في العتاب والثناء أو الشكر ولكن للبعض أحبذ الرسائل الصوتية والتي تحمل النبرة والمعنى وتحمل المودة والألفة، أشعر أن الصوت يصل إلى الآخر بكل ما يحمله من صفاءٍ ومودةٍ وإخاء،
بعض الحالات مهما بلغ الإنسان من مهارةٍ بلاغية وكتابية، تبقى تلك الحالات أو اللحظات يعجز فيها المرء عن إيصال المعنى المراد، أو تكون الكلمات مهما بلغت من دقةٍ ووضوح قاصرةً وعاجزة عن إيصال الحالة النفسية التي يحملها صاحبها،ولا بد ممّا ليس منه بد ألا وهي الرسائل الصوتية ..
النبرة لا غبار على مشاعرها ولا تشويش في معانيها،تأتيك صافية ولا تحتاج إلى عشرات الكلمات لوصفها
ربّ كلمةٍ لم يعر صاحبها لها بالًا وأتت في سياقٍ مختلف،وظن بها الآخر سوءًا وفهم منها مقصدًا غير مقصود وأصبح في نفسه من صاحبه على غير علمٍ وهدى
قيل (ربّ فهْمٍ لم يقصد وربّ قصدٍ لم يُفهم)
ثم إن للنبرة أو الرسائل الصوتية دفئًا آخر، ومودةً أخرى،
سبق لي أن حدثت عزيزًا أو صديقًا بأمر خاص من خلال الكتابة وأذكر أن هنأت كثيرًا كتابةً ومع ذلك وأنا المنخرط في عالم الكتابة ُأدرك تأويلها حيث إنّ أصابعي ملطخةٌ بحبرها،أجد مراسلتهم بالرسائل الصوتية وأجدُ أثرها طويلاً جدًا ..
أحب أن تصل الكلمة بروحها، لا أن تكون جامدةً بلا روح… فكيف إذا ما استطعنا أن نوصلها بكُلّنا من خلال لغة الجسد والنظرات والصوت والعيون،
حينها، في تلك اللحظة… تتجلّى لغة الروح بأكمل معانيها… ويرتجفُ الكلام.
التعليقات