عرفت مبكراًّ جداًّ الأخ هوشيار زيباري وكان يومها يعتبر أردنياًّ إنْ من حيث الجنسية، إذْ أنّ جنسيته كانت أردنية، وحقيقة أنّ هذا كله كان تكريماً للقائد الكردي البارز الكبير الملا مصطفى البارزاني الذي كان قائداً معروفاً ومقدراً في هذه المنطقة كلها وكان على علاقات طيبة مع عدد من كبار القادة والمسؤولين العرب وبخاصة من جلالة الملك الحسين بن طلال.. وأيضاً والرئيس جمال عبدالناصر.. وغيرهما.
وحقيقة وقبل أنْ تأخذ الحركة الوطنية الكردية الدور الذي أخذته أولاً بقيادة الملا مصطفى ولاحقاً بقيادة نجله مسعود الذي لا يزال يلعب دوراً قيادياًّ رئيسيا في العراق كله ومن ضمنه "الإقليم الكردستاني" الذي هو عملياًّ وفعلياًّ دولة مستقلة.. وحتى بعد كل هذا "التداخل" مع الدولة العراقية.
ويقيناً أنّ هوشيار هذا الصديق العزيز يحضى بإحترام كبير لدى من يعرفونه من الأردنيين وذلك مع أنه كان قد تخلى عن أردنيته وهذا من حقه وألتحق بالنضال الكردي وحيث شغل مراكز ومواقع متعددة منها عضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني، القائد الحقيقي والفعلي للحركة الوطنية الكردستانية العراقية، وقد أصبح وزيراً للخارجية العراقية وكان من الممكن أن يكون رئيساً للعراق لولا صدور قرار من المحكمة الإتحادية العليا بإستبعاده لأسباب باتت متداولة في الساحة العراقية.. والله أعلم!!.
وهكذا فإنّ ما أريد قوله عن هوشيار الذي كنت قد عرفته، ليس عن قرب، عربياًّ وأردنياًّ هو أن طريق العمل الوطني الكردستاني لو أنّ "كاك" مسعود لإعتبارات متعددة وكثيرة قد أصبح ومبكرا وبخاصة بعد وفاة والده الملا مصطفى، رحمه الله، الرقم الرئيس في المعادلة الكردية.. وذلك رغم وجود عدد من القادة الآخرين ومن تنظيم آخر ومن بينهم القائد المعروف.. جلال الطالباني نسأل الله له الرحمة الواسعة.
وعليه وفي النهاية فإن ما يسعدني.. وما زلت أفتخر به وسأبقى أفتخر به هو أنني قد بدأت مبكرا بمساندة النضال الوطني الكردستاني.. وإنني لا زلت أساند القضية الكردستانية التي هي قضية عادلة بالتأكيد ومع العلم أن الأشقاء "الأكراد" كانوا قد لعبوا أدواراً رئيسية في النضال العربي وأنهم قد إنخرطوا في الكفاح الفلسطيني منذ البدايات.. وباتوا يعتبرون أنفسهم طليعة عربية.. وهذه مسألة باتت مؤكدة ومعروفة وإنه على من يريد أن يتأكد من هذا أنْ يذهب إلى نابلس تحديداً.. وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية.
التعليقات