ليس ربما لا بل أنّ كثيرين لا يوافقون على ما يقوله الكاتب سلمان رشدي لا بل أنهم يخالفونه في كل ما يقول وأنهم يدينونه لكن ما هو مرفوضاً هو أنّ هناك من ينصبون أنفسهم وكأنهم دولة فوق الدولة وكأنهم أولياء على الدين الإسلامي والمعروف أنه لا حق لأي كان أن يعتبر نفسه وصياًّ على هذا الدين الحنيف.. اللهم إلّا الجهات المعنية المخولة من الدولة التي تعتبر أنها ولي الأمر أو من جهات معينة وعليها إتفاق في هذا المجال.

إن أغلب الظن لا بل أن المؤكد أن هذا "السلمان رشدي" غير مقبول إسلامياًّ لا من الإسلام ولا من المسلمين لكن ومع ذلك فإنه لا يحق لأي جهة، أو عصابة أو زمرة وحتى ولا منظمة تعتبر معتدلة وتعتبر نفسها قيمة على هذا الدين الحنيف فالمعروف أنّ هناك جهات وسواءً أكانت دينية أو حكومية هي صاحبة الحق في هذا المجال.. وأنه إذا ترك الحبل على الغارب فإن الفوضى غير الخلاقة ستعم وحقيقة أنّ أي متابع جاد سيكتشف أنّ هذا الدين الحنيف والعظيم قد "تسلطّ" عليه تاريخياً.. وحتى الآن من أطلقوا على أنفسهم: "آيات الله" وهم لا يعرفون عن هذه الآيات العظيمة شيئاً.

والمعروف أنّ مثل هؤلاء الذين باتوا يعيثون في الأرض فساداً و"سداح مداح" كما يقال وأنهم ينصبون أنفسهم قادة على هذا الدين العظيم الذي من يتابع مسيرته التاريخية يجد أنه الطريق الحقيقي لكل مؤمن بالله الواحد الأحد وبكتبه ورسله وأنه عقيدة إلهية جاء بها النبي العظيم نقلاً عن جبريل عليه السلام ليس للإسلام والمسلمين فقط وإنما للبشرية كلها والعالم بأسره.

إنّ هذا الدين العظيم المنزل من عند الله قد أُنزل للبشرية كلها وأنه لا يجوز لأي "معمم" أن يحتكره وحتى لأي دولة فهذا الدين لله ولرسله وأنبيائه والعالم بأسره وهذا يعني أنه لا يحق لكل من ارتدى عمامة خضراء أو بيضاء أن يُفتي كما يشاء وأن يحرم ويحلل كما يريد فهذا الدين العظيم واسع وسع السماوات والأرض وأنّ هناك أقواماً وأمماً لا تعرف منه إلّا شهادة: "لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله".. ويقيناً أنّ هؤلاء قد يكونون، والله أعلم، من المبشرين بالجنة وعلى أساس "الشهادة" والتوجه خمس مرات نحو الكعبة المشرفة.. التي شرفها الله جلّ شأنه.

وهكذا فإن مصير سلمان رشدي هذا وأمثاله هو عند العلي القدير والرحمن الرحيم وهو عندما يصفون روايته الخبيثة هذه والمرفوضة بـ "آيات شيطانية" فلأنه هو نفسه شيطاناً رجيماً وهنا فإنه لا يحق وبالتأكيد لوزير الخارجية الأميركي أن يتدخل في هذه المسألة الحساسة جداًّ.. وبالطبع فإنه لا يجوز لإعلام الولي الفقيه بوصف الهجوم الذي تعرض له سلمان رشدي بأنه عقاب إلهي .. فالله سبحانه وتعالى هو الذي يعاقب وهو الذي يغفر والله غفور رحيم.